الحمد في فواتح السور "معاني ودلالات"

المساهمين

المؤلف

قسم القرآن وعلومه ، کلية أصول الدين بالرياض ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية

المستخلص

تضمن هذا البحث تعريف الحمد، وأنواع فواتح السور،  ودراسة للسور المفتتحة بالحمد، وعددها خمس سور، مع إبراز ما فيها من معاني ودلالات، وعلاقة افتتاح السورة بالحمد بموضوعاتها، وذکر المعاني والدلالات من افتتاح السورة بالحمد مما ذکره المفسرون وأهل العلم مما له علاقة بموضوع الآية، ولقد توصلت في نتائج البحث إلى ظهور العلاقة بين الحمد في فواتح السور وموضوعاتها، وکذلک دلالة حمد الله تعالى على إثبات صفتي القدرة والعلم له سبحانه وتعالى، ودلالة حمد الله تعالى على إثبات استحقاقه تعالى للعبادة، وقدرته على البعث، وإثبات الرسالة للنبي الکريم صلى الله عليه وسلم.   

الكلمات الرئيسية


المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعینه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسیئات أعمالنا، من یهده الله فلا مضل له، ومن یضلل فلا هادی له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

        ﮋ ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ   ﭯ  ﮊ [آل عمران: 102].

        ﮋ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ         ﭡﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ    ﭨﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ        ﭭ  ﭮ  ﮊ [النساء: 1].

        ﮋ ﮥ  ﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ   ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ    ﯔﯕ  ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ   ﯚ  ﯛ   ﯜ  ﯝ  ﮊ [الأحزاب: 70 – 71].

أما بعد ...

فقد افتتح الله خمسًا من سور القرآن الکریم بالحمد والثناء على ذاته العلیة الشریفة، والمتأمل لصیغ الحمد فی السور الخمس یجد تنوعًا بینها، ممَّا یسترعی انتباه القارئ للقرآن الکریم التدبر لهذه الصیغ واستجلاء المعانی والدلالات لها؛ امتثالًا لأمر الله القائل: ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ                [ ص : ٢٩] .

وقد حمد الله ذاته العلیة الشریفة بکونه ربًا للعالمین، وبخلقه السماوات والأرض، وبإنزاله الکتاب المبین، وبملکه لما فی السماوات والأرض، وبکونه فاطر السماوات والأرض.

 وهذا التنوع فی صیغ الحمد، له تأثیر فی النفوس، وجذب للأسماع، ولفت للانتباه، وإیقاظ لمشاعر الغافلین.

وموضوع هذا البحث:

"الحمد فی فواتح السور معانی ودلالات" ینبئ عن مضمونه، فهو دراسة للحمد الوارد فی فواتح سور القرآن.

أهمیة البحث وأسباب اختیاره:

1)    تعلق هذا البحث بتدبر کتاب الله I وفهم معانیه.

2)    الاسهام مع من سبق فی بیان أن لافتتاح السور معانی ودلالات.

3)    کون هذا الموضوع لم یُبحث، وحاجة المکتبة القرآنیة له.

أهداف البحث:

1- تعریف الحمد ودلالاته.

2- بیان أنواع فواتح السور.

3- إبراز المعانی والدلالات للسور المفتتحة بالحمد

4- ذکر العلاقة بین فواتح السور وموضوعاتها.

حدود البحث:

       یتناول هذا البحث السور المفتتحة بالحمد وعددها خمس سور، وذکر ما تضمنه افتتاحها بالحمد من المعانی والدلالات. 

الدراسات السابقة:

       بعد البحث والاطلاع على فهارس الرسائل العلمیة والدراسات التفسیریة، والبحث فی مظانه بالرجوع إلى مراکز البحوث المتخصصة وسؤال أهل الخبرة والاختصاص لم أجد من تعرض لبحث هذا الموضوع الحمد فی فواتح السور-معانی ودلالات-، وما وجدته هو ما یأتی:

1- رسالة ماجستیر بعنوان: "فواتح السور وخواتیمها –دراسة نصیة تحلیلیة" للطالبة: ألاء الحبر یوسف نور الدائم، إشراف الدکتور: أحمد حسن قرینات، فی جامعة الخرطوم، کلیة الآداب، قسم اللغة العربیة، بدولة السودان.

وهذه الدراسة لم تتعرض فیها الباحثة للمعانی والدلالات للسور المفتتحة بالحمد.

 2- بحث محکم منشور فی مجلة تبیان العدد الخامس والعشرین بعنوان: "فواتح سور القرآن الکریم –المعانی والدلالات" للدکتورة: نادیة بنت إبراهیم النفیسة.

وهذه الدراسة کان الحدیث فیها عن المعانی والدلالات للسور المفتتحة بالحمد مقتضبًا لم یتجاوز صفحتین فقط.

3- بحث محکم منشور فی مجلة الجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة، العدد(112)  بعنوان: "حمد الله ذاته الکریمة فی آیات کتابه الحکیمة" للدکتور: عماد بن زهیر حافظ.

وهذه الدراسة تتکلم عن صیغ الحمد والحکمة من تنوع هذه الصیغ، ولم ترکز الحدیث عن المعانی والدلالات للسور المفتتحة بالحمد.

وأما ما تمتاز به هذه الدراسة عن الدراسات السابقة.

1- التوسع فی ذکر المعانی والدلالات التی أوردها المفسرون فی تفاسیرهم، وأهل العلم ممَّا له علاقة فی فواتح السور.

2- ذکر العلاقة بین افتتاح السور بالحمد وموضوعاتها.


الطریقة المتبعة فی کتابة هذا البحث:

1- کتابة الآیة المفتتح بها بالحمد فی أول السورة.

2- ذکر العلاقة بین فاتحة السورة وموضوعاتها.

3- ذکر المعانی والدلالات من افتتاح السورة بالحمد ممَّا ذکره المفسرون، وأهل العلم ممَّا له علاقة بموضوع الآیة.

خطة البحث:

هذا وقد جعلت البحث فی: مقدمة وسبعة مباحث وخاتمة.

فالمقدمة اشتملت على أهمیة الموضوع، وأسباب اختیاره، والمنهج المتبع، وخطة البحث.

-         المبحث الأول: تعریف الحمد.

-         المبحث الثانی: أنواع فواتح السور وأهمیتها.

-         المبحث الثالث: الحمد فی فاتحة سورة الفاتحة.

-         المبحث الرابع: الحمد فی فاتحة سورة الأنعام.

-         المبحث الخامس: الحمد فی فاتحة سورة الکهف.

-         المبحث السادس: الحمد فی فاتحة سورة سبأ.

-         المبحث السابع: الحمد فی فاتحة سورة فاطر.

-         الخاتمة: وفیها أهم نتائج البحث


المبحث الأول

 تعریف الحمد.

قال ابن فارس: "الحاء والمیم والدال کلمة واحدة، وأصل واحد یدل على خلاف الذم، یُقَالُ حَمِدْتُ فُلَانًا أَحْمَدُهُ. وَرَجُلٌ مَحْمُودٌ وَمُحَمَّدٌ، إِذَا کَثُرَتْ خصاله المحمودة غیر المذمومة"([1]).

 والحمد: هو الثناء باللسان على الجمیل الاختیاری على وجه التعظیم والتبجیل([2]).

 "والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا یکون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا یکون ذم لمذموم إلا مع بغضه، وهو سبحانه له الحمد فی الأولى والآخرة.

ولا تکون عبادة إلا بحب المعبود ، ولا یکون حمد إلا بحب المحمود، وهو سبحانه المعبود المحمود"([3]).

قال القشیری: "حقیقة الحمد الثناء على المحمود، بذکر نعوته الجلیلة وأفعاله الجمیلة، واللام ها هنا للجنس، ومقتضاها الاستغراق؛ فجمیع المحامد لله سبحانه إمَّا وصفاً وإمَّا خلقاً، فله الحمد لظهور سلطانه، وله الشکر لوفور إحسانه، والحمد لله لاستحقاقه لجلاله وجماله، والشکر لله لجزیل نواله وعزیز أفضاله"([4]).

الفرق بین الحمد والشکر :

قال ابن کثیر: " والتحقیق أن بینهما عموما وخصوصا، فالحمد أعم من الشکر من حیث ما یقعان علیه؛ لأنه یکون على الصفات اللازمة والمتعدیة، تقول: حمدته لفروسیته وحمدته لکرمه، وهو أخص؛ لأنه لا یکون إلا بالقول، والشکر أعم من حیث ما یقعان علیه؛ لأنه یکون بالقول والعمل والنیة، کما تقدم، وهو أخص لأنه لا یکون إلا على الصفات المتعدیة، لا یقال: شکرته لفروسیته، وتقول: شکرته على کرمه وإحسانه إلی"([5]).


المبحث الثانی

 أنواع فواتح السور ([6]).

افتتح الله سور القرآن بعشرة أنواع من الکلام لا یخرج شیء من السور عنها، وهذه الأنواع على النحو الآتی:

النوع الأول: الافتتاح بالثناء.

والثناء قسمان: الأول: إثبات لصفات المدح، وهو افتتاح خمس سور بالحمد هی،الفاتحة، والأنعام، والکهف، وسبأ، وفاطر، وسورتان بلفظ: ﮋ ﮣ ﮊ  الفرقان والملک.

والثانی: التنزیه من صفات النقص بلفظ التسبیح بمشتقاته فی سبع سور هی الإسراء،والحدید، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن والأعلى.

فهذه أربع عشرة سورة استفتحت بالثناء على الله نصفها لإثبات صفات الکمال، ونصفها لتنـزیه الله عن صفات النقص.

النوع الثانی: الافتتاح بحروف التهجی.

وهی الأحرف المقطعة فی أوائل السور نحو: ﮋ ﭑ ﮊ ، وﮋ ﭑ ﮊ ،              وﮋ ﭑ ﮊ  ، وﮋ ﭑ ﮊ     وذلک فی تسع وعشرین سورة.

النوع الثالث: الافتتاح بالنداء.

وهو قسمان الأول: نداء للنبی r وذلک فی خمس سور هی، الأحزاب، والطلاق، والتحریم، والمزمل، والمدثر، والثانی: نداء للعباد وتبدأ به خمس سور أیضًا، ثلاث منها للذین أمنوا، واثنتان منها للناس.

النوع الرابع: الافتتاح بالجمل الخبریة.

وذلک فی ثلاث وعشرین سورة هی، الأنفال، والتوبة، والنحل، الأنبیاء، والمؤمنون، والنور، الزمر، ومحمد r، والفتح، والقمر، والرحمن، والمجادلة، والحاقة، والمعارج، ونوح u، والقیامة، والبلد، وعبس، والقدر، والبینة، والقارعة، والتکاثر، والکوثر.

النوع الخامس: الافتتاح بالقسم.

وذلک فی خمس عشرة سورة هی: الصافات، والذاریات، والطور، والنجم، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والشمس، واللیل، والضحى، والتین، والعادیات، والعصر.

النوع السادس: الافتتاح بالشرط.

وذلک فی سبع سور هی: الواقعة، والمنافقون، والتکویر، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.

النوع السابع: الافتتاح بالأمر.

وذلک فی ست سور هی: الجن، والعلق، والکافرون، والإخلاص، والفلق، والناس.

النوع الثامن: الافتتاح بالاستفهام.

وذلک فی ست سور هی: الإنسان، والنبأ، والغاشیة، والشرح، والفیل، والماعون.

النوع التاسع: الافتتاح بالدعاء.

وذلک فی ثلاث سور هی: المطففین، والهمزة، والمسد.

النوع العاشر: الافتتاح بالتعلیل.

فی موضع واحد فی سورة قریش ﮋ ﭑ ﭒ ﮊ قریش: ١.


المبحث الثالث

 الحمد فی فاتحة سورة الفاتحة.

افتتح الله کتابه الکریم بالحمد، فقال I: ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ الفاتحة: ٢ ، وهذا الحمد متضمن لمعنى الثناء على الله بما هو أهله، فهو I أهل الثناء والمجد، ومن ثم لا غرو أن یفتتح الله أربع عشرة سورة من سور کتابه بالثناء على نفسه؛ إمِّا مثبتًا لذاته العلیة صفات الکمال، بـــ ﮋ ﭖ ﭗ ﮊ فی خمس سور، و فی ﮋ ﮣ ﮊ  فی سورتین، وإمَّا نافیًا عنه ما لا یلیق بجلاله، وذلک بسبع سور مفتتحة بالتسبیح، فهذه السور افتتحت بالثناء على الله نصفها؛ لإثبات صفات الکمال، ونصفها لنفی النقائص عن الله I، فکان ذلک جمعًا بین النفی والإثبات، وهو متضمن معنى التعظیم لله I؛ إذ "التسبیح یتضمن التنزیه المستلزم للتعظیم، والحمد یتضمن إثبات المحامد المتضمن لنفی النقائص" ([7]).

       ومن هذه السور المفتتحة بالحمد سورة الفاتحة، قال تعالى: ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ  الفاتحة: ٢، وهی من أعظم سور القرآن؛ لحدیث أَبِی سَعِیدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: کُنْتُ أُصَلِّی، فَدَعَانِی النَّبِیُّ r فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی کُنْتُ أُصَلِّی، قَالَ: ( أَلَمْ یَقُلِ اللَّهُ: ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﮊ ؟، ثُمَّ قَالَ: (أَلاَ أُعَلِّمُکَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِی القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ؟)، فَأَخَذَ بِیَدِی، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّکَ قُلْتَ: (لَأُعَلِّمَنَّکَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ) قَالَ:( ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ ، هِیَ السَّبْعُ المَثَانِی، وَالقُرْآنُ العَظِیمُ الَّذِی أُوتِیتُهُ) ([8]) .

وهذه السورة هی سورة الصلاة، فلا تصح صلاة بدونها، وهی متضمنة للحمد والثناء والتمجید لله رب العالمین؛ لحدیث أَبِی هُرَیْرَةَ t، أنه سمع رَسُولَ اللهِ r یَقُولُ: (قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَیْنِی وَبَیْنَ عَبْدِی نِصْفَیْنِ، وَلِعَبْدِی مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ  قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِی عَبْدِی، وَإِذَا قَالَ: ﮋ ﭛ ﭜﮊ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَیَّ عَبْدِی، وَإِذَا قَالَ: ﮋ ﭞ ﭟ  ﭠﮊ ، قَالَ: مَجَّدَنِی عَبْدِی - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَیَّ عَبْدِی - فَإِذَا قَالَ: ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ   قَالَ: هَذَا بَیْنِی وَبَیْنَ عَبْدِی، وَلِعَبْدِی مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﮊ    قَالَ: هَذَا لِعَبْدِی وَلِعَبْدِی مَا سَأَلَ ) ([9]).

والمتأمل لافتتاح الفاتحة بالحمد یلحظ التناسب بین ما بُنیَتِ علیه السورة وافتتاحها بالحمد؛ حیث بُنیَتِ على الإِلهیَّة والرُّبوبیَّة والرَّحمة؛ وبیان ذلک: "أن               ﮋ ﭢ ﭣﮊ مَبْنیٌّ على الإِلهیَّة، و      ﮋ ﭤ ﭥﮊ مَبْنیٌّ على الرُّبوبیَّة،               و ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ مَبْنیٌّ على الرَّحمةِ، والحمد یتضمن الأمُورَ الثلاثة فهو تعالى محمودٌ على إلهیَّتِه، ورُبوبیَّتِه، ورَحمتِه"([10]).

وحمد الله نفسه متضمن لأمر عباده بحمده-أی: أمر لهم بأن یقولوا: الحمدلله-  ، وأن حمده I إقرار منهم بوجوده واستحقاقه للحمد وحده لا شریک له؛ وهذا التکلیف باعث لهم على تذکر نعمه علیهم، فیوجب ذلک محبته فی قلوبهم؛ إذ هو المتفضل علیهم بأن هداهم لحمده من بین سائر خلقه، فهو المربی لهم بنعمه الدینیة والدنیویة، وأعظمها ما اختصهم من اللهج بحمده، وهدایته إیاهم صراطه المستقیم([11]).

       وإن من أعظم ما ربَّى الله به عباده من نعمه التی یُحمد علیها نعمة الهدایة؛ لکونه I اختص بها أنبیاءه وملائکته وأولیاءه والصالحین من عباده، وقد نبه الله عباده إلى هذا المعنى اللطیف فی ستة مواضع بأنه لا یذکر فی موضع منها قوله تعالى: ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ  إلا ویذکر الهدایة معه، وبیان ذلک على النحو الآتی:

الموضع الأول: أنه افتتح سورة الفاتحة بقوله تعالى: ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ الفاتحة: ٢ ، ثم أتبعه بقوله تعالى: ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ الفاتحة: ٦ .

الموضع الثانی: فی سورة الأنعام، قال تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﮊ  الأنعام: ٤٥  ، ثم أتبعه بقوله تعالى: ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ  ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﮊ الأنعام: ٧١ ، وما ذکره الله من محاجة إبراهیم ﷺ لقومه بقوله : ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ    ﮐ ﮊ الأنعام: ٧٧ ، ثم ما ذکر من هدایة الله له بقوله : ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ الأنعام: ٨٠ ،وقوله: ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ     ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ             ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ    ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﮊ الأنعام: ٨٨ - ٩٠ ، وقوله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ الأنعام: ١٢٥ ، وقوله تعالى: ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ    ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ        ﮯ ﮰ ﮊ الأنعام: ١٦١ .

الموضع الثالث: فی سورة یونس، قال تعالى: ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ   ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ یونس: ٩ ،ثم أتبعه بقوله تعالى: ﮋ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ یونس: ١٠، وقوله تعالى: ﮋ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ  ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ      ﰊ ﰋ ﮊ یونس: ٢٥ ، وقوله تعالى: ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ   ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ   ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ   ﮄ ﮊ یونس: ٣٥.

الموضع الرابع: فی سورة الصافات، ما ذکره الله من قول إبراهیم ﷺ : ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ  ﯬ ﯭ ﮊ الصافات: ٩٩ ، وما ذکره الله عن موسى وهارون علیهما الصلاة والسلام فی قوله تعالى: ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮊ الصافات: ١١٨ ، ثم أتبع ذلک بما اختتم به السورة بقوله تعالى: ﮋ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ الصافات: ١٨٠ – ١٨٢.

الموضع الخامس: فی سورة الزمر، قوله تعالى: ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ  ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ  ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﮊ الزمر: ١٧ - ١٨ ، وقوله تعالى:   ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ الزمر: ٥٧ ، ثم أتبع ذلک بما اختتم به السورة بقوله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ    ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ الزمر: ٧٥ .

الموضع السادس: فی سورة غافر، ما ذکره الله عن مؤمن آل فرعون من قوله:              ﮋ ﯔ    ﯕ  ﯖ ﯗ ﯘ ﮊ غافر: ٣٨ ، ثم أتبع ذلک بقوله تعالى: ﮋ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ   ﯕ      ﯖ  ﯗ ﯘ ﯙ   ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ غافر: ٦٥.


المبحث الرابع

 الحمد فی فاتحة سورة الأنعام.

قال تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ  ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟﮊ الأنعام: ١.

سورة الأنعام هی السورة الثانیة من السور المفتتحة بالحمد، وتقع فی الربع الأول من القرآن الکریم، وحمد الله لذاته العلیة الشریفة لخلقه السماوات والأرض، والظلمات والنور فی أول هذه السورة، فرد من أفراد تحمید الفاتحة تحقیقاً لکونها أمّاً، وهو داخل تحت قوله تعالى: ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ الفاتحة: ٢ ؛ لأن لفظ العالم یتناول کل من سوى الله([12])

ومناسبة افتتاح سورة الأنعام بالحمد هو ما بیَّنته من دلائل التوحید، وإثباته لله وحده، ودحض شبه المشرکین ومناقشتهم، وذکر الدلیل الأول على وحدانیة الله تعالى، وهو انفراده بخلق السماوات والأرض، الذی جعل منهما معایش لهم، وأقواتهم وأقوات أنعامهم التی بها حیاتهم، فمن السماوات ینزل الله الغیث، وفیها تجری الشمس والقمر، واختلاف اللیل والنهار؛ لیعلموا عدد السنین والحساب، ومن الأرض یخرج الزرع الذی تأکل منه أنعامهم وأنفسهم، وجعلها مستقرًا لهم، وکل هذه النعم منه وحده لا شریک له، فهو المنفرد بالخلق المستحق للعبادة ([13]).  

وحمد الله یتضمن حمده لإیجاده لهذه النعم وتجددها، وأمره عباده بإخلاص الحمد والشکر له؛ وألا یشرکوا معه فی ذلک أحدًا شیئًا؛ لکونه خلقهم، وخلق السموات والأرض؛ ولذا قال:  ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ     ﭞ ﭟ ﮊ الأنعام: ١.  

وحمد الله یتضمن حمده لإیجاده لهذه النعم وتجددها، وأمره عباده بإخلاص الحمد والشکر له؛ وألا یشرکوا معه فی ذلک أحدًا شیئًا؛ لکونه خلقهم، وخلق السموات والأرض؛ ولذا قال: ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ     ﭞ ﭟ ﮊ الأنعام: ١.  

وهذا الحمد فی أول سورة الأنعام فیه من الحجة على عباد الله، والعظة لهم ما یَزَعُهم عن الشرک به، ونسبة النعم لغیره؛ إذ أن ما بهم من النعم ﮋ ﯾ ﯿ ﮊ النحل: ٥٣ ، وکلها من آثار خلقه السماوات والأرض، فاستحق الحمد لذاته قبل إیجاده للخلق، وبعد إیجاده سواء شکره العباد أو کفروه؛ لما له سبحانه وتعالى من صفات الجلال والکمال، ولأیادیه على عباده، ونعمه علیهم. ([14])

وفی حمده I لخلق السماوات والأرض حجة على خلقه؛ لیعرفوا بها صانعها، ولیستدلوا بها على عظیم قدرته على بعثهم بعد موتهم، ومجازاتهم على أعمالهم یوم القیامة، کما قال تعالى:ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ  ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ  ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ غافر: ٥٧ ، وقال تعالى: ﮋ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ  ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ الجاثیة: ٢٢  ([15]).

 

 


المبحث الخامس

 الحمد فی فاتحة سورة الکهف.

 قال تعالى: ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ   ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ الکهف: ١.

سورة الکهف هی السورة الثالثة من السور المفتتحة بالحمد، وتقع فی منتصف القرآن الکریم، افتتح الله هذه السورة بحمد ذاته العلیة الشریفة على إنزاله کتابه العزیز الذی خص به محمدا ﷺ وانتخبه لبلاغه عنه؛ وتنبیهاً على أنه من أعظم  نعمه على عباده ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮊ المائدة: ١٦ ، وهذا الکتاب تحصل به التربیة الخاصة التی خصَّ الله بها أولیاءه، فهداهم به إلى صراطه المستقیم، داخلة تحت قوله تعالى: ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ الفاتحة: ٢  فهو ربَّى عباده بنعمه العظیمة التی لو فقدوها لم یمکن لهم البقاء، ﮋ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ  ﯾ ﯿ ﮊ النحل: ٥٣ ، وربَّى أولیاءه بهدایتهم صراطه المستقیم، وتوفیقهم لکل خیر، وعصمتهم من کل شر([16]).

ونعم الله التی أنعم بها على عباده مع کثرتها، وعدم قدرتنا على إحصائها منحصرة فی قسمین: نعمة الإیجاد، ونعمة الإبقاء...وفی کل حالة له تعالى علینا نعمتان: نعمة الإیجاد، ونعمة الإبقاء فقال فی النصف الأول: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ        ﭙ ﮊ الأنعام: ١ ، إشارة إلى الشکر على نعمة الإیجاد، ویدل علیه قوله تعالى فیه: ﮋ ﭡ ﭢ   ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ الأنعام: ٢ ، إشارة إلى الإیجاد الأول، وقال فی السورة الثانیة وهی الکهف: ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ   ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﮊ الکهف: ١ - ٢ ، إشارة إلى الشکر على نعمة الإبقاء، فإن الشرائع بها البقاء، ولولا شرع ینقاد له الخلق لاتبع کل واحد هواه، ولوقعت المنازعات فی المشتبهات، وأدى إلى التقاتل والتفانی"([17]).

وهذا الحمد فی أول السورة تعلیم من الله لعباده کیف یثنون علیه، ویحمدونه على نعمة إنزال الکتاب، فإنها نعمة على النبیr ، ونعمة علینا ([18]).

وحمد الله فی أول هذه السورة على إنزاله الکتاب على رسولهr لما اختصه به من نعمة العلم والمعرفة والهدایة بالقرآن، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ    ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ البقرة: ١٥١ ،  من أخبار الأنبیاء، وقصص الأمم الخالیة، التی لم تکن العرب تعلمها فعلموها من رسول الله r ، ومن ذلک ما تضمنته هذه السورة من التعریف بقصة أصحاب الکهف، ولقاء موسى u الخضر، وما کان من أمرهما، وقصة ذی القرنین، ولـمَّا کان کل هذا إخبار بما لا مجال للعقل فی إدراکه، ولا تعرف حقیقته إلا بالوحى، والإنباء الصدق الذى لا عوج فیه ولا أمتراء ولا زیغ، ناسب ذلک افتتاح السورة بحمد الله فی قوله: ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ   ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ الکهف: ١، وفی ذلک أعظم البرهان على صدق      النبی r ([19]).

والمتأمل لحمد الله فی أول هذه السورة یلحظ التشریف وعلو المنزلة للنبی ﷺ وما اختصه به الله من الوحی فالله ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ    ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ الحج: ٧٥ ، وقوله تعالى:   ﮋ ﯟ ﯠ ﮊ   وهذه صفة مدح وثناء؛ لأنه أضافه إلى عبودیته، کما وصفه بها فی أشرف أحواله، ومنها هذا المقام عند إنزال الکتاب علیه، والکتاب، وهو: القرآن ممَّا اختص به نبیه r ، فی صدق أخباره، وتکفله I بحفظه، وجعله ناسخًا للکتب المتقدمة ومهمینًا علیها، کما قال تعالى:   ﮋ ﭿ ﮀ   ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ المائدة: ٤٨ ([20]).


المبحث السادس

 الحمد فی فاتحة سورة سبأ.

       قال تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ  ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ  ﭡ   ﭢ ﮊ سبأ: ١.

     افتتح الله سورة سبأ بالحمد؛ للتنبیه على ما تضمنته السورة من دلائل تفرده بالإلهیة، واستحقاقه للحمد لذاته؛ لأن جمیع صفاته، یحمد علیها؛ لکونها صفات کمال، وأفعاله یحمد علیها؛ لأنها دائرة بین الفضل الذی یحمد علیه ویشکر، والعدل الذی یحمد علیه، ویعترف بحکمته فیه([21]).

      وهذا الحمد من الله لذاته العلیة الشریفة فیه تعلیم للناس بأن یخصوه بالحمد؛ لأنه المنعم المتفضل على أهل الدنیا والآخرة، المالک لجمیع ما فی السموات وما فی الأرض دون کل ما یعبدونه، ودون کل شیء سواه، لا مالک لشیء من ذلک غیره ؛ لأن منه النعم کلها على کل من فی السموات ومن فی الأرض فی الدنیا، فالحمد لله خالصا دون ما سواه فی عاجل الدنیا، وَآجِلِ الْآخِرَةِ، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ  ﯻ  ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ  ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﮊ القصص: ٧٠  ، فهو المحمود فی الآخرة کما أنه المحمود فی الدنیا، وهو المالک للآخرة کما أنه المالک للأولى ([22]).

      وهذا الحمد فیه "تعریض بکفران المشرکین الذین حمدوا أشیاء لیس لها فی هذه العوالم أدنى تأثیر، ولا لها بما تحتوی علیه أدنى شعور، ونسوا حمد مالکها وسائر ما فی السماوات والأرض"([23]).

     وخلق الله للسماوات والأرض، وملکه لما فیهما، یُعدُّ قسمًا من الأقسام الداخلة تحت قوله:ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ الفاتحة: ٢  ([24]).

     وفی حمد الله لملکه لما فی السماوات وما فی الأرض، بیان لاختصاصه بالغنى والحمد وحده لا شریک له، کما  فی قوله تعالى: ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ  ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ لقمان: ٢٦ ، أی: المستحق لجمیع المحامد؛ لأنه المنعم على الإطلاق، المحمود بکل لسان ألسنة الأحوال والأقوال، واستحقاقه للحمد؛ لکمال غناه، وافتقار الخلق إلیه للانتفاع بما خلق، فهو یملکهم وما ملکوا، وهم محتاجون إلیهI([25])

ولـمَّا کان حمد الله موجب للزیادة، والإعراض عن حمده والکفر به موجب للعذاب، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﮊ إبراهیم: ٧، نبه الله عباده بما ضربه لهم من المثل بمن شکروا نعمة الله واتقوه فأوتوا خیر الدنیا والآخرة، وسخرت لهم الخیرات مثل داود وسلیمان علیهما السلام، وما کان من أمر الله لهما بقوله تعالى:                  ﮋ ﯮ  ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ سبأ: ١٣ ، فامتثالا أمر الله ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﮊ النمل: ١٥ ، وضرب لهم المثل بمن کفروا بالله فسلطت علیهم الأرزاء فی الدنیا، وأعد لهم العذاب فی الآخرة مثل سبأ، قال تعالى: ﮋ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ    ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ سبأ: ١٥ – ١٧. ([26])

      وأما حمد الله فی الآخرة؛ "لأن فی الآخرة، یظهر من حمده، والثناء علیه، ما لا یکون فی الدنیا، فإذا قضى الله تعالى بین الخلائق کلهم، ورأى الناس والخلق کلهم، ما حکم به، وکمال عدله وقسطه، وحکمته فیه، حمدوه کلهم على ذلک، حتى أهل العقاب ما دخلوا النار، إلا وقلوبهم ممتلئة من حمده، وأن هذا من جراء أعمالهم، وأنه عادل فی حکمه بعقابهم،[کما فی قوله تعالى: ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ الزمر: ٧٥].

      وأما ظهور حمده فی دار النعیم والثواب، فذلک شیء قد تواردت به الأخبار، وتوافق علیه الدلیل السمعی والعقلی، فإنهم فی الجنة یحمدون الله، لما یرون من توالی نعم الله، وإدرار خیره، وکثرة برکاته، وسعة عطایاه"([27])، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ  ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ  فاطر: ٣4 - ٣٥  ، وقوله تعالى: ﮋ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ   ﯲ    ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﮊ الزمر: ٧٤ ، والفرق بین الحمدین مع کون نعم الدنیا ونعم الآخرة بطریق التفضل؛ أن الأول على نهج العبادة، والثانی على وجه التلذذ والاغتباط، کما أخبر النبی ﷺ عن أهل الجنة أنهم: (یُلْهَمُونَ التَّسْبِیحَ وَالْحَمْدَ، کَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ) ([28])،([29]).

       وختم الله حمده بهذین الاسمین الکریمین: ﮋ ﭡ   ﮊ یستلزم علمه بحقائق الأشیاء على ما هی علیه، و ﮋ ﭢ ﮊ  هو: العلیم بدقائق الأشیاء وظواهرها بالأولى بحیث لا یفوته شیء منها، وهو یستلزم التمکن من تصریفها، وهذا یتضمن إثبات إحاطة علم الله بما فی السماوات وما فی الأرض، فما یخبر به فهو واقع، ومن ذلک إثبات البعث والجزاء، وإثبات صدق النبی I  فیما أخبر به، وصدق ما جاء به القرآن([30]).

 


المبحث السابع

 الحمد فی فاتحة سورة فاطر.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ  ﯕ ﯖ ﯗ       ﯘ ﯙ ﮊ فاطر: ١ . 

سورة فاطر هی خاتمة السور المفتتحة بالحمد، وافتتحها الله بما یدلّ على أنّه المستحقّ للحمد لذاته العلیة الشریفة؛ لما بیَّنه فیها من صفات ربوبیته ودلائل وحدانیته من إبداع السماوات والأرض ، ومن خلق عمّار السماوات من الملائکة على عظیم خلقهم ، وجعلهم رسلاً أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ، وإمساکه السماوات والأرض أن تزولا وغیر ذلک من هذه الأوصاف العلیة، ولما فیها من تفصیل النعم الدینیة والدنیویة التی احتوت علیها الفاتحة، فناسب ذلک افتتاحها بالحمد تعظیمًا لله وحمدًا له على عظمة ذاته([31]).

      وهذا الحمد متضمن للخلق والأمر، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ الأعراف: ٥٤ ؛ حیث إنه I لـمَّا أثنى على نفسه الکریمة المقدسة بکمال قدرته، على خلقه السماوات والأرض، وما اشتملتا علیه من المخلوقات،ذکر بعده ما یتضمن الأمر، بقوله تعالى:ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ فاطر: ١ فی تدبیر أوامره القدریة، ووسائط بینه وبین خلقه، فی تبلیغ أوامره الدینیة([32]) .

     


      وفی حمد الله لذاته العلیة فی مطلع هذه السورة ما یدل على أنها جاءت لإثبات التوحید، وإثبات صدق الرسول ﷺ ، فیما جاء به، وأنه جاء بما جاءت به الرسل من قبله، وإثبات البعث والدار الآخرة، وإثبات لرسالته ﷺ بما ووصف الله به ملائکته بأنهم رسل فی قوله تعالى: ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ فاطر: ١ أی: جاعلهم رسلا منه، إلى المرسلین من البشر للوحی بما یراد تبلیغهم إیاه للناس([33]).

      وهذا الثناء من الله على نفسه بهذا الحمد العظیم، فیه تعلیم لخلقه فی کتابه أن یثنوا علیه بذلک، بکونه ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ فاطر: ١ ، فخلقه للسماوات والأرض، وما ذکر معه یدل على عظمته، وکمال قدرته، واستحقاقه للحمد لذاته، وأنه أن أحق من یحمده العباد ویعبدونه؛ لعظمته وجلاله وکمال قدرته، ولإنعامه فهو المنعم علیهم بنعمة الإیجاد، ونعمة الأمداد، التی هی سبب بقائهم؛ ولذا فهم مفتقرون إلى الله خالق الأرض والسماء، وما فیهما من جمادات وأحیاء، ومرسل الملائکة إلى الرسل والأنبیاء، لهدایة الإنسانیة جمعاء، فهو I مستحق للحمدین المذکورین([34]).

إن حمد الله ووصفه بکونه ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ وﮋﮤ ﮥ ﮦ ﮊ ممَّا بُنیت علیه السورة، مقصود به الاعتبار من مخلوقاته I مما نصبه دالا على إثبات صفة القدرة لله I، وما ذکره فیها من إرسال الریاح فی قوله تعالى:                ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ   ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ  ﯙﯚ ﯛ     ﯜ ﮊ فاطر: ٩ ([35])، وتتجلى مظاهر هذه  القدرة بخلقه I للسماوات والأرض؛ حیث لم یرد وصفه I بکونه فاطرًا إلا مقترنًا بالسماوات والأرض فی ستة مواضع، وهی قوله تعالى: ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ الأنعام: ١٤ ، وقوله تعالى:           ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ   ﯪ ﯫ ﮊ  یوسف: ١٠١ ، وقوله تعالى: ﮋ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ إبراهیم: ١٠ ، وقوله تعالى:  ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ فاطر: ١ ، وقوله تعالى:                      ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ    ﯛ ﮊ الزمر: ٤٦ ، وقوله تعالى: ﮋ ﭑ    ﭒ ﭓ ﮊ الشورى: ١١ ، وخلق السماوات والأرض من آیات الله العظیمة التی یغفل کثیر من الناس عن التفکر فیها، کما قال تعالى: ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ  ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ  ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ غافر: ٥٧، وفی خلق السماوات والأرض دلالة لمن تأملها على قدرة الله على البعث، وأن الذی خلق الأشیاء العظیمة قادر على خلق ما دونها.

ومن مظاهر قدرة الله ما نبه إلیه عباده بقوله تعالى: ﮋ ﭑ    ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﮊ الشورى: ١١ ، فإن خلق الإنسان والأنعام من أعجب أحوال خلق الأرض، کما فی قوله تعالى: ﮋ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮊ الذاریات: ٢١ ، وقوله تعالى: ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ المؤمنون: ١٢ - ١٤ ، وما امتن الله به على الإنسان من خلق الزوجة، وجعله المودة والرحمة بین الزوجین، وما یترتب على الذریة من البنین والحفدة، کما فی قوله تعالى:     ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮊ الروم: ٢١  ، وقوله تعالى: ﮋ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﮊ النحل: ٧٢ .

وأما الأنعام ما امتن الله به على عباده بقوله تعالى: ﮋ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ   ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ النحل: ٥ - ٧ ، وقوله تعالى: ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ  ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ المؤمنون: ٢١ - ٢٢.

 ومن مظاهر قدرة الله ما ذکره الله عن الملائکة ورسالاتهم؛ حیث جعلهم رسلا، ولم یستثن منهم أحدا، وفی هذا دلیل على کمال طاعتهم لربهم وانقیادهم لأمره، کما قال تعالى: ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ التحریم: ٦ ، وجعلهم ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮊ       تطیر بها، فتسرع بتنفیذ ما أمرت به، ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ      ومن ذلک أَنَّ النَّبِیَّ I رَأَى جِبْرِیلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ ([36])، وأنه r قال عن جبریل u: (رَأَیْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) ([37])، ولما سألت عائشة رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا النبی I هَلْ أَتَى عَلَیْکَ یَوْمٌ کَانَ أَشَدَّ مِنْ یَوْمِ أُحُدٍ؟، قَالَ: ( لَقَدْ لَقِیتُ مِنْ قَوْمِکِ مَا لَقِیتُ، وَکَانَ أَشَدَّ مَا لَقِیتُ مِنْهُمْ یَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِی عَلَى ابْنِ عَبْدِ یَالِیلَ بْنِ عَبْدِ کُلاَلٍ، فَلَمْ یُجِبْنِی إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِی، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِی، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِی، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِیهَا جِبْرِیلُ، فَنَادَانِی فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِکَ لَکَ، وَمَا رَدُّوا عَلَیْکَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَیْکَ مَلَکَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِیهِمْ، فَنَادَانِی مَلَکُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَیَّ، ثُمَّ قَالَ: یَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِکَ فِیمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَیْهِمُ الأَخْشَبَیْنِ؟ فَقَالَ النَّبِیُّ ﷺ: بَلْ أَرْجُو أَنْ یُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ یَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ یُشْرِکُ بِهِ شَیْئًا ) ([38]) .

                                                  


      إن ختم الآیة بقوله تعالى: ﮋ ﯔ  ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙﮊ  مناسب لما افتتحت به من حمد الله ووصفه بکونه ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ .

      وافتتاح سورة فاطر وهی خاتمة السور المفتتحة بقوله تعالى: ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ     بعد سورة الأنعام التی تقدمتها قبل بقوله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ الأنعام:١ متوافق مع ما فی سورة الأنعام حیث ذکر الله فیها أولًا الخلق، ثم ذکر بعده أنه فاطر السماوات والأرض فی قوله تعالى: ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ  الأنعام:١٤، هذا من جهة، ومن جهة أخرى قدَّم الخلق أولًا؛ لأن ذلک استدلال بعلم الله واستحقاقه للعبودیة، وکونه فاطر السماوات والأرض استدلال بقدرته وافتقار الخلق إلى الله فی أسباب بقائهم إلى أجل. ([39])

      قال الرازی: " فإن قیل: ما الفرق بین الخالق وبین الفاطر والرب؟ وأیضا لم قال هاهنا: ﮋ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ الأنعام:١بصیغة فعل الماضی؟ وقال فی سورة فاطر: ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ فاطر:1 بصیغة اسم الفاعل؟ فنقول فی الجواب عن الأول: الخلق عبارة عن التقدیر، وهو فی حق الحق سبحانه عبارة عن علمه النافذ فی جمیع الکلیات والجزئیات الواصل إلى جمیع ذوات الکائنات والممکنات، وأما کونه فاطرا فهو عبارة عن الإیجاد والإبداع، فکونه تعالى خالقا إشارة إلى صفة العلم، وکونه فاطرا إشارة إلى صفة القدرة، وکونه تعالى ربا ومربیا مشتمل على الأمرین، فکان ذلک أکمل" ([40]) .


الخاتمــة

أحمد الله حمدًا کثیرا طیبا مبارکا فیه على ما یسر لی من کتابة هذا البحث وإتمامه، فلله الحمد والثناء الحسن، لا أحصی ثناء علیه هو کما أثنى على نفسه فی الأزل.

    وبعد العیش مع فواتح السور المفتتحة بالحمد تدبرًا لمعانیها، وإلمامًا لما وقفت علیه من دلالاتها، أخلص فی خاتمة بحثی إلى أبرز النتائج التی توصلت إلیها، وهی على النحو الآتی:

1- أن استحقاق الله للحمد لذاته وما اتصف به من صفات الکمال والعظمة والجلال، ولإنعامه على بنی آدم بخلق السماوات والأرض.

2- ظهور العلاقة بین الحمد فی فواتح السور وموضوعاتها.

3- أن حمد الله فی سورة الفاتحة فی قوله تعالى:  ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ  من أجمع صیغ الحمد؛ لأن ما حُمد الله به فی فواتح السور عدها یُعدُّ قسمًا من الأقسام الداخلة تحته.

4- دلالة حمد الله تعالى على إثبات صفتی العلم والقدرة لله I .

5- دلالة حمد الله تعالى على إثبات استحقاق الله للعبادة، وقدرته على البعث، وإثبات الرسالة للنبی I.

6- أن بین یدى کل نعمة جلیلة یجىء حمد الله، منبهًا إلى قدر هذه النعمة، ومذکّرا بما ینبغى على العباد إزاءها من حمد وشکران.

7- أن استحقاق الله للحمد؛ لکمال غناه، وافتقار الخلق إلیه، فهو I أوجدهم من العدم، وأمدَّهم بالنعم، فهم لا ینفکون عن آلاءه، ولا غنى لهم طرفة عین عن إحسانه وإنعامه.

سبحانک ربنا ﮋ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ الصافات: ١٨٠ – ١٨٢.

وصلى الله وسلم وبارک على نبینا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعین.



([1]) مقاییس اللغة، لابن فارس2/100، [باب الحاء والمیم وما یثلثهما]

([2]) ینظر: لسان العرب لابن منظور 3/155مادة [حمد]، والبحر المحیط لأبی حیان 1/18، والسراج المنیر فی الإعانة على معرفة بعض معانی کلام ربنا الحکیم الخبیر، للشربینی 1/7، ؛ وفتح القدیر للشوکانی 1/68.

([3]) منهاج السنة النبویة، لابن تیمیة 5/404.

([4]) لطائف الإشارات 1/9.

([5]) تفسیر القرآن العظیم 1/128، وللاستزادة ینظر: زاد المسیر فی التفسیر لابن الجوی 18،ولسان العرب، لابن منظور 3/155. مادة [ح م د ]، ومدارج السالکین، لابن القیم 2/246، وعدة الصابرین، لابن القیم 123.

([6]) ینظر: البرهان فی علوم القرآن، للزرکشی 1/164-165، والاتقان فی علوم القرآن، للسیوطی3/361-363.

([7]) قاعدة حسنة فی الباقیات الصالحات، لابن تیمیة 23.

([8]) رواه البخاری(کتاب فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الکتاب ح5006).

([9]) رواه مسلم(کتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة فی کل رکعة ح395).

([10]) ینظر: تفسیر سورة الفاتحة، لابن رجب 43، وملاک التأویل القاطع بذوی الإلحاد والتعطیل فی توجیه المتشابه اللفظ من آی التنزیل، لابن الزبیر الغرناطی 1/13.

([11]) ینظر: جامع البیان عن تأویل آی القرآن، لابن جریر الطبری1/137، والبسیط، للواحدی1/463، والتفسیر الکبیر للرازی12/475، وتیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان 39.

([12]) ینظر: التفسیر الکبیر، للرازی1/162، ونظم الدرر فی تناسب الآیات والسور، للبقاعی 7/3.

([13]) ینظر: جامع البیان، للطبری9/144و14/ 164، والجامع لأحکام القرآن، للقرطبی 6/383، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 7/125، وأضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن، للشنقیطی 6/ 276.

([14]) ینظر: جامع البیان، للطبری9/144، والتفسیر الکبیر، للرازی25/190، ونظم الدرر فی تناسب الآیات والسور، للبقاعی 7/3.

([15]) ینظر: جامع البیان، للطبری9/338.

([16]) ینظر: جامع البیان عن تأویل آی القرآن، للطبری 15/140، والتفسیر الکبیر، للرازی 1/162، وأنوار التنزیل وأسرار التأویل، للبیضاوی 3/272، وتیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 39.

([17]) التفسیر الکبیر، للرازی25/190

([18]) ینظر: التفسیر الکبیر، للرازی 21/422، ومدارک التنزیل وحقائق التأویل، للنسفی 2/285.

([19]) ینظر: جامع البیان عن تأویل آی القرآن، للطبری 2/695، والتفسیر الکبیر، للرازی 12/474، وملاک التأویل، لابن الزبیر الغرناطی 1/15.

([20]) ینظر: تفسیر القرآن العظیم لابن کثیر 6/92، و التسهیل لعلوم التنزیل، لابن جزی 1/458.

([21]) ینظر: التفسیر الکبیر، للرازی25/191، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور22/134، وتیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 674، وأضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن، للشنقیطی 6/ 276.

([22]) ینظر: جامع البیان عن تأویل آی القرآن، لابن جریر19/207، والجامع لأحکام القرآن، للقرطبی 14/259،  وتفسیر القرآن العظیم، لابن کثیر 6/494 .

([23]) التحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 22/136 .

([24]) ینظر: التفسیر الکبیر، للرازی25/191.

([25]) ینظر: جامع البیان عن تأویل آی القرآن، للطبری 18/571، و التفسیر الکبیر، للرازی25/191، ونظم الدرر فی تناسب الآیات والسور، للبقاعی 15/195، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 21/179.

([26]) ینظر: ملاک التأویل القاطع بذوی الإلحاد والتعطیل، لابن الزبیر الغرناطی 1/15، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 22/135 .

([27]) تیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 674.

([28]) رواه مسلم (کتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِیمِهَا وَأَهْلِهَا، بَابٌ فِی صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَتَسْبِیحِهِمْ فِیهَا بُکْرَةً وَعَشِیًّا، ح2538).

([29]) ینظر: الجامع لأحکام القرآن، للقرطبی14/259، النکت والعیون، للماوردی4/431، وروح المعانی، للألوسی11/278.

([30]) ینظر: التحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 22/136 .

([31]) ینظر: ملاک التأویل القاطع بذوی الإلحاد والتعطیل، لابن الزبیر الغرناطی 1/15، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 22/247، وحاشیة الصّاوی على الجلالین3/309.

([32]) ینظر: جامع البیان، للطبری 19/326، وتیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 684.

([33]) ینظر: التحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور22/ 248.

([34]) ینظر: تأویلات أهل السنة، للماتریدی 8/ 465، ومفاتیح الغیب، للرازی 26/221،، ومدارک التنزیل وحقائق التأویل، للنسفی 3/ 75، وتیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 674، والتفسیر القرآنی للقرآن، للخطیب 11/ 851، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 7/ 158 ، وأضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن، للشنقیطی 6/ 276، والتیسیر فی أحادیث التفسیر، لمحمد المکی الناصری 5/209.

([35]) ینظر: ملاک التأویل القاطع بذوی الإلحاد والتعطیل، لابن الزبیر الغرناطی 1/184، ومفاتیح الغیب، للرازی 12/474، وتیسیر الکریم الرحمن، لابن سعدی 684، والتفسیر الحدیث، لدروزة محمد عزت 3/ 108.

([36]) متفق علیه، البخاری (کِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ، بَابُ إِذَا قَالَ أَحَدُکُمْ: آمِینَ وَالمَلاَئِکَةُ فِی السَّمَاءِ، آمِینَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ح3232)، ومسلم(کِتَابُ الْإِیمَانَ، بَابٌ فِی ذِکْرِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ح280).

([37]) رواه البخاری ومسلم واللفظ له، البخاری (کِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ، بَابُ إِذَا قَالَ أَحَدُکُمْ: آمِینَ وَالمَلاَئِکَةُ فِی السَّمَاءِ، آمِینَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ح3234)، ومسلم(کِتَابُ الْإِیمَانَ، بَابُ مَعْنَى قَوْلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﮋ ﮍ ﮎ  ﮏ ﮐ ﮊ النجم: ١٣ ، وَهَلْ رَأَى النَّبِیُّ I رَبَّهُ لَیْلَةَ الْإِسْرَاءِ).

([38]) متفق علیه، البخاری (کِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ، بَابُ إِذَا قَالَ أَحَدُکُمْ: آمِینَ وَالمَلاَئِکَةُ فِی السَّمَاءِ، آمِینَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ح3231) ومسلم (کِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّیَرِ، بَابُ مَا لَقِیَ النَّبِیُّ I  مِنْ أَذَى الْمُشْرِکِینَ وَالْمُنَافِقِینَ ح1795).

([39]) ینظر: مفاتیح الغیب، للرازی12/474، والتحریر والتنویر، للطاهر ابن عاشور 7/158.

([40]) مفاتیح الغیب، للرازی12/474.

ثبت المراجع
1- الإتقان فی علوم القرآن - عبد الرحمن بن أبی بکر، جلال الدین السیوطی (المتوفى: 911هـ) – تحقیق:  محمد أبو الفضل إبراهیم - الناشر: الهیئة المصریة العامة للکتاب – الطبعة: 1394هـ/ 1974 م
2- أضواء البیان فی إیضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمین بن محمد المختار بن عبد القادر الجکنی الشنقیطی(ت1393هـ)، نشر : دار الفکر للطباعة و النشر و التوزیع بیروت ،لبنان،1415 هـ.
3- أنوار التنزیل وأسرار التأویل، عبدالله بن عمر البیضاوی(ت685هـ)، دار الکتب العلمیة بیروت، لبنان، ط1، 1408هـ.
4- البحر المحیط، أبوحیان محمد بن یوسف الأندلسی(745هـ)، دار الفکر، بیروت، لبنان، ط2،1403هـ.
5- البرهان فی علوم القرآن -  محمد بن عبد الله بن بهادر الزرکشی (المتوفى: 794هـ) - تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم - الطبعة: الأولى، 1376 هـ - 1957 م -الناشر: دار إحیاء الکتب العربیة عیسى البابى الحلبی وشرکائه
6- تأویلات أهل السنة - محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتریدی (المتوفى: 333هـ) - تحقیق د: مجدی باسلوم - الناشر: دار الکتب العلمیة - بیروت، لبنان - الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2005 م
7- التحریر والتنویر، محمد الطاهر ابن عاشور(ت1393هـ)، نشر: الدار التونسیة، 1984م.
8- التسهیل لعلوم التنزیل - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزی الکلبی الغرناطی (المتوفى: 741هـ) - تحقیق د: عبد الله الخالدی - الناشر: شرکة دار الأرقم بن أبی الأرقم – بیروت -الطبعة: الأولى - 1416 هـ
9- التَّفْسِیرُ البَسِیْط - علی بن أحمد بن محمد بن علی الواحدی، النیسابوری، الشافعی (المتوفى: 468هـ)
أصل تحقیقه فی (15) رسالة دکتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم قامت لجنة علمیة من الجامعة بسبکه وتنسیقه - الناشر: عمادة البحث العلمی - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة -الطبعة: الأولى، 1430 هـ
10- التفسیر الحدیث [مرتب حسب ترتیب النزول] -  دروزة محمد عزت -الناشر: دار إحیاء الکتب العربیة - القاهرة
الطبعة: 1383 هـ
11- تفسیر الفاتحة- عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الدمشقی الحنبلی (المتوفى: 795 هـ)- تحقیق: سامی بن محمد بن جاد الله- الناشر: دار المحدث للنشر والتوزیع – الطبعة الأولى: 1427ه
12- تفسیر القرآن العظیم- إسماعیل بن عمر بن کثیر(ت774هـ)، تحقیق:سامی بن محمد سلامة، نشر دار طیبة للنشر والتوزیع، ط 2 ، 1420هـ
13- التفسیر القرآنی للقرآن - عبد الکریم یونس الخطیب (المتوفى: بعد 1390هـ) -الناشر: دار الفکر العربی – القاهرة
 
 
14- التفسیر الکبیر – مفاتیح الغیب ، محمد بن عمر الرازی، الناشر: دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، الطبعة الأولى 1401هــ 1981م.
15- تهذیب اللغة-  أبو منصور الأزهری (ت370هـ)، الدار المصریة للتألیف والترجمة .
16- تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر بن السعدی، تحقیق : عبد الرحمن بن معلا اللویحق - نشر: مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى 1420هـ -2000 م . الناشر: مؤسسة الرسالة -الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م
17- التیسیر فی أحادیث التفسیر - محمد المکی الناصری (المتوفى: 1414هـ) - الناشر: دار الغرب الإسلامی، بیروت – لبنان - الطبعة: الأولى، 1405 هـ - 1985 م
18- جامع البیان فی تأویل القرآن -محمد بن جریر الطبری(ت310هـ)،تحقیق: تحقیق: الدکتور عبد الله بن عبد المحسن الترکی، بالتعاون مع مرکز البحوث والدراسات الإسلامیة بدار هجر ،الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزیع والإعلان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م.
19- الجامع المسند الصحیح المختصر من أمور رسول الله ﷺ  وسننه وأیامه - صحیح البخاری - محمد بن إسماعیل أبو عبدالله البخاری الجعفی – تحقیق:  محمد زهیر بن ناصر الناصر - الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانیة بإضافة ترقیم ترقیم محمد فؤاد عبد الباقی) - الطبعة: الأولى، 1422هـ
 
20- الجامع لأحکام القرآن - محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین القرطبی (المتوفى: 671هـ) تحقیق: أحمد البردونی وإبراهیم أطفیش  - الناشر: دار الکتب المصریة – القاهرة - الطبعة: الثانیة، 1384هـ - 1964 م
21- الجواهر الحسان فی تفسیر القرآن - أبو زید عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبی (المتوفى: 875هـ) - تحقیق: الشیخ محمد علی معوض والشیخ عادل أحمد عبد الموجود - الناشر: دار إحیاء التراث العربی – بیروت -الطبعة: الأولى - 1418 هـ
22- حاشیة الصاوی على تفسیر الجلالین: الصاوی، أحمد بن محمد.4ج. بیروت: دار إحیاء التراث العربی.
23- روح المعانی فی تفسیر القرآن والسبع المثانی، الشهاب محمود بن عبدالله الآلوسی(ت1270هـ)،دار إحیاء التراث العربی،بیروت، لبنان، ط4،1405هـ
24- زاد المسیر فی علم التفسیر - جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی (المتوفى: 597هـ) -تحقیق:  عبد الرزاق المهدی - الناشر: دار الکتاب العربی – بیروت -الطبعة: الأولى - 1422 هـ
25- السراج المنیر فی الإعانة على معرفة بعض معانی کلام ربنا الحکیم الخبیر -  محمد بن أحمد الخطیب الشربینی الشافعی (المتوفى: 977هـ) -  الناشر: مطبعة بولاق (الأمیریة) – القاهرة - عام النشر: 1285 هـ
26- عدة الصابرین وذخیرة الشاکرین -  محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة (المتوفى: 751هـ) - الناشر: دار ابن کثیر، دمشق، بیروت/مکتبة دار التراث، المدینة المنورة، المملکة العربیة السعودیة -الطبعة: الثالثة، 1409هـ/ 1989م
27- فتح القدیر الجامع بین فنی الروایة والدرایة فی علم التفسیر، محمد بن علی الشوکانی(ت1250هـ)، تحقیق: عبدالرحمن عمیرة، الناشر: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزیع، المنصورة، مصر، ودار الأندلس الخضراء للنشر والتوزیع، جدة، الطبعة الثانیة: 1418هـ -1997م.
28- فواتح السور وخواتیمها –دراسة نصیة تحلیلیة" للطالبة: ألاء الحبر یوسف نور الدائم، إشراف الدکتور: أحمد حسن قرینات، فی جامعة الخرطوم، کلیة الآداب، قسم اللغة العربیة، بدولة السودان.
29- قاعدة حسنة فی الباقیات الصالحات -أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد ابن تیمیة الحرانی الحنبلی الدمشقی (المتوفى: 728هـ) – تحقیق:  أبو محمد أشرف بن عبد المقصود - الناشر: مکتبة أضواء السلف - الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
30- الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل وعیون الأقاویل فی وجوه التأویل - محمود بن عمر الزمخشری، مع تعلیقات کتاب الانتصاف فیما تضمنه الکشاف من الاعتزال للإمام ناصر الدین ابن منیر المالکی، الناشر: دار المعرفة، بیروت، لبنان، الطبعة الثانیة1426هـ-2005م.
31- لسان العرب - محمد بن مکرم بن منظور الأفریقی المصری(ت711هـ) ، الناشر : دار صادر – بیروت، الطبعة الأولى1410هـ..
32- لطائف الإشارات -  عبد الکریم بن هوازن بن عبد الملک القشیری (المتوفى: 465هـ) – تحقیق: إبراهیم البسیونی -الناشر: الهیئة المصریة العامة للکتاب – مصر- الطبعة: الثالثة
33- مجلة الجامعة الإسلامیة العدد 47و48.
34- مجلة تبیان العدد 25.
35- مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد وإیاک نستعین - المؤلف: محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة (المتوفى: 751هـ)- تحقیق:  محمد المعتصم بالله البغدادی - الناشر: دار الکتاب العربی – بیروت - الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م
36- مدارک التنزیل وحقائق التأویل- عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدین النسفی (المتوفى: 710هـ) - تحقیق: یوسف علی بدیوی -راجعه وقدم له: محیی الدین دیب مستو - الناشر: دار الکلم الطیب، بیروت - الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م
37- المسند الصحیح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ﷺ - -صحیح مسلم - مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشیری النیسابوری (المتوفى: 261هـ) - تحقیق: محمد فؤاد عبد الباقی - الناشر: دار إحیاء التراث العربی - بیروت
38- معالم التنزیل فی تفسیر القرآن - الحسین بن مسعود البغوی (المتوفى: 510هـ)تحقیق: محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضمیریة - سلیمان مسلم الحرش-الناشر: دار طیبة للنشر والتوزیع-الطبعة: الرابعة، 1417 هـ - 1997 م
39- مقاییس اللغة- أحمد بن فارس بن زکریا، (ت395هـ)ت، عبد السلام هارون، دار الجیل، بیروت، لبنان، ط1، 1411هـ.
40- ملاک التأویل القاطع بذوی الإلحاد والتعطیل فی توجیه المتشابه اللفظ من آی التنزیل- أحمد بن إبراهیم بن الزبیر الثقفی الغرناطی، أبو جعفر (المتوفى: 708هـ)-وضع حواشیه: عبد الغنی محمد علی الفاسی-الناشر: دار الکتب العلمیة، بیروت – لبنان
41- منهاج السنة النبویة فی نقض کلام الشیعة القدریة - أحمد بن عبد الحلیم ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد ابن تیمیة الحرانی الحنبلی الدمشقی (المتوفى: 728هـ) - تحقیق: محمد رشاد سالم - الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة - الطبعة: الأولى، 1406 هـ - 1986 م
42- نظم الدرر فی تناسب الآیات والسور- برهان الدین أبی الحسن إبراهیم بن عمر البقاعی(ت885هـ)- دار النشر: دار الکتب العلمیة- بیروت - 1415هـ - 1995 م
43- النکت والعیون - أبو الحسن علی بن محمد بن محمد بن حبیب الماوردی