المساهمين
المؤلف
قسم التفسير، ( الکتاب والسنة) کلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، السعودية
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على سید المرسلین، نبینا محمد -صلى الله علیه وعلى آله وصحبه أجمعین-.
أما بعد:
فإن القرآن الکریم کتاب أعجزت العلماءَ آیاته، وحارت عقول البلغاء والفصحاء فی شرح دلالاته ومعرفة معانی آیاته العظیمة، ولقد جمع العلماء على مر السنوات التی أضاءت سماواتها آیات القرآن الکریم حکمًا وفوائد وفرائد کثیرة تتعلق بآیاته، ومن غرر القرآن ولطائفة التنویه بالقرآن الکریم، والتنویه بفضل القرآن ومنزلته تفرق فی بعض السور الکریمة، ومنها سور الشعراء والنمل والقصص، وجاءت هذه الدراسة للکشف عن بعض أسرار نظم القرآن، من خلال البحث فی الآیات التی ذُکِر فیها القرآن الکریم فی سور الطواسین ومعرفة مقاصدها وغایاتها.
أولًا: أهمیة الدراسة:
(1) التنویه بفضل القرآن الکریم من خلال سوره وآیاته.
(2) معرفة بعض طرق دراسة وتحلیل نصوص القرآن الکریم.
(3) بیان أنه یمکن استخلاص الکثیر من الفوائد واللطائف من الآیات القرآنیة، وأن البحث فی القرآن الکریم لم یتوقف ولن یتوقف.
(4) بیان أهمیة دراسة محیط السورة القرآنیة والظروف التی نزلت فیها.
ثانیًا: مشکلة الدراسة وأسئلتها:
تبرز مشکلة الدراسة فی الإجابة عن الأسئلة الآتیة:
(1) ما الألفاظ التی عبرت بها سور الطواسین عن القرآن الکریم؟
(2) ما العلاقة بین محاور ومقاصد سور الطواسین؟
(3) ما دلالات التنویه بفضل القرآن الکریم فی سور الطواسین؟
(4) ما الأسباب الداعیة للتنویه بالقرآن الکریم فی سور الطواسین؟
ثالثًا: أهداف الدراسة:
ترنو هذه الدراسة إلى تحقیق جملة من الأهداف منها:
(1) بیان مقاصد وغایات وأهداف سور الطواسین.
(2) بیان أهمیة قراءة النص القرآنی قراءة تحلیلیة واستخلاص الفوائد منه.
(3) بیان أهمیة دراسة الجو العام لسور القرآن الکریم.
(4) دراسة العلاقة بین سور القرآن الکریم.
رابعًا: الدراسات السابقة:
تعددت الدراسات التی تناولت بعض السور بالبحث والدراسة، فی المضمون أو الموضوع أو المقصد، أما البحث حول موضوع التنویه بالقرآن الکریم فی سور الطواسین، فلم تجد الباحثة -فیما علمت- دراسة مختصة فی سورة الطواسین والحدیث عن فضل القرآن، وقد أشار الأستاذ الفاضل: (طه محمد جادو) فی کتابه الموسوم (الطواسین: دراسة بلاغیة تحلیلیة لقیود سور الشعراء والنمل والقصص)، والمطبوع فی عمّان، دار غیداء، 1438هـ، أشار الأستاذ الفاضل فی المبحث الأول إلى الحدیث عن القرآن الکریم فی سور الطواسین.
لکن هذه الدراسة تنصبُّ حول دراسة النص دراسة بلاغیة تحلیلیة لقیود سور الشعراء والنمل والقصص، وما یقدم فی هذا البحث یشمل الدراسة البلاغیة والتحلیلیة والمقاصدیة للنص القرآنی من خلال سور الطواسین.
خامسًا: منهج البحث:
سلکت الباحثة فی کتابة هذا البحث المنهج الاستقرائی المتمثل فی استقراء کتب التفسیر وجمع ما أمکن جمعه من الأقوال حول قضیة البحث، ثم تحلیل هذه النصوص، ومحاولة استنباط الفوائد من نصوص سور الطواسین.
سادسًا: خطة البحث:
• المقدمة.
• التمهید: وفیه التعریف بالألفاظ التی أشارت إلى القرآن الکریم فی سور الطواسین، القرآن، الکتاب.
• المبحث الأول: التعریف بسور الطواسین ومقاصدها
- المطلب الأول: التعریف بسورة الشعراء
- المطلب الثانی: التعریف بسورة النمل
- المطلب الثالث: التعریف بسورة القصص
- المطلب الرابع: العلاقة بین سور الطواسین
- الفرع الأول: ترتیب النزول وترتیب السور فی القرآن الکریم
- الفرع الثانی: العلاقة بین القصص القرآنی فی سور الطواسین
- الفرع الثالث: علاقة مقاصد سور الطواسین بعضها ببعضها
• المبحث الثانی: حدیث سورة الشعراء عن القرآن الکریم.
- المطلب الأول: قوله -تعالى-: ﴿ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾ (سورة الشعراء:2).
- المطلب الثانی: قوله -تعالى-: ﴿ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ (سورة الشعراء: 192).
• المبحث الثالث: حدیث سورة النمل عن القرآن الکریم.
- المطلب الأول: قوله -تعالى-: ﴿ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ (سورة النمل: 1).
- المطلب الثانی: قوله -تعالى-: ﴿ﱭ ﱮ ﱯ﴾ (سورة النمل: 6).
- المطلب الثالث: قوله -تعالى-: ﴿ﳔ ﳕ ﳖ﴾ (سورة النمل: 76).
المطلب الرابع: قوله -تعالى-: ﴿ﱮ ﱯ ﱰﱱ ﴾ (سورة النمل: 92).
• المبحث الرابع: حدیث سورة القصص عن القرآن الکریم
المطلب الأول: قوله -تعالى-: ﴿ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ﴾ (سورة القصص: 2).
- المطلب الثانی: قوله تعالى: ﴿ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ﴾ (سورة القصص: 51).
- المطلب الثالث: قوله -تعالى-: ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ﴾ (سورة القصص: 85).
- المطلب الرابع: قوله -تعالى-: ﴿ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﴾ (سورة القصص: 86).
• المبحث الخامس: الأسباب الداعیة إلى التنویه بالقرآن الکریم فی سور الطواسین.
• الخاتمة: وتتضمن أهم النتائج والتوصیات.
أولًا: تـعریف الــقرآن لــغة واصطلاحًا:
قال ابن فارس: "القاف والراء والحرف المعتل أصل صحیح یدل على جمع واجتماع، ومنه (القرآن) کأنه سُمی بذلک لجمعه ما فیه من الأحکام والقصص وغیر ذلک"([1])، وقال ابن منظور: "والقرآن أصله من (القرء) بمعنى: الجمع والضم، یقال: قرأت الماء فی الحوض، بمعنى: جمعته فیه، یقال: ما قرأت الناقة جنینًا، أی لم تضمَّ رحمها على ولد، وسُمى القرآن قرآنًا؛ لأنه یجمع الآیات والسور، ویضم بعضها إلى بعض"([2]).
"وقیل: القرآن مأخوذ من (قرأ) بمعنى: تلا، وهو مصدر مرادف للقراءة، وقد ورد بهذا المعنى فی قوله تعالى: ﴿ﳎ ﳏ ﳐ ﳑﳒﳓ ﳔ ﳕ ﳖ﴾ (سورة القیامة: 17-18)، أی: قراءته" ([3])، وقیل -أیضًا-: إن "القرآن على وزن فعلان، کغفران وشکران ... وهو مهموز کما فی قراءة جمهور القراء، ویقرأ بالتخفیف (قُران) کما فی قراءة ابن کثیر"([4])، وقال الإمام الشافعی -رحمه الله-: لفظ (القرآن) لیس مشتقًّا، ولا مهموزًا، وأنه قد جُعل عَلَمًا للکتاب المنزل، کما أُطلق اسم (التوراة) على کتاب موسى، و (الإنجیل) على کتاب عیسى -صلى الله علیهما وسلم- ([5]).
ومما سبق یتضح أن معنى القرآن فی اللغة ینحصر فی أربعة أقوال:
(1) أنه مشتق من قرنت الشیء بالشیء إذا ضممته إلیه وجمعته.
(2) أنه مصدر مرادف للقراءة.
(3) أنه وصف على وزن فعلان.
(4) أنه علم على کلام الله المنزَّل على محمد ـ rـ .
ومن خلال قوله -تعالى-: ﴿ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ﴾ (سورة القیامة: 17-18)، أی: قراءته کما تقدم، یترجح لدى الباحثة أن القرآن فی اللغة من (قرأ) بمعنى: تلا، وهو مصدر مرادف للقراءة.
تعریف القرآن فی الاصطلاح: قال الشوکانی: "القرآن کلام الله -تعالى-، المنزل على نبینا محمد r ، المکتوب فی المصاحف، المنقول إلینا نقلًا متواترًا، المتعبَّد بتلاوته، المتحدَّى بأقصر سورة منه"([6])، وقال الزرقانی: "القرآن هو الکلام المعجز، المنزل علـى النبی المکتوب فی المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته "([7]).
وقال غیرهم: "القرآن هو کلام الله، المعجز، المنزل على خاتم الأنبیاء والمرسلین محمد r بواسطة أمین الوحی جبریل -علیه السلام-، المنقول إلینا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختتم بسورة الناس، والمتحدى بأقصر سورة منه "([8]).
المناقشة والتحلیل: تدور کل التعریفات السابقة حول معنًى واحد، غیر أن فی بعضها زیادة قیود، وإسهابًا، وبعض العلماء ذکر قیودًا غیر لازمة فی التعریف، کقید الشوکانی عندما ذکر "المکتوب فی المصاحف"، فالکتابة فی المصاحف حادثة بعد وفاة النبی r، فلا یصلح التقیید بها، مع إقرارنا بأن ما کُتب فی المصاحف هو القرآن.
وعلیه فإن الباحثة ترى أن التعریف المختار هو: " أن القرآن کلام الله المنزل على محمد × لفظًا، للبیان، والتحدی، والإعجاز، المتعبد بتلاوته، وبأحکامه، المنقول بالتواتر "([9]).
ثانیًا: تعریف الکتاب لغة واصطلاحًا:
الکتاب فی اللغة قال ابن فارس: "الکاف والتاء والباء أصل صحیح واحد یدل على جمع شیء إلى شیء؛ من ذلک الکتاب والکتابة، یقال: کتبتُ الکتاب أکتبه کتبًا"([10])،
أما فی الشرع؛ فقد قال ابن النجار الحنبلی: "الکتاب: القرآن عند العلماء الأعیان. بدلیل قول من نزل الفرقان ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ﴾ (سورة الأحقاف: 29-30)، والمسموع واحد، وبدلیل قوله -تعالى- فی آیة أخرى: ﴿ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ﴾ (سورة الجن: 1)، والإجماع منعقد على اتحاد اللفظین، والکتاب فی الأصل جنس، ثم غلب على القرآن من بین الکتب فی عرف أهل الشرع"([11]).
وقد ورد اسم (الکتاب) فی القرآن الکریم مائتان وثلاثون مرَّة، منها ما دل على القرآن الکریم، وأُطلق على معانٍ أخرى أیضًا منها: الکتاب بمعنى الرسالة، قال -تعالى-: ﴿ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ﴾ (سورة النمل: 29). ومنها: الکتاب بمعنى المرشد أو دلیل العمل، قال -تعالى-: ﴿ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾ (سورة هود: 17)، ومنها: الکتاب بمعنى السجلِّ الحفیظ الذی یحوی کل التفاصیل، قال -تعالى-: ﴿ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ﴾ (سورة الجاثیة: 29)، وذُکر الکتاب فی کتاب الله –تعالى- ودل على أمور أخر، ومدار البحث عن الکتاب بمعنى القرآن الکریم فقط([12]).
ثالثًا: العلاقة بین القرآن والکتاب :
ما یهمنا فی التمهید لماذا سَمَّى الله –سبحانه- قرآنه الکریم بالکتاب؟
عند النظر فی المعنى اللغوی للکتاب نجد ان أصل الکتب یدل على جمع شیء إلى شیء کما تقدم من قول ابن فارس، وسبب التسمیة لا یخرج عن المعنى اللغوی، فما الشیء المجموع فی القرآن حتى سُمی کتابًا؟
إذا قلنا إن جمع القرآن وترتیبه فقط جعل اسم القرآن کتابًا؛ لأن الکَتْبَ والقَرْءُ یدلان على الجمع فهو صحیح من وجه، ولکن غایات القرآن ومقاصده الشریفة تربو على ذلک، والأکمل أن القرآن سُمی قرآنًا وسمی کتابًا للدلالة على جمعه ما یحتاجه العباد من الهدى وسبل الرشاد فی جمیع شؤونهم؛ فجمع القرآن الکریم الأحکام والحکم والآداب والمواعظ والبصائر والهدى وما تقوم به مصالح الدین والدنیا.
من السور التی ابتدأت بالحروف المقطعة الطواسین أو الطواسیم([13])، وجمعها على غیر قیاس، والصواب أن تُجمع بـ (ذوات) وتضاف إلى واحد، فیقال: (ذوات طسم)، و (ذوات حم)([14])، عن البراء بن عازب أن النبی r قال: ((إن الله أعطانی السبع الطوال مکان التوراة، وأعطانی (المص) مکان الإنجیل، وأعطانی الطواسین مکان الزبور، وفضَّلنی بالحوامیم والمفصَّل؛ ما قرأهن نبی قبلی»([15])، وهذا الحدیث ضعیف جدًّا، ولکن ما تسعى إلیه الباحثة هو الاستدلال على إطلاق الطواسین أو الطواسیم على هذه السور وأن هذه التسمیة لیست حادثة.
سورة الشعراء مکیة کلها على قول الجمهور([16])، وقال مقاتل: "سورة الشعراء مکیة، غیر آیتین فإنهما مدنیتان؛ إحداهما: قوله -تعالى-: ﴿ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ﴾ (سورة الشعراء: 197)، والأخرى قوله -تعالى-: ﴿ﲧ ﲨ ﲩ﴾ (سورة الشعراء: 224)". وقال ابن قتیبة: "سورة الشعراء مکیة کلها إلا خمس آیات من آخرها"([17])، وقال الثعلبی: "سورة الشعراء مکیة إلا قوله: ﴿ﲧ ﲨ ﲩ﴾ (سورة الشعراء: 224) إلى آخر السورة فإنها مدنیة"([18])، والصحیح أنها کلها مکیة؛ قال القاسمی: "قال الدانی: رُوی بسند صحیح أنها نزلت فی شاعرَینِ تهاجیَا فی الجاهلیة، مع کل واحد منهما جماعة. فالسورة على هذا کلها مکیة"([19]).
"عدد آیاتها: مائتان وسبع وعشرون آیة، عدد کلماتها: ألف ومائتان وسبع وسبعون کلمة، وعدد حروفها: خمسة آلاف وخمسمائة وثنتان وأربعون حرفًا"([20]). وسُمیت (سورة الشعراء) لما ختمت به من المقارنة بین الشعراء الضالین والشعراء المؤمنین، قال ابن کثیر: "ووقع فی تفسیر مالک المروی عنه([21])، تسمیتها: سورة الجامعة "([22]). قال ابن عاشور: "ولم یظهر وصفها بهذا الوصف، ولعلها أول سورة جمعت ذکر أصحاب الشرائع المعلومة إلى الرسالة المحمدیة"([23]).
أما مناسبتها لما قبلها: ففیها تفصیل لما أُجمل فی سورة الفرقان من قصص الأنبیاء بحسب ترتیبها المذکور فی تلک السورة، فبدأ بقصة موسى، وهذا سر لطیف یجمع بین السورتین. وکان فی الفرقان إشارة إلى قرون بین ذلک کثیرة، ففصلت هنا قصة إبراهیم، وقوم شعیب، وقوم لوط([24]).
الأغراض التی اشتملت علیها([25]): بدأت السورة المبارکة بالتنویه بالقرآن، والتعریض بعجزهم عن معارضته، وتسلیة النبی r على ما یلاقیه من إعراض قومه عن التوحید الذی دعاهم إلیه القرآن.
فافتتحت بتسلیة النبی ـr ـ وتثبیت له ورباطة لجأشه بأن ما یلاقیه من قومه هو سنة الرسل من قبله مع أقوامهم، مثل: موسى وإبراهیم ونوح وهود وصالح ولوط وشعیب؛ ولذلک ختم کل استدلال جیء به على المشرکین المکذبین بتذییل واحد، هو قوله: ﴿ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ﴾ (سورة الشعراء: 190-191)، وقبل ختام السورة کان التنویه بالقرآن، وشهادة أهل الکتاب له، والرد على مطاعنهم فی القرآن، وأنه منزه عن أن یکون شعرًا ومن أقوال الشیاطین، وأمر الرسول r بإنذار عشیرته، وأن الرسول ما علیه إلا البلاغ، وما تخلل ذلک من دلائل، وخُتمت السورة بذکر الشعراء وأقسامهم.
سورة النمل مکیة، قال القرطبی: "وهی مکیة کلها فی قول الجمیع، وبه قال ابن عباس، وعن ابن الزبیر مثله، نزلت بعد سورة الشعراء"([26])، عدد آیاتها: ثلاث وتسعون آیة، وقیل أربع وتسعون، وقیل خمس وتسعون([27])، عدد کلماتها: ألف ومائة وتسع وأربعون کلمة، عدد حروفها: أربعة آلاف وسبعمائة وتسعة وتسعون حرف([28]).
ومناسبتها ما قبلها من وجوه: أن سورة النمل کانت کالتتمة لسورة الشعراء؛ إذ جاء فیها زیادة على ما تقدم من قصص الأنبیاء قصص داود وسلیمان، کما أن فی سورة النمل تفصیلًا لما أجمل فی سورة الشعراء من القصص النبوی، وهی قصة موسى فی الآیات (7- 14)، وقصة صالح فی الآیات (45- 53)، ولوط فی الآیات (54- 58)، والرابط المشترک بین السورتین أنهما قد اشتملتا على نعت القرآن وأنه منزل من عند الله -تبارک وتعالى-([29])، - کما سیمر بنا فی المطلب الرابع إن شاء الله تعالى-.
سمیت سورة النمل لإیراد قصة وادی النمل فیها([30])، وهو أشهر أسمائها، وکذلک سمیت فی «صحیح البخاری» و«جامع الترمذی». وتسمى أیضًا «سورة سلیمان»، وهذان الاسمان اقتصر علیهما فی «الإتقان» وغیره.
وذکر أبو بکر ابن العربی فی «أحکام القرآن» أنها تسمى سورة «الهدهد»([31]). أما عن الداعی للتسمیة الأسماء أن لفظ النمل ولفظ الهدهد لم یُذکرا فی سورة من القرآن غیر سورة النمل، وأما تسمیتها بسورة سلیمان فلأن ما ذکر فیها من ملک سلیمان مفصلًا لم یذکر فی غیرها من السور.
ومن أهم أغراضها ومقاصدها: افتتاحها بما یشیر إلى إعجاز القرآن ببلاغة نظمه وعلو معانیه، والتنویه بشأن القرآن، والتحدی بعلم ما فیه من أخبار الأنبیاء، والاعتبار بملک أعظم ملک أوتیه نبیء، وهو ملک داود وملک سلیمان علیهما السلام، وما بلغه من العلم بأحوال الطیر، وما بلغ إلیه ملکه من عظمة الحضارة.
وأشهر أمة فی العرب أوتیت قوة وهی أمة ثمود، والإشارة إلى ملک عظیم من العرب وهو ملک سبأ، وفی ذلک إیماء إلى أن نبوة محمد r رسالة تقارنها سیاسة الأمة ثم یعقبها ملک، وهو خلافة النبی، وأن الشریعة المحمدیة سیقام بها ملک للأمة عتید کما أقیم لبنی إسرائیل ملک سلیمان، وقبل ختام السورة إثبات أن القرآن مهیمن على الکتب السابقة، ثم موادعة المشرکین وإنباؤهم بأن شأن الرسول الاستمرار على إبلاغ القرآن وإنذارهم بأن آیات الصدق سیشاهدونها، والله مطلع على أعمالهم([32]).
سورة القصص مکِّیَّة باتفاق، وقیل کلها مکیة إلا قوله: ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ﴾ (سورة القصص: 85)، نزلت بین مکة والمدینة([33])، وعدد آیاتها: ثمانٍ وثمانون، بلا خلاف، وعدد کلماتها: ألف وأربعمائة، وواحدة، وعدد حروفها: خمسة آلاف، وثمانمائة حرف([34]). نزلت سورة القصص بعد سورة النَّمل فترتیب نزولها موافقٌ لترتیبها فی المصحف، وقد سُمِّیت هذه السورة بسورة القَصَصِ، ولا یُعرف لها اسمٌ آخر، ووجه التسمیة بذلک وقوع لفظ القصص فیها عند قوله -تعالىٰ-: ﴿ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ﴾ (سورة القصص: 25)([35]).
وتَظهر مناسبة هذه السورة لسورتیْ النَّمل والشُّعراء فی أنها تفصیلٌ لما أُوجز فیهما من قصَّة موسى -علیه السَّلام-، فقد ذُکِر فی هذه السورة تفصیلاتٌ عن مرحلة طفولة موسى -علیه السلام- وشَبابِه، کما تَلتقی هذه السورة مع ما سبقها من سورتی الشُّعراء والنَّمل فی بیان أصول العقیدة: التوحید والرِّسالة والبعث فی ثنایا قَصَصِ الأنبیاء، وإیضاح الأدلة المثبتة لهذه الأصول فی قضایا الکون وعجائبه البدیعة ونُظُمِه الفَریدة([36]).
وکان الطابَع الغالب على هذه السُّورة تِبیان قِصَّة موسى مع فرعون التی تُمثل الصِّراع بین طغیان القَوِیِّ وضعف الضعیف، لکن فرعون وجنوده على الباطل وموسى -علیه السلام- ومن معه على الحقِّ، وأعوان الباطل هم جند الشیطان وأعوان الحق هم جند الرحمن.
وقد اشتملت هذه السورة على التنویه بشأن القرآن فی بدایتها، ثم تکلمت السورة عن قصة موسى -علیه السلام- ونشأته، وقصته مع فرعون وسبب زوال ملک فرعون، وقصة موسى -علیه السلام- فی مدین، ثم جاء الحدیث عن قارون والعاقبة التی حلت به جراء تکبره وعناده، ثم خُتمت السورة بالحدیث عن جزاء الحسنة والسیئة والإشارة إلى القرآن وتوجیه النصائح والتسلیة للنبی الکریم وأمته([37]).
تلتقی السور الثلاث فی عدة نقاط، منها البدایة والافتتاح (طسم، الشعراء - طس، النمل - طسم، القصص)، وفی ترتیب النزول والترتیب فی المصحف، وفی القصص، وفی المقاصد، وفی الحدیث عن القرآن الکریم والتنویه بفضله([38]).
نزلت هذه السور الثلاث (الشعراء، والنمل، والقصص) متتالیة على هذا الترتیب، فقد روی عن ابن عباس(ت:68هـ) وجابر بن زید(ت:93هـ) فی ترتیب نزول السور: أن الشعراء، ثم طس، ثم القصص([39]).
تظهر وحدة القصد من القصص القرآنی فی جمیع سور القرآن الکریم، وهو تسلیة الرسول ـ rـ عما یلقاه من أذى قومه، وإعراضهم عنه([40])، هذا هو المقصد العام، لکن للقصة القرآنیة -فی کل مرة- مقصد یختلف غرضه عن أغراضه فی المرات الأخر، وبهذا یمکن القول: إنَّ القصة القرآنیة تبعًا لتنوع مقاصدها تتکرر متخذة طرق عرض متنوعة([41])، قال ابن قتیبة: "من مذاهب العرب التکرار"([42]).
وقد تکرر ذکر قصة موسى -علیه السلام- فی الطواسین، وفی غیرها من السور، حتى ذکرت قصته -علیه السلام- فی أربع وثلاثین سورة([43])، "وسبب ذلک أن قصته أشبه قصص الرسل -علیهم السلام- بقصة خاتمهم محمد -صلوات الله وسلامه علیه وعلى آله- من حیث إنه أوتی شریعة دینیة دنیویة، وکون الله –تعالى- أقام به أمة عظیمة ذات ملک ومدنیة([44]).
تعدُّ سور الطواسین من السور المکملة لبعضها البعض فی المواضیع والمقاصد([45])، فقد تقدم من الأغراض الخاصة بالسور والتی ذکرت سابقًا أن السور تتحد فی البدایات والمطالع والخواتیم والمضامین، والمقاصد التی لا تنفک عن المواضیع؛ فالسور تعالج مسائل العقیدة، ومسائل تسلیة النبی × وصحابته الکرام، وتعالج السورة موضوع التنویه بالقرآن، وبالرغم من الاشتراک فی المقاصد والغایات والأهداف إلا أن لکل سورة شخصیتها الخاصة والتی تعبر من خلالها عن أجل المعانی وبأدق العبارات.
یظهر التنویه بفضل القرآن الکریم فی سورة الشعراء فی الافتتاح وقبل الختام، وکان الحدیث یترکز حول بیان القرآن الکریم، ومصدریته واللسان الذی نزل به، والقلب الذی وعاه وحفظه.
یبدأ التنویه بالقرآن الکریم فی الإشارة باسم الإشارة ﴿ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ﴾؛ فما هو المشار إلیه؟ وما دلالاته؟
للمفسرین فی البدء باسم الإشارة عدة أراء؛ أنها الآیات المتقدم ذکرها فی السورة التی قبلها، أو أن تلک الآیات إشارة إلى ما افتتحت به السورة من الحروف وأنها علامات الکتاب العربی([46])، أو إشارة إلى ما فی السماء، أی: الذی فی السماء آیات الکتاب، أو إشارة إلى ما فی اللوح المحفوظ، أو إشارة إلى ما فی الکتب المتقدمة، أی: تلک آیات الکتاب([47])، أو هی الآیات التی فی هذه السورة، ویکون معنى قوله -تعالى-: ﴿ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ﴾ أی هذه آیات الکتاب المبین([48])([49]).
وهذا الرأی هو الأقرب إلى الصواب؛ ولکن هل تجوز الإشارة بـ (تلک) إلى حاضر؟
تجوز الإشارة باسم الإشارة (تِلْکَ) إلى حاضر وذلک موجود فی الکلام، کما أن هذه قد تکون الإشارة بها إلى غائب معهود کأنه حاضر([50]).
وعلى هذا القول فالمعنى: "تلک الآیات الواردة فی هذه السورة آیات من الکتاب الواضح فی کونه من عند الله، الظاهر فی معانیه وأغراضه، الموضح لحقائق الدین الحق، ومصالح الدنیا والآخرة"([51]).
أما قوله -تعالى-: ﴿ﱄ ﱅ ﱆ﴾؛ فالمقصود بالکتاب القرآن کما تقدم فی التمهید، و﴿ﱆ﴾ یقال: بأن الشیء وأبان فی معنى واحد ویقال بان الشیء، وأبنته أنا، فمعنى (مُبِین) مبیَّن خبره وبرکته([52]).
وماهو المقصود بالمبین فی الآیة؟ جاءت التأویلات لهذا المعنى على عدة أقوال منها: المبین حلاله وحرامه، والمبین هداه ورشده، والمبین للحروف التی سقطت من ألسن الأعاجم وهی ستة أحرف ([53])، قال ابن عطیة: والصواب أنه «مبین» بجمیع هذه الوجوه ([54])، وقول ابن عطیة هو الفصل فی المسألة؛ حیث إن الآیة تحتمل الوجوه جمیعها، وهذا یعد من قبیل اختلاف التنوع.
یظهر مما تقدم الوضوح فی التنویه بالقرآن الکریم فی الآیة المبارکة، والثناء على آیات القرآن الکریم، وآیات هذه السورة خاصة.
﴿ ¼çm¯RÎ)ur ã@Í\tGs9 Éb>u tûüÏHs>»yèø9$# ÇÊÒËÈ tAttR ÏmÎ/ ßyr9$# ßûüÏBF{$# ÇÊÒÌÈ 4n?tã y7Î7ù=s% tbqä3tGÏ9 z`ÏB tûïÍÉZßJø9$# ÇÊÒÍÈ Ab$|¡Î=Î/ <cÎ1ttã &ûüÎ7B ÇÊÒÎÈ ﴾ (سورة الشعراء: 192-195). العزیز فی هذه الآیات بأنه تنزیل من رب العالمین، فمصدره من عنده تبارک وتعالى، و "الروح الأمین: جبریل -علیه السلام- أمین على وحی الله –تعالى-"([55]).
"وفى قوله: ﴿ﲍ ﲎ﴾ إیماء إلى أن ذلک المنزّل محفوظ، وأن الرسول متمکن منه، إلى أن القلب هو المخاطب فی الحقیقة لأنه موضع التمییز، والعقل والاختیار وسائر الأعضاء مسخرة له، یرشد إلى ذلک قوله -تعالى-: ﴿ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ﴾ (سورة ق: 37)([56]).
وفى قوله: ﴿ﲓ ﲔ ﲕ﴾ یتضمن التقریع لمشرکی قریش بأن الذی حملهم على التکذیب هو الاستکبار والعناد، لا عدم الفهم، لأنه نزل بلغتهم، فلا عذر لهم فی الإعراض عنه([57]).
فکان حاصل ما فی الآیات من الدلالة على التنویه بفضل القرآن ینحصر فی تقریر مصدر الوحی الإلهی والنبوة المحمدیة، وبیان أن جبریل هو الذی کان ینزل بالوحی القرآنی على النبی محمد r، وتقریر النبوة المحمدیة وأن محمدًا من المنذرین([58])، کما تقرر الآیات أن الله تولى حفظ کتابه لأنه نزل على قلب النبی فحفظه ووعاه، وتقرر الآیات أن لغة القرآن عربیة فصیحة واضحة.
افتتحت سورة النمل بالتنویه بفضل القرآن الکریم، ثم کان التنویه بمصدریة القرآن الکریم، ثم تقریر أن القرآن یقص على بنی إسرائیل أکثر الأمور التی وقعت فیها خلافاتهم، وقبل ختام السورة کان التنبیه على فضل النبی ×، وأن من واجباته تلاوة القرآن الکریم.
وقد تقدم الحدیث عن وصف القرآن بالکتاب والمبین، وقد تکررت هذه الألفاظ فی سور الطواسین؛ حیث افتُتحت سورتی الشعراء والقصص بوصف القرآن بالکتاب والمبین، ﴿ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ﴾ (سورتی الشعراء والقصص)، وانفردت سورة النمل بزیادة لفظ «القرآن» ﴿ﭐﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ﴾ (سورة النمل: 1)، وهذا التکرار اللفظی له أهدافة وغایاته؛ کالتوکید والتهویل، والتعظیم، وغیرها، أما عن سبب الزیادة فی سورة النمل، فتستنتج الباحثة أن سورة النمل زید فیها هذا اللفظ (القرآن)؛ لأنها أکثر الطواسین تنویها بالقرآن الکریم فی عدد المرات التی ذکر فیها القرىن ومن حیث المعنى للآیات.
قال -تعالى-: ﴿ﭐﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ﴾ (سورة النمل: 1-2)، فجمع له بَیْنَ الصفتین بأنه قرآن وأنه کتاب؛ لأنه ما یظهر بالکتابة ویظهر بالقراءة([59])، وقال -تعالى-: ﴿ﱉ ﱊ ﱋ﴾ أی هو هدًى للمؤمنین به یهدیهم إلى سبیل الرشاد ومبشراً لهم بالجنة والمغفرة([60]).
وقد تقدم الحدیث عن اسم الإشارة والمشار إلیه فی المبحث السابق، وقد تقدم أن المشار إلیه آیات السورة، فهی تبین لمن تدبرها أنها من عند الله لا من عند البشر، والواضحة التی لا تشتبه على العرب معانیها لنزولها بلسانهم([61]).
ویضاف هنا سؤال: کیف صح أن یشار إلى اثنین؛ أحدهما مؤنث وهو ﴿ﱄ ﱅ﴾، والآخر مذکر وهو الکتاب ﴿ﱆ ﱇ﴾ باسم إشارة المؤنث، ولو قلت: «تلک هند وزید» لم یجز؟ أجاب السمین الحلبی فی الدر المصون فقال: "الجواب من ثلاثة أوجه؛ أحدها: أن المراد بالکتاب هو الآیات؛ لأن الکتاب عبارة عن آیات مجموعة فلما کانَا شیئًا واحدًا صحت الإشارة إلیهما بإشارة الواحد المؤنث. الثانی: أنه على حذف مضاف أی: وآیات کتاب مبین. الثالث: أنه لما ولی المؤنث ما یصح الإشارة به إلیه اکتفی به وحسن، ولو أولی المذکر لم یحسن. ألا تراک تقول: «جاءتنی هند وزید» ولو حذفت «هند» أو أخرتها لم یجز تأنیث الفعل"([62]).
أما فائدة التنکیر فی قوله -تعالى-: ﴿ﱆ ﱇ﴾ فهو التفخیم، وذلک کقوله –تعالى-: ﴿ﱠ ﱡ ﱢ﴾ (سورة القمر: 55)([63]).
ثم قال -تعالى-: ﴿ﱉ ﱊ ﱋ﴾ "أی هو هدًى من الضلالة، وبشرى لهم بالجنة" ([64]).
فکان حاصل ما فی الآیة من التنویه بفضل القرآن الکریم ینحصر فی الإشارة للقرآن وآیات هذه السورة المبارکة، وأن القرآن مبین وواضح، وأنه هدًى للمؤمنین المتقین، یهدیهم إلى سواء السبیل فی الدنیا والآخرة.
قال -تعالى-: ﴿ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ﴾ (سورة النمل: 6)، هذا الخطاب موجه إلى النبی r، والتصدیر بحرفی التأکید إن واللام ﴿ﱭ ﱮ﴾؛ لإبراز کمال العنایة بمضمون هذا الأمر والتعریف بقیمة الکتاب العزیز([65])، فالنبی الأکرم یُعطى القرآن بطریق التلقیة والتلقین، من عند رب حیکم فیما دبره لخلقه عَلِیم بأحوال خلقه؛ أی: تلقى القرآن من عند الله -سبحانه وتعالى- بواسطة جبریل، لا من عند نفسه، ولا من تلقاء غیره، کما یزعم الکفار، وفی تنکیر وتنوین([66]) ﴿ﱲ ﱳ ﴾ تفخیم لشأن القرآن، فإن من تلقى الحکم والعلوم من مثل ذلک الحکیم العلیم یکون علمًا فی رصانة العلم والحکمة، وفی الجمع بین الحکیم والعلیم إشعارٌ بأن علوم القرآن منها ما هو حکمة کالعقائد والشرائع، ومنها ما لیس کذلک کالقصص والأخبار الغیبیة([67]).
التنویه بالقرآن فی الآیة یظهر من خلال أن مصدر القرآن من عند الله، وأن النبی الکریم تلقَّاه تشریفًا وتکلیفًا من عند الله الحکیم العلیم.
قال -تعالى-: ﴿ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ﴾ (سورة النمل: -76-77). أى: إن هذا القرآن من معجزاته الدالة على أنه من عند الله -تعالى-، أنه یقص على بنى إسرائیل، الذین هم حملة التوراة والإنجیل، أکثر الأشیاء التی اختلفوا فیها، ویبین لهم وجه الحق والصواب فیما اختلفوا فیه([68])، فالقرآنُ الکریمُ فیه ببیانِ کُنْهِ الأمرِ لو کانُوا فی حیِّز الإنصافِ([69]).
وقوله -تعالى-: ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ﴾ (سورة النمل: 77)..
فالقرآن الکریم فیه الهدایة والرحمة من وجوه کثیرة منها: أن فیه من الدلائل العقلیة على التوحید والحشر والنشر والنبوّة وشرح صفات الله، وفیه من الفصاحة والبیان والبلاغة ما لم نجده فی کتاب من الکتب، ووجدناه مبرءًا من النقص والتهافت، فکان هدًى ورحمة من هذه الوجوه، ووجدنا القوى البشریة قاصرة عن جمع کتاب على هذا الوجه، فعَلمنا أنه لیس إلا من عند الله -تعالى-، فکان القرآن معجزًا من هذه الجهة([70]).
وفی الآیات تنویه بفضل القرآن الکریم من وجهین، أن القرآن یتضمن القصص الحق الذی اختلف فیه أهل الکتاب، وأن القرآن فیه الهدى والرحمة للمؤمنین لما تضمنه من تشریع وتفصیل.
یقول -تعالى- مخبرًا رسوله وآمرًا له أن یقول: ﴿ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱱ﴾ (سورة النمل: 91-92)، وفی الآیة إضافة الربوبیة إلى البلدة على سبیل التشریف لها والاعتناء بها، کما قال: ﴿ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ﴾ (سورة قریش: 3)، وقوله: ﴿ﱢ ﱣ﴾ أی: الذی إنما صارت حرامًا قدرًا وشرعًا، بتحریمه لها وقوله: ﴿ﱮ ﱯ ﱰﱱ﴾ أی: على الناس أبلغهم إیاه([71])، ومعنى التلاوة القراءة، وهذا هو المشهور والمعروف لکن هناک معنًى آخر ذکره السمین الحلبی فی (الدر المصون) وهو أن التلو هو الاتباع کقوله: ﴿ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾ (سورة یونس: 109)([72])، ولعل هذا المعنى یفید إضافة جدیدة إلى دلالات النص، مستمدة من المعنى اللغوی للتلو، قال ابن فارس: "التاء واللام والواو أصل واحد، وهو الاتباع. یقال: تلوته إذا تبعته. ومنه تلاوة القرآن، لأنه یتبع آیة بعد آیة"([73]).
فالتنویه بالقرآن ظاهر من خلال أن الأمر موجَّه إلى النبی ـ r ـ ولأمته من بعده وأنه خوطب وأمر للدلالة على تأکید المخبر عنه وبیان تشریفه، والأمر بالاتباع أیضًا من المدلول اللغوی للتلاوة یفید التنویه بالقرآن الکریم.
تضمنت سورة القصص تنویهًا بالقرآن الکریم فی صور متعددة من خلال الافتتاح، وتضمنت السورة المبارکة الثناء على القرآن وأنه -سبحانه- هو فارض القرآن وهو القادر على إعادة الخلق، والنبی r نزل الله -عز وجل- علیه القرآن برحمة منه -سبحانه-.
تقدم الحدیث عن قوله -تعالى-: ﴿ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ﴾ (سورة القصص: 2-3)، أما یخص موضوع التنویه بالقرآن الکریم فی سورة القصص فهو ظاهر فی هذه الآیة المبارکة فی قوله -تعالى-: ﴿ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ﴾ (سورة القصص: 2-3)، فالله -تبارک وتعالى- هو الذی علم النبی ـ r ـ على لسان الأمین جبریل -علیه السلام-، وجعلت التلاوة على النبی ـ r ـ ؛ لأنه الذی یتلقى ذلک المتلو، وعبر عن هذا الخبر بالنبإ لإفادة أنه خبر ذو شأن وأهمیة([74])، والملاحظ أن القرآن خص تلاوة قصص موسى بأهل الإیمان الحقیقی لأنهم هم أهل الاعتبار والاستبصار([75]).
فالتنویه بفضل القرآن الکریم ظاهر فی الآیتین، وقد تقدم الحدیث عن الأولى، أما الآیة الثانیة فهی تبین شرف القرآن فی إسناد التلاوة إلى الله -سبحانه-، واختصاص النبی بیان لشرف المتلو، وذکر المؤمنین یبین أهمیتهم ومهمتهم فی التلقی.
التوصیل: تکثیر الوصل وتکریره ([76])، وهو مبالغة فی الوصل، وهو ضم بعض الشیء إلى بعض، یقال: وصل الحبل إذا ضم قطعه بعضها إلى بعض فصار حبلًا، والقول مراد به القرآن قال -تعالى-: ﴿ﱻ ﱼ ﱽ﴾ (سورة الطارق: 13)، وللتوصیل أحوال کثیرة فهو باعتبار ألفاظه وصل بعضه ببعض ولم ینزل جملة واحدة، وباعتبار معانیه وصل أصنافًا من الکلام: وعدًا، ووعیدًا، وترغیبًا، وترهیبًا، وقصصًا ومواعظ وعبرًا، ونصائح یعقب بعضها بعضًا، وینتقل من فن إلى فن، وفی کل ذلک عون على نشاط الذهن للتذکر والتدبر([77]).
ووجه التنویه بالقرآن أن الآیة ذکرت أن القرآن الکریم تنوعت أسالیبه وأنواع خطابه، ونزل منجمًا، وهذه الأمور تعد مکرمة للقرآن لأنه یراعی الظروف والوقائع فی النزول، ویتناسب مع حال المتلقی لتعدد أسالیبه.
یقول -تعالى-: ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ﴾ (سورة القصص: 85)، المخاطب فی الآیة هو النبی ـ r ـ ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ﴾ أی أنزله، وفرض فیه الأحکام، وبین فیه الحلال والحرام، وأمرک بتبلیغه للعالمین، والدعوة لأحکام جمیع المکلفین، لا یلیق بحکمته أن تکون الحیاة هی الحیاة الدنیا فقط، من غیر أن یثاب العباد ویعاقبوا، بل لا بد أن یردَّک إلى معاد، یجازی فیه المحسنون بإحسانهم، والمسیؤون بمعصیتهم([78]). وقد ذکر بعض المفسرین أن المعاد هنا الرجوع إلى مکة، وهذا الأمر إن قُبل لتاریخ النزول لسورة القصص، وللواقع الذی سجل، إلا أنه تضییق لدلالات النص القرآنی.
والسؤال هنا لماذا ذکر القرآن فی هذه الآیة؟ ولم لم یقل -تبارک وتعالى: إن الذی خلقک أو الذی أرسلک أو غیر هذه الألفاظ؟!
یتبین للباحثة أن اختیار لفظ (القرآن) فی سورة القصص جاء حتى لا تخرج السورة عن مقصدها وما بدئت به، فقد تقدم تبیان أن من مقاصد سور الطواسین التنویه بالقرآن الکریم، کما أن السور الثلاث تتزین فی الافتتاح والختام بذکر القرآن الکریم.
قال -تعالى-: ﴿ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ﴾ (سورة القصص: 86)، أی "وما کنت -أیها الرسول- تأمل وتنتظر أن ینزل علیک القرآن، ولکن الله أنزله علیک من عنده رحمة بک وبأمتک، فاذکر هذه النعمة، وثابر على تبلیغها، ولا تکن أنت ولا من اتبعک عونًا للکافرین على ما یریدون" ([79])، فالله -تبارک وتعالى- رحمک فأنزل علیک الکتاب العظیم([80]).
والسؤال الذی یحتاج إجابة: هل الآیة الکریمة للتنویه بفضل النبی الکریم أم للتنویه بفضل القرآن أم لبیان أمر التنزیل؟
الآیة الکریمة تبین رحمات الله -تبارک وتعالى- بالنبی ـ r ـ ورحمته بالعباد، ومن وجه آخر تبین أن القرآن أنزل رحمة للعباد؛ حیث إن القرآن الکریم کتاب هدایة للعالمین، فالآیة الکریمة لا تخرج عن التنویه بفضل القرآن الکریم، والإشارة إلى أهمیته.
ذکر الفیروزآبادی فی «بصائر ذوی التمییز فی لطائف الکتاب العزیز» ترتیب نزول السور المکیة، وعد الطواسین، فی النصف الثانی فی النزول أی بعد الأربعین سورة([81])، وهذا الترتیب یُلمح إلى أمر مهم؛ وهو أن أهم مقاصد سور الطواسین التنویه بفضل القرآن الکریم، وتسلیة النبی r، فی المرحلة المکیة، وخصوصًا أن النبی ـ r ـ فی هذه الفترة کان قد جهر بالدعوة وأعلنها للناس کافة، واشتد الأذى له r ولصحابته الکرام.
وما ترید الباحثة التنویه إلیه أن القرآن الکریم نزل لیعالج واقع المسلمین فی مکة المکرمة، ولتثبیت العقیدة فی قلوبهم ورسوخها فی أنفسهم، ونزل القرآن للتسلیة لهم ولنبیهم الکریم، ونزلت الآیات فی هذه الفترة لتعریفهم شأن القرآن العظیم.
ولنا أن نرکز على ما رکز علیه القرآن الکریم هذه الأیام؛ فلا بد من التنویه بفضل القرآن، ولا بد من نشر هدایات القرآن، ومقاصده النبیلة وغایاته الشریفة فی المجتمع الذی بات الیوم فی شتات دائم، وفرقة عمیاء.
وهذه الدراسة وإن کانت خاصة بالدراسات القرآنیة إلا أنها تنبه إلى فضل معالجة الواقع ومداواة جراح الأمة، من خلال القرآن الکریم، والتوسع فی هذا الباب مجاله الدعوة والإرشاد.
1ـ جاء التعبیر عن القرآن الکریم فی سور الطواسین بثلاثة ألفاظ: القرآن، الکتاب، القول، فالقرآن سمی (قرآنًا) وسمی (کتابًا) للدلالة على جمعه ما یحتاجه العباد من الهدى وسبل الرشاد فی جمیع شؤونهم؛ فجمع القرآن الکریم الأحکام والحکم والآداب والمواعظ والبصائر والهدى وما تقوم به مصالح الدین والدنیا.
2ـ تلتقی سور الطواسین فی عدة نقاط، منها البدایة والافتتاح (طسم - الشعراء، طس - النمل، طسم - القصص)، وفی ترتیب النزول والترتیب فی المصحف، وفی القصص، وفی المقاصد، وفی الحدیث عن القرآن الکریم والتنویه بفضله.
3ـ یظهر التنویه بفضل القرآن الکریم فی سورة الشعراء فی الافتتاح وقبل الختام، وکان الحدیث یترکز حول بیان القرآن الکریم، ومصدریته واللسان الذی نزل به، والقلب الذی وعاه وحفظه.
4ـ افتتحت سورة النمل بالتنویه بفضل القرآن الکریم، ثم کان التنویه بمصدریة القرآن الکریم، ثم تقریر أن القرآن یقص على بنی إسرائیل أکثر الأمور التی وقعت فیها خلافاتهم، وقبل ختام السورة کان التنبیه على فضل النبی r، وأن من واجباته تلاوة القرآن الکریم.
5ـ وانفردت سورة النمل بزیادة لفظ القرآن ﴿ﭐﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ﴾ (سورة النمل: 1)، وهذا التکرار اللفظی له أهدافة وغایاته؛ کالتوکید والتهویل، والتعظیم، وغیرها، أما عن سبب الزیادة فی سورة النمل، فتستنتج الباحثة أن سورة النمل زید فیها هذا اللفظ (القرآن)؛ لأنها أکثر الطواسین تنویهًا بالقرآن الکریم فی عدد المرات التی ذکر فیها القرآن ومن حیث المعنى للآیات.
6ـ تضمنت سورة القصص تنویهًا بالقرآن الکریم فی صور متعددة من خلال الافتتاح، وتضمنت السورة المبارکة الثناء على القرآن وأنه -سبحانه- هو فارض القرآن وهو القادر على إعادة الخلق، والنبی r نزَّل الله -عز وجل- علیه القرآن برحمة منه -سبحانه-.
7ـ القرآن الکریم نزل لیعالج واقع المسلمین فی مکة المکرمة وتثبیت العقیدة فی قلوبهم ورسوخها فی أنفسهم، ونزل القرآن للتسلیة لهم ولنبیهم الکریم، ونزلت الآیات فی هذه الفترة لتعریفهم شأن القرآن العظیم، ولنا أن نرکز على ما رکز علیه القرآن الکریم هذه الأیام فلا بد من التنویه بفضل القرآن، ولا بد من نشر هدایات القرآن، ومقاصده النبیلة وغایاته الشریفة فی المجتمع الذی بات الیوم بأمس الحاجة للقرآن ومقاصدة.
([1]) معجم مقاییس اللغة، أحمد بن فارس بن زکریاء القزوینی الرازی، أبو الحسین (المتوفى: 395هـ)، ت: عبد السلام محمد هارون، دار الفکر، 1399هـ - 1979م، (5/78 ، 79) .
([2]) لسان العرب، محمد بن مکرم بن على، أبو الفضل، جمال الدین ابن منظور الأنصاری الرویفعى الإفریقى (المتوفى: 711هـ)، دار صادر – بیروت، ط3، - 1414هـ، (1/128).
([5]) ینظر: مناقب الشافعی، أبو بکر أحمد بن الحسین بن علی البیهقی، تحقیق: أحمد صقر، مکتبة دار التراث، القاهرة، ط/ 1971م، (1/ 276).
([6]) إرشاد الفحول، محمد بن على الشوکانی، تحقیق: أحمد عزو عنایة، دار الکتاب العربی، ط/الأولى 1419هـ- 1999م بتصرف یسیر، (1/86).
([7]) مناهل العرفان فی علوم القرآن، محمد عبد العظیم الزُّرْقانی (المتوفى: 1367هـ)، مطبعة عیسى البابی الحلبی وشرکاه، الطبعة الثالثة (1/15).
([11]) شرح الکوکب المنیر، تقی الدین أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزیز بن علی الفتوحی المعروف بابن النجار الحنبلی (المتوفى: 972هـ)، ت: محمد الزحیلی ونزیه حماد، مکتبة العبیکان، الطبعة الثانیة 1418هـ - 1997م، (2/7).
([12]) ینظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، محمد فؤاد عبد الباقی، ضبطها ورتبها محمد سعید اللحام، دار المعرفة بیروت لبنان، ط5، 2007م، مادة (ک. ت. ب).
([13]) یُنظر: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدین الحسن بن محمد بن حسین القمی النیسابوری (المتوفى: 850هـ)، ت: الشیخ زکریا عمیرات، دار الکتب العلمیة – بیروت، ط1، - 1416 هـ، (1/33). قال النیسابوری: " وأما الطواسیم فإن شئتَ قلت هکذا، وإن شئتَ قلت الطواسین، وفی الحدیث: ((وأعطیت طه والطواسیم من ألواح موسى، وأعطیت فاتحة الکتاب))".
([14]) ینظر: الجامع لأحکام القرآن = تفسیر القرطبی، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین القرطبی (المتوفى: 671هـ)، ت: أحمد البردونی وإبراهیم أطفیش، دار الکتب المصریة – القاهرة، ط3، 1384هـ - 1964 م ، ( 13/89).
([15]) رواه ابن کثیر فی البدایة والنهایة (3/ 39) ، والبغوی فی شرح السنّة (5/ 127) ، والمتقی الهندی فی کنز العمال (1/572) ، والطبری فی التاریخ (2/ 321)، وأخرجه ابن نصر فی «قیام اللیل» ص (69)، قال الألبانی: "وهذا إسناد ضعیف جدًّا".
([16]) ینظر: تفسیر القرآن العظیم، أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی البصری ثم الدمشقی (المتوفى: 774هـ)، ت: سامی بن محمد سلامة، دار طیبة للنشر والتوزیع، ط3، 1420هـ - 1999 م، ، تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس، لعبد الله بن عباس -رضی الله عنهما- (المتوفى: 68هـ)، مجد الدین أبو طاهر محمد بن یعقوب الفیروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، دار الکتب العلمیة – لبنان، ص ( 306).
([17]) غریب القرآن، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتیبة الدینوری (المتوفى: 276هـ)، ت: أحمد صقر، دار الکتب العلمیة (لعلها مصورة عن الطبعة المصریة)، 1398هـ - 1978م، ص ( 316).
([18]) الکشف والبیان عن تفسیر القرآن، أحمد بن محمد بن إبراهیم الثعلبی، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)، ت: الإمام أبی محمد بن عاشور، مراجعة وتدقیق: الأستاذ/ نظیر الساعدی، دار إحیاء التراث العربی، بیروت – لبنان، ط1، 1422هـ - 2002 م، (11/224).
([19]) محاسن التأویل، محمد جمال الدین بن محمد سعید بن قاسم الحلاق القاسمی (المتوفى: 1332هـ)، محمد باسل عیون السود، دار الکتب العلمیه – بیروت، ط1، - 1418 هـ، (7/448)
([20]) التفسیر القرآنی للقرآن، عبد الکریم یونس الخطیب (المتوفى: بعد 1390هـ)، دار الفکر العربی – القاهرة، (10/69).
([21]) وهو تفسیر مالک بن أنس، ذکره القاضی عیاض فی «المدارک»، والداودی فی «طبقات المفسرین»، وهو من الدرر المفقودة.
([23]) التحریر والتنویر «تحریر المعنى السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید»، محمد الطاهر بن محمد ابن محمد الطاهر بن عاشور التونسی (المتوفى : 1393هـ)، الدار التونسیة للنشر – تونس، 1984هـ، (19/89).
([24]) ینظر: التفسیر المنیر فی العقیدة والشریعة والمنهج، د/ وهبة بن مصطفى الزحیلی، دار الفکر المعاصر – دمشق، ط2 ، 1418هـ، (19/118).
([29]) ینظر: التفسیر المنیر، الزحیلی، (19/253)، وتفسیر المراغی، أحمد بن مصطفى المراغی (المتوفى: 1371هـ)، شرکة مکتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبی وأولاده بمصر، ط1، 1365هـ - 1946م، (19/118).
([31]) ینظر: أحکام القرآن، القاضی محمد بن عبد الله أبو بکر بن العربی المعافری الاشبیلی المالکی (المتوفى: 543هـ)، راجع أصوله وخرج أحادیثه وعلَّق علیه: محمد عبد القادر عطا، دار الکتب العلمیة، بیروت – لبنان، ط3، 1424هـ - 2003م، (3/472).
([33]) ینظر: بحر العلوم، أبو اللیث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهیم السمرقندی (المتوفى: 373هـ)، (2/597).
([38]) ینظر: الطواسین: دراسة بلاغیة تحلیلیة لقیود سور الشعراء والنمل والقصص)، طه محمد جادو، دار غیداء، عمّان، الأردن، ط1، 1438هـ، (24-29).
([39]) ینظر: لباب التأویل فی معانی التنزیل، علاء الدین علی بن محمد بن إبراهیم بن عمر الشیحی أبو الحسن، المعروف بالخازن (المتوفى: 741هـ)، تصحیح: محمد علی شاهین، دار الکتب العلمیة – بیروت، ط1، 1415 هـ، (1/9). الأساس فی التفسیر، سعید حوّى (المتوفى 1409 هـ) دار السلام – القاهرة، ط6، 1424هـ، (7/ 3977).
([42]) زاد المسیر فی علم التفسیر، جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی (المتوفى: 597هـ)، ت: عبد الرزاق المهدی، دار الکتاب العربی بیروت، ط1، 1422هـ، (5 / 461 ).
([44]) ینطر: تفسیر القرآن الحکیم (تفسیر المنار)، محمد رشید بن علی رضا بن محمد شمس الدین بن محمد بهاء الدین بن منلا علی خلیفة القلمونی الحسینی (المتوفى: 1354هـ)، الهیئة المصریة العامة للکتاب، 1990م، (9/34).
([46]) معانی القرآن وإعرابه، إبراهیم بن السری بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)، ت: عبد الجلیل عبده شلبی، عالم الکتب – بیروت، ط1، 1408هـ - 1988م، (4/131).
([47]) تفسیر الماتریدی (تأویلات أهل السنة)، محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتریدی (المتوفى: 333هـ)، ت: د. مجدی باسلوم، دار الکتب العلمیة - بیروت، لبنان، ط1، 1426 هـ - 2005 م، ( 6/204).
([50]) ینظر: ابن عطیة، المحرر الوجیز، (4/224). تفسیر الماتریدی (تأویلات أهل السنة)، أبو منصور الماتریدی، (6/204).
([51]) التفسیر الوسیط للقرآن الکریم، مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة، ط1، (1393هـ = 1973م) - (1414هـ= 1993م)، (4/276).
([53]) ینظر: تفسیر الماوردی = النکت والعیون، أبو الحسن علی بن محمد بن محمد بن حبیب البصری البغدادی، الشهیر بالماوردی (المتوفى: 450هـ) المحقق: السید ابن عبد المقصود بن عبد الرحیم، دار الکتب العلمیة - بیروت / لبنان، (3/5). الکشف والبیان عن تفسیر القرآن، أحمد بن محمد بن إبراهیم الثعلبی، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)، ت: الإمام أبی محمد بن عاشور، مراجعة وتدقیق: الأستاذ/ نظیر الساعدی، دار إحیاء التراث العربی، بیروت – لبنان، ط1، 1422هـ - 2002 م، (5/196). معالم التنزیل فی تفسیر القرآن = تفسیر البغوی، محیی السنة، أبو محمد الحسین بن مسعود البغوی (المتوفى: 510هـ)، حققه وخرج أحادیثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضمیریة - سلیمان مسلم الحرش، دار طیبة للنشر والتوزیع، ط4 ، 1417هـ - 1997م، (4/209). لباب التأویل فی معانی التنزیل، علاء الدین علی بن محمد بن إبراهیم بن عمر الشیحی أبو الحسن، المعروف بـ (الخازن) (3/365).
([54]) ینظر: المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطیة الأندلسی المحاربی (المتوفى: 542هـ)ت: عبد السلام عبد الشافی محمد، دار الکتب العلمیة – بیروت، ط1،- 1422هـ، (3/218).
([55]) ینظر: أیسر التفاسیر لکلام العلی الکبیر، جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بکر الجزائری، مکتبة العلوم والحکم، المدینة المنورة، المملکة العربیة السعودیة، ط5، 1424هـ/2003م، (3/684).
([60]) ینظر: الهدایة إلى بلوغ النهایة فی علم معانی القرآن وتفسیره، وأحکامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مکی بن أبی طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القیسی القیروانی ثم الأندلسی القرطبی المالکی (المتوفى: 437هـ)، ت: مجموعة رسائل جامعیة بکلیة الدراسات العلیا والبحث العلمی - جامعة الشارقة، بإشراف أ. د: الشاهد البوشیخی، مجموعة بحوث الکتاب والسنة - کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة - جامعة الشارقة، ط1، 1429هـ - 2008 م، (8/5368).
([61]) ینظر: الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشری جار الله (المتوفى: 538هـ)، دار الکتاب العربی – بیروت، ط3،- 1407هـ، (2/440).
([62]) الدر المصون فی علوم الکتاب المکنون، أبو العباس، شهاب الدین، أحمد بن یوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمین الحلبی (المتوفى: 756هـ) المحقق الدکتور/ أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، (8/569).
([63]) ینظر: اللباب فی علوم الکتاب، أبو حفص سراج الدین عمر بن علی بن عادل الحنبلی الدمشقی النعمانی (المتوفى: 775هـ)، ت: الشیخ عادل أحمد عبد الموجود والشیخ علی محمد معوض، دار الکتب العلمیة - بیروت / لبنان، ط1، 1419هـ -1998م، (15/103).
([65]) ینظر: روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی، شهاب الدین محمود بن عبد الله الحسینی الألوسی (المتوفى: 1270هـ)، ت: علی عبد الباری عطیة، دار الکتب العلمیة - بیروت، ط1، 1415هـ، (10/155).
([66]) ینظر: بیان المعانی، عبد القادر بن ملّا حویش السید محمود آل غازی العانی (المتوفى: 1398هـ)، مطبعة الترقی – دمشق، ط1، 1382هـ - 1965م، (2/309).
([67]) ینظر: تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن، الشیخ العلامة محمد الأمین بن عبد الله الأرمی العلوی الهرری الشافعی، إشراف ومراجعة: الدکتور هاشم محمد علی بن حسین مهدی، دار طوق النجاة، بیروت – لبنان، ط1، 1421هـ - 2001 م، (20/381). فتح الرحمن فی تفسیر القرآن، مجیر الدین بن محمد العلیمی المقدسی الحنبلی (المتوفى: 927 هـ)، اعتنى به تحقیقًا وضبطًا وتخریجًا: نور الدین طالب، دار النوادر (إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِیّة - إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلاَمِیّةِ)، ط1، 1430هـ - 2009 م، (5/113). زهرة التفاسیر، محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبی زهرة (المتوفى: 1394هـ)، دار الفکر العربی (10/ 5432).
([68]) ینظر: التفسیر الوسیط للقرآن الکریم ، محمد سید طنطاوی، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزیع، الفجالة – القاهرة، ط1، (10/355).
([69]) ینظر: تفسیر أبی السعود = إرشاد العقل السلیم إلى مزایا الکتاب الکریم، أبو السعود العمادی محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)، دار إحیاء التراث العربی – بیروت، (6/229). تفسیر النسفی (مدارک التنزیل وحقائق التأویل)، أبو البرکات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدین النسفی (المتوفى: 710هـ)، حققه وخرج أحادیثه: یوسف علی بدیوی، راجعه وقدم له: محیی الدین دیب مستو، دار الکلم الطیب، بیروت، ط1 ، 1419 هـ - 1998م، (2/620). تفسیر الجلالین، جلال الدین محمد بن أحمد المحلی (المتوفى: 864هـ) وجلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی (المتوفى: 911هـ)، دار الحدیث – القاهرة ، (503).
([70]) مفاتیح الغیب = التفسیر الکبیر، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی الرازی، دار إحیاء التراث العربی – بیروت، ط3، 1420هـ، (24/571).
([71]) تفسیر القرآن العظیم، ابن کثیر القرشی البصری ثم الدمشقی (المتوفى: 774هـ)، ت: سامی بن محمد سلامة، دار طیبة للنشر والتوزیع، ط2 ، 1420هـ - 1999م (6/218).
([75]) ینظر: البحر المدید فی تفسیر القرآن المجید، أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدی بن عجیبة الحسنی الأنجری الفاسی الصوفی (المتوفى: 1224هـ)، ت: أحمد عبد الله القرشی رسلان، الدکتور/ حسن عباس زکی – القاهرة، 1419هـ، (4/229).
([78]) ینظر: تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدی (المتوفى: 1376هـ)، ت: عبد الرحمن بن معلا اللویحق، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ -2000 م، (625).
([79]) المنتخب فی تفسیر القرآن الکریم، لجنة من علماء الأزهر، المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة - مصر، طبع مؤسسة الأهرام، ط18، 1416هـ - 1995م، (589).