سُنَّةُ الکفاية - تأصيلًا وتطبيقًا " دراسة أصولية "

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:- فالأحکام التکليفية التي هي قسم من أقسام الحکم الشرعي تنقسم إلى خمسة، الواجب والمندوب والمباح والمحرم والمکروه، وقد تکلم العلماء على کل حکم من هذه الأحکام، وبينوا ما فيه من المسائل، ومن ذلک ما يتعلق بالمندوب وما فيه من المسائل، والعلماء نصوا على انقسامه إلى عين وکفاية، على غرار التقسيم الموجود في الواجب، والمتمثل في فرض العين وفرض الکفاية، وقد تناول هذا البحث المندوب على الکفاية -المشهور عند العلماء بسنة الکفاية-، وتم بحثه في جانبين: جانب التأصيل، وجانب التطبيق، أما التأصيل فقد عَرَّفَ هذا البحث بسنة الکفاية وهي: مطلوبٌ غير لازمٍ يُقصد حصولُه شرعًا من غير نظر بالذات إلى فاعله ، ثم تَبِع ذلک التفريق بين سنة الکفاية وما يشترک معها ويشبهها، وتناول الخلاف في إثبات سنة الکفاية عند العلماء، وأنه العلماء مطبقون على إثباتها إلا ما ظهر من خلاف يسير تمت دراسته، وتم بحث الأثر الذي يَنتج عن هذه الکفاية، وتعلق بتکرار الفعل المسنون على الکفاية بعد حصول الکفاية، وأما التطبيق فقد اشتمل على ست عشرة مسألة ذکرها العلماء في سنة الکفاية، منها المشهور عند العلماء، ومنها غير المشهور، ومنها الذي لم يذهب إليه إلا القليل منهم، وکان الهدف تتبع فروع سنة الکفاية وتطبيقاتها عند العلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، من غير قصد لتصحيح بناء الفرع على سنة الکفاية من عدمه، وفي المجمل: فسنة الکفاية ثابتة عند جميع المذاهب، ولها فروع ظاهرة مشهورة، وللکفاية فيها أثر في إحياء السنن والشعائر، ورفع الذم الذي يلحق المسلمين بتعطيل السنن، ومنها ما يکفي فيه عمل البعض عن تکراره من غيره، ومنها ما يشرع تکراره بعد حصول الکفاية.
 
The ordinances of sharia fall into five types: obligatory (wajib), recommended (mandoub), permissible (mubaah), forbidden (muharram), and disliked (makrouh). This study deals with the recommended (mandoub) issues and their division into two: ‘Ayn (obligatory on each person) and Kifāyah (communal act, which if done by some, the others will not be held responsible) similar to the division of the obligatory (waajib) into ‘Ayn and Kifāyah. The study deals with Sunnah of Kifāyah from two perspectives: its origins in the sharia and its application. First, it has been defined and the difference between it and what resembles it has been explained. The effect of this issue has been highlighted. As for the application, it includes sixteen issues mentioned by the scholars in the Sunnah of Kifāyah. This type of Sunnah is found in all schools of jurisprudence, and it has an effect on the revival of the religious rituals. Moreover, it spares the Muslims the blame in case this Sunnah is not performed.