التحصيل المقاصدي بين فقهي الواقع والتوقع " دراسة تأصيلية في تحقيق المناطات المرعية" في ضوء حديث حذيفة بن اليمان في السؤال عن الشر

المساهمين

المؤلف

قسم العلوم الإنسانية المساندة, کلية الآداب , الجامعة الهاشمية , الأردن , الزرقاء

المستخلص

يُعدُ التحصيل المقاصدي بين فِقهي الواقع والتوقع من موجبات استبناء الحکم في محله أو في مظان ذلک المحل، وذلک بحيازة المناط بِظَرْفَيْه واقعاً يُستبنى مما اتفق من العلل، أو توقعاً يُستدعى مما يغلبُ على الظن حصولُ التعليل به، بما يُحيل النظرُ المصلحي تَعْدِيَتَهُ من الصور الممکنة للمناطات بجريان أوصافها المؤثرةِ في مظانها الفرعية؛ فبهذا التوقع يعطي الناظرُ افتراضَهُ على جهة المُدْرَکات التي لا تزالُ عند افتراضه مجردَ تصوراتٍ آيلةٍ إلى التصديق بها، فهو يؤسس بأدائه الجمعي وإلحاقاته المُعللة لصيانة البيان الناشئِ في محله من جهة الأمر؛ وذلک ليُحاطَ بالمطلب الشرعي في بابه المقصود، من جهة استدعاء ما ينبغي اعتبارُه واقعاً أو توقعاً من القرائن الناهضة بتحقيق مراد الشرع في حقيقته وفي نفس الأمر، وبين ما هو منظورٌ في استنزالِ ما يُتَوَقَعُ، هو ما يشبهُ القضية الشرطية المرکبة من مقدمة واقعةٍ، ونتيجةٍ يمضي فيها ما يُتَوَقَّعُ؛ بما يؤدي إليهِ العلم والفقه بالمآلات المتوقعة،  وهذا ما يجعل فقه التوقع وسيلةً للتَبَصُّرِ بمجرياتِ الواقع والإحاطة بخفياته؛ حتى يؤديَ الفقهُ بذلک إلى القدرة على التوقع ومهارة حيازة المطلوب بمقتضاه في محله ظَفَراً به، ثم يکون بعد ذلک ما يؤهل لفقهِ إدراک الفتنة - وهو جزء من فقه حيازة المتوقع - قبل انباعثها، ودون تحرک ثوابتها، وما ذلک إلا بعلمٍ خاصٍ؛ فيهِ القواطع المانعة من تعدي الفتنة وذيوع أمرها وتجشمها العقول، وفي هذا المستوى من التحصيل، يُسَوِّغُ النظرُ الدائر مع ما يتوافق من اقتدار الناظر على لحظ العلل إيذاناً منه بما استبناهُ واقعاً أو استدعاهُ توقعاً من الأحکام، ولو بإحالة افتراضية تخص ملکة الناظر ومستوى اقتدارهِ، وتفوقَهُ في أداءاتٍ خاصة تُکسبُ استدعائهُ - على حالته الافتراضية - ما يُسَوِّغُ الخطابَ به على سبيلِ التکليف، فهو استبناءُ ما يدلُ على غيرهِ دلالةَ معانٍ مجردةٍ يحيطُ بها النظرُ على سبيل الافتراض والتوقع، تستخلصُ بها المفاهيم من الخبرة والدراية.
Intentional collection of information is one of the elements necessary for making a ruling on something present or something expected to occur. This is enhanced by acquiring knowledge of the circumstances surrounding a real event or an anticipated one. Thus the person considering the event collects the information that helps retrieve pieces of evidence regarding the real or expected event to make a ruling of what is expected. This is what makes the jurisprudence of anticipation a means to gain insight into the course of reality and to understand its secrets so that jurisprudence leads to the ability to anticipate, and the skill of possessing what is required. This leads to the jurisprudence of perceiving sedition before it happens, which is part of the jurisprudence of anticipation. This is achieved only with special knowledge that contains what prevents the transgression of sedition and the spread of its affair.
 

الكلمات الرئيسية