مظاهر التعايش السلمي مع غير المسلمين في الفقه الإسلامي

المساهمين

المؤلف

قسم الفقه، کلية البنات الإسلامية بأسيوط، جامعة الأزهر، أسيوط، مصر

المستخلص

اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد في مفهوم التعايش السلمي، وعالمية الدين الإسلامي، وأربعة مباحث، المبحث الأول: علاقة الشريعة الإسلامية بالشرائع الأخرى، وبينت فيه علاقة الشريعة الإسلامية بالشرائع السماوية السابقة، وعلاقة الشريعة الإسلامية بالشرائع غير السماوية، والمبحث الثاني: الضوابط الشرعية المنظمة لعلاقة المسلمين مع غيرهم في البلاد الإسلامية، وبينت فيه، ضرورة التمييز بين الثوابت والمتغيرات من الأحکام عند الدعوة للتعايش الآمن، المنهج الوسطي في التعايش الآمن بين الناس، استحضار المقاصد والمآلات عند التعايش الآمن، ضرورة التکامل بين مظاهر وصور التعايش الآمن ووسائله، والمبحث الثالث: موقف الشريعة الإسلامية من غير المسلمين ونظرتها من التعايش السلمي وقبول الآخر، وبينت فيه التوصيف الفقهي للعلاقة بين المسلمين وغيرهم، وذکرت الأدلة على علاقة المسلمين بغيرهم والتعايش السلمي وقبول الآخر، والمبحث الرابع: مجالات التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، وبينت فيه التعايش الديني، الاجتماعي، الاقتصادي، التعايش الثقافي، التعايش السياسي، والخاتمة: وتضمنت أهم النتائج والتوصيات .
 
Both the introduction and the preface of this research paper focus on the concept of peaceful coexistence. The paper has four sections; the first of them tackles the relation between the Islamic Shari’ah (Law) and the other religions, whether revealed, or non-revealed. The second section deals with the legal principles regulating the relationship between Muslims and the non-Muslims living with them in Muslim countries. The third section shows the attitude of the Islamic Shari’ah towards non-Muslims, its ruling on peaceful coexistence and the acceptance of others. This section also describes the relationship between Muslims and non-Muslims according to Islamic jurisprudence. The fourth section is about the fields of peaceful coexistence between Muslims and non-Muslims. Such fields include religious, social, economic, cultural and political types of coexistence. The conclusion introduces the most important results and the recommendations.  

الكلمات الرئيسية


 

إن الحمد لله نحمده ونستعینه، ونستهدیه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسیئات أعمالنا، من یهده الله فلا مضل له ومن یضلل فلا هادی له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأشهد أن سیدنا محمدا عبده ورسوله، هو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنیر، اللهم صل وسلم وبارک علیه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى یوم الدین.

وبعد ,,,

فقد جرت حکمة الله تعالى أن خلق الناس مختلفین فی الأعراق والألوان والأفکار، وهذا الاختلاف لحکمة بالغة لذا جعلها الله تعالى من عظیم آیاته، قال تعالى :﴿ وَمِنْ آَیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَأَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیاتٍ لِلْعَالِمِینَ ([1])، وقال تعالى:﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ..﴾([2])، فاقتضت إرادة الله تعالى اختلاف مشارب الناس وتنوعهم فی الأفکار واللغات والصفات والطباع، بل وحتى فی الغنى والفقر، ولذلک فإن التعایش الآمن مع غیر المسلمین یتوقف منطقیاً على ضرورة قبول کل طرف للآخر، وقبول التنوع والتعدد بین البشر؛ حتى تتحقق المهمةالتیکّلف
الله - تعالى-  بها الإنسان منذأن خلقهلعمارةالأرض، حیث قال تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا.. ([3]). فإعمار الأرض منوطبالإنسانبصفتهإنساناً، سواء أکانمسلماًأو غیر مسلم، فالتعایش السلمی والأمن المجتمعیالمشترکوالتواصل والتعاون أمر لا بد منه؛ لإعمار الأرض ولا یکون ذلک إلا بالتعاون بین البشر کافة([4]) .

وقد شمل الإسلام بسماحته ورحمته وعدله جمیع الناس بما فیهم غیر المسلمین، حیث تسامح معهم فی کثیر من القضایا والأحکام، وتأکیداً لسماحته جعل فی مقدمة مقاصد شریعته السمحة الغراء تحقیق العدل والمساواة بین الناس جمیعا، وإشاعة روح المحبة والتسامح، والتعایش بین أبناء المجتمع من أجل بناء وطن قوی، وأمة متعاونة تستطیع أن تحقق لأبنائها الأمن والاستقرار.

فالدین الإسلامی قد عرف التعایش السلمی والأمن المجتمعی منذ نشأته فی مکة المکرمة، وقد کان المسلمون أقلیة، واحتضنته المدینة والمنورة، فأصبحوا أکثریة، ومنها أنار الإسلام العالم بأسره، فی بلاد لم یفتحها المسلمون بالجیوش العسکریة، بل بالتجارة والتعامل الصادق حتى أصبحت أمة الإسلام من أکبر الأمم، یتزایدون ویتناقص غیرهم، بلا قتال أو تطرف بل بالحکمة والموعظة الحسنة.

ولا شک أن أصول الدین الإسلامی ومقدساته تدل على أنه جاء للتعایش مع الآخر، وجاء رحمة للمسلمین وغیر المسلمین، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ﴾ ([5]) من هنا أردت أن أمیط اللثام عن الوجه المشرق للشریعة الإسلامیة الغراء، الذی تتحالف قوى الشر على حجبه لتحول دون الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم، فأردت أن أقیم البراهین الساطعة، والأدلة القاطعة، والأمثلة الناصعة، على مظاهر التعایش مع غیر المسلمین فی الفقه الإسلامی.


ولما کانت نعمة الأمن المجتمعی والتعایش السلمی من أعظم النعم وأجلِّها، إذ بها تحفظ النفوس، والأموال، والأعراض، والعقائد، فلا یهنأ الناس فی عباداتهم ومعاملاتهم إلا إذا تحققت نعمة التعایش الآمن، لذا امتن الله تعالى بها على عباده، فقال تعالى: )  فَلْیَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَیْت الَّذِی أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ( ([6]). فالأمن هو قوام کل شیء، وعلیه تقوم کل أمور الحیاة وشئونها بلا استثناء، فإذا وجد الأمن استقرت وازدهرت، وإن غاب اختلت واندثرت، وإذا کان الأمن هو رأس الحیاة وقوامها، فإن ذروة سنامها، عدم إثارة الفتن لا سیما التی تتعلق بالعقائد، والعمل على إقامة العدل بین الناس کافة، بقطع النظر عن الجنس أو النوع أو الدین أو اللون، قال تعالى: )  الَّذِینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبِسُوا إِیمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ( ([7]).

ولما کانت الشریعة الإسلامیة ذاخرة بالأمثلة، والنصوص، والأحکام الفقهیة، على أن دین الإسلام هو دین تعایش وسلام مع کل الأدیان والأعراق، کان عنوان هذا البحث: مظاهر التعایش السلمی مع غیر المسلمین فی الفقه الإسلامی

أهداف الدراسة : تکشف هذه الدراسة عن مدى سماحة الإسلام، ویسر شریعته الغراء وصلاحیتها لکل الأشخاص فی کل زمان ومکان، کما یهدف البحث إلى إبراز بعض الجوانب الفقهیة التی تدل على سماحة الإسلام وإنصافه وعدله مع المخالفین له فی العقیدة، ودعوة الشریعة الإسلامیة السمحة للتعایش الآمن وقبول الآخر فی المجتمع الواحد، وترسیخها لمبادئ  الوسطیة والاعتدال، کما یهدف البحث إلى ضرورة الحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار، والعودة بالأمة إلى الالتفاف حول رایة الوحدة والإخاء، ونبذ العنف ودعوات الفرقة  والتشرذم  ونبذ الآخر .

الدراسة السابقة : لا یکاد یخلو مؤلف من المؤلفات الفقهیة، وغیرها، سواء أکانت - قدیمة أم حدیثة - من مسائل تتطرق إلى هذا الموضوع ,ولکن بعد البحث فی ثنایا الکتب والمؤلفات ومن خلال تصفح شبکة المعلومات العالمیة
( الإنترنت ) لم أقف على کتابة سابقة أفردت دراسة هذا الموضوع بشکل مستقل کما جاءت هنا، ولکن هناک بعض من هذه الدراسات تلتقی مع هذه الدراسة فی موضوعها، إلا أنها لم تکن وافیة وکافیة لإبراز الجوانب الفقهیة التی تدلل على سماحة الإسلام ودعوة شریعته الغراء للتعایش الآمن وقبول الآخر، ومن هذه الدراسات السابقة بحث:" التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور: عبد الصمد محمد إبراهیم محمد " حیث اهتم فی دراسته لهذا الموضوع بإبراز صور وأنواع التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، إلا أنه لم یدلل على سماحة الإسلام ودعوته للتعایش السلمی إلا بنموذج واحد وهو " زواج المسلم بالکتابیة " بخلاف هذه الدراسة، حیث اشتملت على العدید من الجوانب الفقهیة التی تؤکد سماحة الإسلام، ودعوة شریعته الغراء للتعایش الآمن وقبول الآخر، وهناک أبحاث قریبة من هذه الفکرة ،لکنها لیست مجال الفقه الإسلامی.

منهج البحث : اتبعت - مستعینا بالله تعالى - عند کتابتی فی هذا الموضوع أن المنهج العلمی الاستقرائی، وذلک بتتبع المعلومات المتعلقة بمادة موضوع البحث من مظانها, وذلک بلغة سهلة مفهومة لکل قارئ دون تساهل فی قواعد اللغة العربیة ,کما اعتمدت على المنهج الفقهی فی البحث، مع المقارنة بین أقوال الفقهاء، والمناقشة والترجیح بین  المسائل الخلافیة محاولا جمع آراء العلماء والفقهاء فجعلت الآراء المتفقة فی قول واحد، یجمع بین أصحابه وحدة الرأی فی المسألة الواحدة, مراعیا فی کل ذلک أمانة النقل.

خطة البحث

اشتمل هذا البحث على مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة، کما یلی :

المقدمة: وتشتمل على أهمیة موضوع البحث وخطته .

التمهید : مفهوم التعایش السلمی، وعالمیة الدین الإسلامی

المبحث الأول : علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع الأخرى.

المطلب الأول : علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع السماویة السابقة.

المطلب الثانی : علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع غیر السماویة .

المبحث الثانی : الضوابط الشرعیة المنظمة لعلاقة المسلمین مع غیرهم فی البلاد الإسلامیة.

المطلب الأول : ضرورة التمییز بین الثوابت والمتغیرات من الأحکام عند الدعوة للتعایش الآمن.

المطلب الثانی : المنهج الوسطی فی التعایش الآمن بین الناس .

المطلب الثالث : استحضار المقاصد والمآلات عند التعایش الآمن

المطلب الرابع : ضرورة التکامل بین مظاهر وصور التعایش الآمن ووسائله.

المبحث الثالث:  موقف  الشریعة الإسلامیة من غیر المسلمین ونظرتها من التعایش السلمی  وقبول الآخر.

المطلب الأول: التوصیف الفقهی للعلاقة بین المسلمین وغیرهم

المطلب الثانی: الأدلة على علاقة المسلمین بغیرهم والتعایش السلمی وقبول الآخر


المبحث الرابع: مجالات التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم .

المطلب الأول : التعایش الدینی

المطلب الثانی : التعایش الاجتماعی

المطلب الثالث : التعایش الاقتصادی

المطلب الرابع : التعایش الثقافی

المطلب الخامس: التعایش السیاسی

الخاتمة :  وتتضمن أهم النتائج والتوصیات .

 

تمهید

فی مفهوم التعایش السلمی، وعالمیة الدین الإسلامی

والکلام فیه یشتمل على أمرین :

أولا: مفهوم التعایش السلمی

ثانیا: حول عالمیة الدین الإسلامی

أولا: مفهوم التعایش السلمی :

مفهوم التعایش السلمی :

التعایش فی اللغة: تعایشوا: إذا عاش بعضهم مع بعض ([8]), تعایشوا إذا عاشوا على الألفة والمودة ومنه التعایش السلمی([9])ومنه قول الله تعالى: ﴿ فَهُوَ فِی عِیشَةٍ رَاضِیَةٍ ﴾ ([10]) أی عَیَّشّهُ الله فی فرح وسعادة([11]).

والمعنى: فهو یعیش عیشة مرضیة خالیة مما یکدرها مع دوامها، وما فیها من إجلال وتعظیم ([12]).

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْکًا وَنَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَى ﴾ ([13]) وعن ابن جبیر یسلبه القناعة حتى لا یشبع فمع الدین التسلیم والقناعة والتوکل فتکون حیاته طیبة ومع الإعراض والحرص والشح فعیشه .

والتعایش السلمی بین الدول: الاتفاق بینها على عدم الاعتداء ([14]).

ضنک، وحاله مظلمة، کما قال بعض المتصوفة لا یعرض أحدکم عن ذکر ربه إلا أظلم علیه وقته وتشوش علیه رزقه ([15]).

 ﴿ وَلَقَدْ مَکَّنَّاکُمْ فِی الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَکُمْ فِیهَا مَعَایِشَ قَلِیلًا مَا تَشْکُرُونَ ﴾ ([16]).

أی هیأنا لکم فیها أسباب المعاش. والمعایش جمع معیشة وهی ما یعاش به من المطعوم والمشروب وما تکون به الحیاة، وفی القاموس العیش الحیاة وأیضاً الطعام وما یعاش به والخبز، والمتعیش من له بلغة من العیش. ([17]).

وقال الزجاج: المعیشة ما یتوصلون به إلى العیش وهو یعم جمیع وجوه المنافع التی تحصل به الأرزاق من الزرع والثمار، وما یتحصل من المکاسب والأرباح فی أنواع التجارات والصنائع، وکل ذلک بتمکینه سبحانه لعباده وإنعامه علیهم([18]).

التعایش فی الاصطلاح : لا یختلف المعنى الاصطلاحی للتعایش عن المعنى اللغوی، إذ المقصود به فی محل البحث: التعایش بین أفراد المجتمع شعوبا وقبائل فی تعاون وحب، ومودة، وحسن جوار.

ویقصد بالتعایش السلمی : الاتفاق بین جمیع أطیاف المجتمع على عدم اعتداء أی منهم على الآخر، والعیش فی سلام، وبث روح الأخوة بین أبناء الوطن الواحد، وغیره من الأوطان الأخرى.

والتعایش السلمی هو ما یطلق علیه بعض المثقفین «القبول بالآخر» ویرید بعض المسلمین المدعومین من الغرب، أن یقدموا تنازلات فی العقیدة، وفی ما حدده الإسلام من رؤیة للدیانات الأخرى، وأسلوب التعامل مع غیر المسلمین، ومع أن الاسلام أکد على قیم التسامح والتعایش السلمی، ودعوة غیر المسلمین بالموعظة الحسنة؛ إلا أن ما یریده الغربیون لیس التعایش السلمی، إذ هم یعلمون أن الإسلام هو دین التعایش مع الآخر، بل هم یبغون حذف أو تهمیش ما نص علیه القرآن الکریم من آیات بینات واضحات تنص على تطرف الأدیان الاخرى وتحریفها، وخروجها عن العقیدة الصحیحة([19]).

ثانیا: حول عالمیة الدین الإسلامی :

تمیزت رسالة الإسلام عما سبقها من الرسالات السماویة بأن رسالته رسالة عالمیة؛ فهی لم تخاطب أقوماً بعینهم, ولا أجناساً بذاتهم، وإنما خاطبت البشر جمیعا، بقطع النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدین, وقد فصل الله تعالى هذه العالمیة، بقوله تعالى: ﴿ قُلْ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ جَمِیعًا الَّذِی لَهُ مُلْکُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ یُحْیِی وَیُمِیتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ الَّذِی یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَکَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُون ([20]), وقوله تعالى:﴿ قُلْ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَکُمْ نَذِیرٌ مُبِینٌ   ([21])

وقد خص الله نبینا محمدا (r) أن جعله خاتم الأنبیاء والمرسلین، قال تعالى: ﴿ مَا کَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِکُمْ وَلَکِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیماً ([22]).


فلا رسول ولا نبی بعده (r) فهو خاتم الأنبیاء والمرسلین بعثه الله تعالى إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دین إلا ما شرعه، وکل شیء أخبر به فهو حق وصدق لا ریب فیه، قال تعالى: ﴿ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإسلام دِیناً ([23])؛ فأکمل الله – تعالى- به الرسالات، وختم به الشرائع، وأتم به الدین([24])، وإنما ختم الله تعالى الدین برسالته الإسلامیة الخالدة إلى نبیه محمد (r) لکمالها ووفائها بحاجات البشر إلى یوم القیامة([25]).


وقد ضرب لنا رسولنا الکریم(r) المثل بینه وبین الأنبیاء السابقین فقال(r): ( إن مَثَلی ومَثَلَ الأنبیاءِ مِن قبلی کَمَثَلِ رَجُل بنی بیتاً، فأحْسَنَهُ وجْمَلَهُ؛ إلا موضِعَ لَبِنَةٍ من زاویةٍ، فجَعَلَ الناسُ یَطوفون بهِ، ویَعْجَبونَ لهُ، ویقولونَ: هَلَّا وُضِعتْ هذه اللبِنَةُ، قالَ: فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتَمُ النبِیِّینَ) ([26]).

وقد بین(r) إلى عموم رسالته وعالمیة بعثته فقال: ( أُعْطِیتُ خَمْسًا لَمْ یُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِی: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِیرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِی الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِی أَدْرَکَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْیُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِی المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِی، وَأُعْطِیتُ الشَّفَاعَةَ، وَکَانَ النَّبِیُّ یُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ) ([27]).

وقد نزل القرآن الکریم وهو یَحوی منهاج حیاة متکامل؛ لیسیر علیه البشر، وییسِّر لهم أمور حیاتهم، ویرشدهم إلى الطریق القویم,  ومما میز الله عز وجل به هذا الکتاب المجید أن جعله صالحًا لکل زمان ومکان؛ لأن الوحی سینقطع بعده، والبشر غیر قادرین على مواصلة حیاتهم - بالشکل الأمثل - دون الرجوع إلیه؛ فهو الحل لکل مشاکل الناس – الدینیة، والفکریة، والاجتماعیة، والاقتصادیة، والسیاسیة، قال تعالى: ﴿ تَبَارَکَ الَّذِی نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِیَکُونَ لِلْعَالَمِینَ نَذِیرًا ([28])؛ ولأجل ذلک جعل الله–سبحانه وتعالى – کتابه الکریم الذی جاء به نبینا محمد (r) مهیمنا على الکتب السابقة، وناسخا لها([29]).

ومما یؤید عموم دعوة الإسلام للبشریة جمیعها : أن رسالة الإسلام ناسخة للشرائع السابقة، حیث أجمعت الأمة الإسلامیة على أن شریعة سیدنا محمد (r) ناسخة لکل الشرائع المتقدمة ([30]).

ولا شک أن هذا النسخ لا یعارض السلام المجتمعی أو یتناقض مع التعایش السلمی بین الناس.

والمقصود من هذا النسخ المجمع علیه هو نسخ الفروع دون الأصول، أو الهیئات والکیفیات دون الحقائق والذوات؛ فإن الأصول أو الحقائق والذوات  کالإیمان بالله تعالى ورسله الکرام، والحساب والیوم الآخر ونحو ذلک، فهی ثابتة فی حقنا اتفاقا لا تنسخ، بل هی مقررة فی کل شریعة وأمة, أما ما نقل فی الکتاب والسنة محکیا عن الأنبیاء السابقین من الأحکام الفرعیة، ولم یرد فی شرعنا إشعار برده أو نسخه، فهو شرع لنا ما لم یرد ناسخ  ینسخه، کما ذهب إلیه جمهور أهل العلم من الفقهاء والأصولیین([31]).

ومما یؤید عموم دعوة الإسلام للبشریة جمیعها أیضا: أن الواقع العملی لسیرة النبی (r) فی دعوته جاء یترجم عن هذه الدعوة العالمیة، فبعد أن کان (r) یعرض نفسه على القبائل فی موسم الحج وفی المواسم الأخرى، یدعوهم إلى الإسلام، وبعد أن انتقل بالدعوة إلى المدینة الطیبة وأعلى الله دینه ومکَّن له فی الجزیرة العربیة، ثم بعد ذلک بدأ (r) یبعث بالکتب والرسائل إلى الملوک والأمراء وزعماء العالم یدعوهم إلى الإسلام، فکتب إلى هرقل عظیم الروم، وکتب إلى کسرى عظیم الفرس، وکتب إلى النجاشیّ ملک الحبشة، وکتب إلى المقوقس


ملک مصر والإسکندریة، وکتب إلى غیرهم من الملوک والزعماء ([32]).

وهذه الدلائل کلها شاهد عدل وحجة قاطعة على أن الإسلام دین جاء للناس کافةً منذ اللحظة الأولى التی بعث الله تعالى فیها نبینا محمداً (r) إلى أن تقوم الساعة، فلیست رسالة الإسلام مغلقة على أهل زمان أو أهل مکان، بل هی رسالة مفتوحة إلى الناس أجمعین.

 

 

 

 

 

 


المبحث الأول

علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع الأخرى .

والحدیث عن علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع الأخرى فی هذا المبحث ینقسم إلى مطلبین:

المطلب الأول : علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع السماویة السابقة.

المطلب الثانی : علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع غیر السماویة .

المطلب الأول

علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع السماویة السابقة.

لما کان الدین الإسلامی هو الدین الذی ارتضاه الله تعالى للعالمین, ولما بلغ ذروة الکمال الذی لا کمال بعده؛ فإن النتیجة الحتمیة لهذا الکمال أن تنقطع صلة الإنسانیة بالرسائل والنبوات السابقة، مع الإیمان الکامل بالرسل والکتب السماویة السابقة، المنزلة من عند الله تعالى؛ لأن من أصول الإیمان فی الشریعة الإسلامیة أن یؤمن المرء إیماناً راسخاً بجمیع الأنبیاء والمرسلین والکتب المنزلة علیهم لقوله - تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِه لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ... ([33]).

فمن صفات المؤمنین الإیمان بجمیع الأنبیاء والمرسلین، بل وعدم التفریق بین أحد من رسله، لذا نرى أن الإسلام اعترف بالشرائع السابقة المنزلة من عند الله تعالى؛ لأنها شرائع، ودیانات من عند الله تعالى، إلى أن بعث الله تعالى محمدا صلى الله علیه وسلم وأمر الناس جمیعا باتباعه؛ لأن رسالته خاتمة الرسالات، ودینه خاتم الأدیان.


ولما کان أهل الکتاب کغیرهم من الناس فیهم الصالح والطالح والمصلح والمفسد، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینَارٍ لَا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَیْهِ قَائِمًا ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَیْسَ عَلَیْنَا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَیَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ وَهُمْ یَعْلَمُونَ([34])و قال تعالى: ﴿ لَیْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ یَتْلُونَ آیَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّیْلِ وَهُمْ یَسْجُدُونَ یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَیُسَارِعُونَ فِی الْخَیْرَاتِ وَأُولَئِکَ مِنَ الصَّالِحِینَ وَمَا یَفْعَلُوا مِنْ خَیْرٍ فَلَنْ یُکْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِیمٌ بِالْمُتَّقِینَ ([35])

ویترتب على هذا أن أهل الکتاب - الیهود والنصارى - یلتقون مع المسلمین فی وحدة المصدر الدینی وأصول العقیدة، کما جاء فی قوله- تعالى :
﴿ شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وَما وَصَّیْنا بِهِ إبراهیم وَمُوسَى وَعِیسَى أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ ... ([36]).

ولذلک قال الدهلوی: " اعلم أن أصل الدین واحد اتفق علیه الأنبیاء علیهم السلام، وإنما الاختلاف فی الشرائع والمناهج "([37]).

وانطلاقاً من وحدة الأصل الدینی سارع بعض أهل الکتاب إلى الإیمان([38])، کما حکاه القرآن الکریم فی قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِینَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ ([39])، وقوله تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ ([40]).

فالیهودیة التی اعترف بها الإسلام هی التی جاء بها سیدنا موسى
- علیه السلام - دیانة توحید، تدعو إلی الإیمان بالله وبالیوم الآخر، ولا تبیح قتل النبیین، والتی توجب الإیمان بالکتب التی اشتملت على بیانها الشریعة المطهرة ، وتؤمن برسل الله أجمعین, وفیها إیمان بالله تعالى وطاعة له وعبودیة خالصة، وتنزیه للرسل عن المعاصی وعصمتهم من الخطایا.

والنصرانیة التی اعترف بها الإسلام هی التی تعتبر سیدنا عیسى-  المسیح - علیه السلام - عبدا لله ورسولا من عنده، ولیس إلهاً ولا ابن إله، کما فی قول الله تعالى على لسان علیه السلام: ﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَرَبَّکُمْ وَکُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیدًا مَا دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی کُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ ﴾ ([41]).

والنصرانیة التی اعترف بها القرآن الکریم بشرت ببعثة نبینا محمد (r) وتطالب الذین حضروا بعثته أن یؤمنوا به، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَیْنَ یَدَیَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ ... ﴾ ([42]).

تلک هی الدیانات التی نزلت من عند الله تعالى، وذکرها القرآن الکریم، تمثل الإسلام الذی أنزله الله – تعالى- قبل بعثته (r)، أما بعد بعثته (r)  فإن الإسلام یعترف بهذه الدیانات؛ لأن مصدرها واحد, وأنه ناسخ لها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ ... ﴾ ([43])؛ ولذلک جعل الله - تعالى - القرآن الکریم مهیمناً على الکتب السابقة قال تعالى : ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ الْکِتَابِ وَمُهَیْمِنًا عَلَیْهِ... ﴾ ([44]), ومعنى أن القرآن الکریم مهیمن على الکتب السماویة السابقة علیه, أی: مؤتمنا وشاهدا ورقیبا، وحاکما وقاضیا، ودالا ومصدقا([45]).

وهو بهذا حافظ لهذا الأصل؛ لأنه یبین ما طرأ علیه من انحراف وما وافقه من الکتب المتداولة فهو حق، وما خالفه وناقضه فهو باطل.

ومن ثم : فإن علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع السماویة السابقة، إما علاقة تصدیق وإقرار کلی فی صورتها الأولى، أو علاقة تصدیق فی بعض أجزائها وتصحیح لما طرأ علیها فی صورتها الحالیة([46]).

وعلى ذلک یمکن تلخیص نظرة الإسلام إلى الشرائع السماویة السابقة فی ما یلی:

1- الإسلام یؤمن بجمیع الأدیان السماویة ویؤمن بجمیع الأنبیاء والمرسلین.

2- الإسلام ناسخ لجمیع الدیانات السماویة السابقة.

3 - یطلب الإسلام من أصحاب الدیانات السماویة أن یؤمنوا به.


وعلى الرغم : من أن الإسلام ناسخ للشرائع السماویة السابقة، إلا أنه یحترم هذه الأدیان،  ودعا أتباعه إلى احترامها، والتعایش مع معتنقیها قال تعالى: ﴿ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُم مِّن ذَکَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ﴾([47]).

المطلب الثانی

علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع غیر السماویة

الشرائع غیر السماویة أو الشرائع الوضعیة هی عبارة عن مجموعة من المبادئ والقوانین العامة، وضعها بعض الناس المستنیرین لأممهم؛ لیسیروا علیها، والتی لم یستندوا فی وضعها إلى وحی سماوی، ولا إلى الأخذ عن رسول مرسل، وإنما هی جملة من التعالیم والقواعد العامة، التی اصطلحوا علیها، وساروا على منوالها، وخضعوا فیها لمعبود معین، أو معبودات متعددة([48]).

والشریعة الإسلامیة لم تعترف إلا بالأدیان السماویة لکونها من عند الله تعالى؛ فهی لا تؤمن بالدیانات الوضعیة مطلقاً, ولا تعترف بها کدین, ولو کانت تدعوا إلى مبادئ یدعوا إلیها الإسلام.

وعلى الرغم من کون الشریعة الإسلامیة لا تعترف بالدیانات الوضعیة إلا أنها دعت أصحابها إلى البحث عن الحقیقة وإعمال النظر قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ یَرْزُقُکُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِیَّاکُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِی ضَلالٍ مُّبِینٍ قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ ([49]).

وبالرغم من ذلک : فالدین الإسلامی لا یمنع المسلمین من التعایش مع أصحاب هذه الشرائع المختلفة، بل یحث علیه للتعارف بین الناس والقبائل کافة؛ لأن الدین الإسلامی لا یتوانى لحظة واحدة عن سعیه لإقامة علاقات طیبة مع غیر المسلمین لتحقیق التعاون البنّاء فی سبیل الخیر والعدل والبر والتعایش الآمن والسلام المجتمعی ونحو ذلک کما یبدو ذلک فی موضعه بإذن الله تعالى .


المبحث الثانی

الضوابط الشرعیة المنظمة لعلاقة المسلمین مع غیرهم فی البلاد الإسلامیة

إن الشریعة الإسلامیة عندما تؤصل لقضیة معینة، فإنها تقوم بتحدید معالمها وضوابطها؛ ومن أجل هذا وضع العلماء عدة ضوابط تحکم وتنظم علاقة المسلمین وتعایشهم مع غیرهم فی المجتمع واحد؛ ینبغی على المسلمین العنایة والاهتمام بها، والحدیث عن أهم هذه الضوابط ینتظم فی أربعة مطالب:

المطلب الأول : ضرورة التمییز بین الثوابت والمتغیرات من الأحکام عند الدعوة للتعایش الآمن.

المطلب الثانی : المنهج الوسطی فی التعایش الآمن بین الناس .

المطلب الثالث : استحضار المقاصد والمآلات عند التعایش الآمن

المطلب الرابع : ضرورة التکامل بین مظاهر وصور التعایش الآمن ووسائله .

المطلب الأول

ضرورة التمییز بین الثوابت والمتغیرات من الأحکام

عند الدعوة للتعایش الآمن

إن أحکام الإسلام  تنتظم أحکاماً ثابتة غیر قابلة للتغیر والتطور والتبدل والتحول بتغیر الأزمنة والأمکنة والأحوال والأوضاع، وتستمد هذه الأحکام ثباتها من کونها صیغت فی نصوص قطعیة فی ثبوتها ودلالتها، تسمو على المراجعة والتعددیة، وتعد هذه الأحکام محل إجماع واتفاق بین علماء المسلمین من لدن النبی(r)إلى یوم القیامة، وبمقابل هذه الأحکام الثابتة القاطعة لدابر کل خلاف معتبر، أحکام متغیرة بتغیر الأزمنة والأمکنة والأحوال والأوضاع، وذلک لکونها أحکاماً مصوغة فی نصوص ظنیة فی الدلالة والثبوت معاً أو فی الدلالة دون الثبوت أو فی الثبوت دون الدلالة، ولأن الظن یخالط هذه الأحکام إما فی ثبوتها أو فی دلالتها، لذلک فإنها کانت وستظل میداناً فسیحاً للتعددیة والاختلاف .

إن إدراک الفروق الثانویة بین هذین النوعین من الأحکام الشرعیة عند الدعوة للتعایش السلمی مع الغیر، یقتضی أن لا یخلط المرء بین هذین النوعین، وألا یساوی بینهما، فالثوابت ینبغی أن تبقى ثوابت لا تخضع للمساومة أو التنازل أو التحول([50]).

وأما المتغیرات ، فإن للمرء أن یعید النظر فیها فی ضوء ما یستجد فی واقعه وزمانه ومکانه من أوضاع فکریة أو اجتماعیة أو سیاسیة أو ثقافیة، وذلک بغیة ترجیح ما یتناسب مع زمانه ومکانه وواقعه.

إن حسن نیة الجمیع تکفل التعایش الآمن مع الآخر وتفتح المجال رحباً فسیحاً للاختیار والترجیح بین مختلف الاجتهادات العقدیة والفقهیة، حیث یتبرأ من کل اجتهاد عقدی أو فقهی یعمق الفجوة والجفوة بینه وبین الآخر، ویأخذ بالاجتهادات التی تمکن من التفاعل الإیجابی والتعاون البناء مع الآخر. ومن ثم، فلا بد من مراجعة دقیقة وراشدة لجزء کبیر من الأفکار والاجتهادات العقدیة والفقهیة التی نسجت إزاء العدید من المسائل والقضایا المتعلقة بالآخر، وخاصة تلک الاجتهادات التی تتخذ من الصراع أساساً، وترى أن الحرب هی الأساس فی العلاقة بین المسلم والآخر، والحال أن السلم کل السلم هو الأساس المتین الذی تقوم علیه علاقة المسلم بغیره من بنی جنسه ولو کانوا على غیر دینه([51]).

المطلب الثانی

المنهج الوسطی فی التعایش الآمن بین الناس

إن التعایش الآمن المنشود مع الآخر یشمل الجانب الفکری والاجتماعی والسیاسی والاقتصادی والثقافی، وعلیه : فإن تحقق هذا المقصد الأسمى یتوقف توقفاً کلیاً على الالتزام بالمنهج الوسطی الإسلامی فکراً وسلوکاً، وممارسة وتطبیقاً .

ومقتضى الالتزام بهذا المبدأ الأصیل فی الإسلام، یجب على المسلم أن یتجنب فی تعایشه مع الآخرین التشدد والغلو بجمیع أشکاله وصوره؛ لأنه یحول دون أی تفاعل إیجابی بین الشعوب والأمم .

وبناءً على هذا : فإن ما نراه الیوم من غلبة الغلو والجفاء على الخطاب الدعوی الدینی من جمیع الأطراف، یحث على عدم تعایش الناس بعضهم مع بعض تعایشا آمناً، ولا شک أن هذا یرجع إلى غیاب المنهج الوسطی المعتدل، المتمثل فی الکف عن تلک الدعوات والنداءات، حیث إن الوسطیة تعصم المجتمع من الانهیار والانحلال([52]).

وأما الغلو فهو اعتداءً صارخ على الفطرة التی فطر الله - تعالى - الناس علیها، ویفضی بصاحبه والمجتمع إلى التفکک والانهیار المادی السریع والزوال المعنویِ الأکید، وکذلک الحال فی الجفاء والجور والظلم، فإنه یدمر الذات ویقضی على جمیع سبل التعاون والتکامل والتکافل والتفاعل بین الناس.

وبطبیعة الحال فإن النصوص الشرعیة تلزم المسلم أن یتمثل الوسطیة والاعتدال فی جمیع أفکاره، وتصرفاته وعلاقاته ومعاملاته مع الآخرین من غیر المسلمین تطبیقا للوسطیة التی دعا إلیها دیننا الحنیف، حیث قال تعالى:
﴿ وَکَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً ...([53]).

ومن ثم : فإن الوسطیة التی یدعو إلیها الإسلام تعد موقفاً عقدیاً ناضجاً متوازناً یقوم على الإیجابیة والتبصر الواعی بالسنن والنوامیس الکونیة، کما تعد انطلاقاً واثقاً من استراتیجیة عمل متکامل، ورؤیة منهجیة موضوعیة نافذة لموقع الإنسان المؤمن فی الکون والعالم، ونظرة موضوعیة رشیدة إلى الوجود والحیاة، وهذه الوسطیة تعد فی محصلتها قدرة فذة على التزام التوازن والانضباط وعدم الجنوح صوب الیمین أو الشمال أو الشرق أو الغرب عند التعامل مع الآخر([54]).

المطلب الثالث

استحضار المقاصد والمآلات عند التعایش الآمن

لیس من ریب فی أن للشرع فی جمیع تشریعاته وأحکامه المتعلقة بالآخر- غیر المسلم - مقاصد عامة وخاصة، کما أن لتلک المقاصد وسائل وطرائق موصلة إلیها، وتمثـل المقاصد العامة من تلک الأحکام، مجموع المعانی الجلیلة للشرع الکریم فی سائر أحکامه وتشریعاته المتصلة بالآخر، فمن المعانی العامة، الاعتراف بکینونة ووجود الآخر- غیر المسلم - والإحسان إلیه، ومعاملته ومجادلته بالحسنى، وإکرام إنسانیته، والابتعاد عن إیذائه والاعتداء على نفسه وعرضه وماله، وسوى ذلک، فهذه المعانی ملحوظة فی الأحکام الشرعیة المختصة فی تنظیم شؤون غیر المسلمین، وقد سبق أن أوردنا بعضاً من الآیات الکریمات التی تؤصل لهذه المعانی، وذلک عند الحدیث عن أسس التعایش السلمی([55]).

وبناء على هذا :  فإن تحقیق التعایش المنشود مع الآخر یتوقف على ضرورة الانطلاق من هذه المعانی المعبِرة عن مقاصد الشرع من أحکامه، فعلى المسلم - فرداً ومجتمعاً - استحضار هذه المعانی وتمثلها عند التعایش مع الآخرین، کما أن علیه اتخاذ هذه المعانی  معاییر وأسساً للاختیار والترجیح بین مختلف الاجتهادات العقدیة والفقهیة المتعلقة بغیر المسلمین.

إن استحضار المقاصد وتفعیلها عند التعایش مع الآخر لا تمام له ما لم یتم ربط ذلک بالاعتداد الرشید بالمآلات المعتبرة عند التعامل مع مختلف المسائل المتعلقة بالآخر، فالمآلات تمثـل الضمانات التی یتم من خلالها التأکد من تحقیق مقاصد الشرع، وبالتالی فإن استحضارها جنباً إلى جنب مع المقاصد أمر لا مناص منه تحقیقاً لتعایش منشود أمین ([56]).


المطلب الرابع

ضرورة التکامل بین مظاهر وصور التعایش الآمن ووسائله

تقدم : أن التعایش الآمن المنشود مع الآخرین له عدة مظاهر متعددة، فثمة تعایش اجتماعی، وسیاسی، واقتصادی، وفکری وثقافی، ولکل واحدة من هذه المظاهر وسائل یتوقف على حسن توظیفها تحقیق المقصد الأسمى من التعایش الآمن .

واعتباراً بتلک الصلة العمیقة والعلاقة القویمة بین مظاهر وصور التعایش الآمن، بل انطلاقاً من التداخل الجلیِ والترابط القویِ بین تلک الصور، فإنه من المتعذر أن یتحقق المقصد الأجل من التعایش ما لم یکن هناک تطبیق لجمیع صوره، وما لم تکن هنالک استفادة قصوى من مختلف الوسائل التی تفضی إلى تحقیق التعایش الآمن بین البشر فی العصر الراهن.

ومن هنا فإن الحاجة الیوم تدعو إلى ضرورة توظیف کافة الوسائل الممکنة التی تؤدی إلى تحقیق تعایش آمن رشید رصین مع غیر المسلمین، ولیس من المقبول الانکفاء عند وسیلة بعینها، بل لا بد من تکثیف الاستفادة والتوظیف للوسائل المختلفة، فالحوار، والزواج، والتبادلات المالیة، والعلاقات السیاسیة، والتبادلات الثقافیة والتربویة، والبرامج العلمیة، کل هذه تعد وسائل لا بدَ من توظیفها مجتمعة من أجل تحقیق مختلف صور ومظاهر التعایش الآمن مع غیر المسلمین([57]).

المبحث الثالث

موقف  الشریعة الإسلامیة من غیر المسلمین ونظرتها من التعایش السلمی وقبول الآخر

مما لا شک فیه أن الإسلام دین یقوم على الاعتراف الإیجابی بالآخر وبکرامته باعتباره إنساناً بغض النظر عن عرقه أو لونه أو عقیدته أو لغته قال تعالى :  ﴿ وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِی آَدَم.... ﴾ ([58]).

ولم تعرف البشریة دیناً یعترف بکرامة البشر جمیعاً کالإسلام قال
تعالى:
﴿ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا... ([59])

ومن سنن الله عز وجل الکونیة أنه خلق الناس مختلفین فی الأعراق والألوان والأفکار، وهذا الاختلاف من إرادة الله تعالى ومشیئته؛ لیکمل کل منهم نقص الآخر، ولا یُعلم العدل إلا بعد تجرع مرارة الظلم، ولا یُرى نور الإسلام إلا بعد التخبط فی ظلمات الکف، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ... ([60])وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آَیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَأَلْوَانِکُمْ ... ([61]).

والحدیث عن دعوة الشریعة الإسلامیة للتعایش الآمن، وتحقیق السلام المجتمعی، وقبول الآخر. والحدیث عن موقف المسلمین من التعایش مع غیر المسلمین یترکز فی مطلبین:

المطلب الأول: التوصیف الفقهی للعلاقة بین المسلمین وغیرهم

المطلب الثانی: الأدلة على علاقة المسلمین بغیرهم والتعایش السلمی وقبول الآخر .

المطلب الأول

التوصیف الفقهی للعلاقة بین المسلمین وغیرهم

مما لا شک فیه أن تفعیل ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعایش الآمن البناء بین المسلمین وغیرهم مرتبط بأصل العلاقة بین المجتمع الإسلامی وغیره من المخالفین له، هل الأصل فیها السلم أو الحرب؟

لا شک أن مسألةتحدیدأساسالعلاقةبینالمسلمینوغیرهم من أصحاب الدیانات المختلفة، منالمسائلالتی کثرحولهاالجدلوالنقاش  قدیماوحدیثا، بلبینالفقهاءالقدامى والباحثینمنالفقهاءالمعاصرین، وهذا الجدل ینحسم فی بیان الأصل فی علاقة المسلمین بغیرهم، هل هو السلم أم الحرب؟

أقول : إذا نظرنا إلى حدیث العلماء عن أصل العلاقة بین المسلمین وغیرهم من المخالفین لهم فی عقیدتهم نجد أن الأصل فیالعلاقةبینالمسلمینوغیرهمهو السلموالتعاون، وأنالحربأمر طارئعلىالبشریة، لایُلجأإلیهإلاللدفاععنالمسلمینحینمایکونهناکاعتداء علیهم، أوإیذاءأوظلملهم، أوفتنةلهمعندینهم، فإنه متىکانالمخالفون للمسلمین فی العقیدةمسالمین تارکینالدعوةالإسلامیةوشأنها، فإنهلایحلقتالهملمجردالمخالفةفیالدینأولمجرد الغلبة؛ لأن الجهادشرعلحمایةالمسلمینودیارهمودعوتهم، وإلافالسلمهوالأصلفیالعلاقاتبینالناسوهذامفهوممن الآیات والأحادیث الکثیرة،ومن روح التشریع الإسلامی ومقاصده النبیلة .


وممن ذهب إلى هذا الاتجاه : سفیان الثوری، والأوزاعی، وابن تیمیة، وبه قال بعض الفقهاء المحدثین مثل : الشیخ : محمد رشید رضا, والشیخ : محمود شلتوت, والشیخ : محمد أبو زهرة, والشیخ :عبد الوهاب خلاف,
والشیخ : السید سابق, والدکتور : محمد على سلیم الهواری
وغیرهم کثیر([62]).

وتأسیسا على هذا الاتجاه : یکون السلم هو القاعدة العامة، والحرب أمر استثنائی یضطر إلیها المسلمون إن اعتدی علیهم أو على مقدساتهم، والناس تبعاً لهذا الأصل مسالمون تنشأ بینهم العلاقات التجاریة والتعاون المشترک، بغض الطرف عن عقیدتهم، وإن لم یکن بینهم عهود ومواثیق([63]).


المطلب الثانی

الأدلة على علاقة المسلمین بغیرهم والتعایش السلمی وقبول الآخر

تضافرت الأدلة من القرآن الکریم والسنة النبویة والإجماع على الحث على التعایش السلمی مع الناس کافة، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدین. ومنها:

أولا : من القرآن الکریم:

وردت أحادیث کثیرة تدل على أن علاقة المسلمین بغیرهم الأصل فیها السلم لا الحرب، منها :

قول الله تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ ([64]).

وسبب نزول هذه الآیة الکریمة([65]): ما أخرجه البخاری ومسلم وغیرهما عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَیَّ أُمِّی وَهِیَ مُشْرِکَةٌ فِی عَهْدِ قُرَیْشٍ، إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ (r) وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِیهَا، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ (r)، فَقَالَتْ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّی قَدِمَتْ عَلَیَّ وَهِیَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِیهَا»([66]). فأنزل الله سبحانه فیها: ﴿لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ... ﴾. وقال الحسن وأبو صالح: نزلت الآیة فی خزاعة، وبنی الحارث بن کعب، وکنانة، ومزینة، وقبائل من العرب کانوا صالحوا رسول الله (r) على ألا یقاتلوه ولا یعینوا علیه([67]).

هذا المبدأ الأخلاقی الذی جاء به القرآن الکریم هو الذی أرشد عمر بن الخطاب إلى جعل رجال دواوینه من الروم، وجرى الخلیفتان الآخران وملوک بنی أمیة من بعده على ذلک إلى أن نقل الدواوین عبد الملک بن مروان من الرومیة إلى العربیة. وبهذه السیرة وذلک الإرشاد عمل العباسیون وغیرهم من ملوک المسلمین فی نوط أعمال الدولة بالیهود والنصارى والصابئین([68]).

والإصلاح الاجتماعی الإنسانی والسیاسی الذی یتحقق بالوحدات الثمان: وحدة الأمة، وحدة الجنس البشری، وحدة الدین، وحدة التشریع بالمساواة فی العدل، وحدة الأخوة الروحیة والمساواة فی التعبد، وحدة الجنسیة السیاسیة الدولیة، وحدة القضاء، وحدة اللغة.

جاء الإسلام والبشر أجناس متفرقون، یتعادون فی الأنساب والألوان واللغات والأوطان والأدیان، والمذاهب والمشارب، والشعوب والقبائل، والحکومات والسیاسات، یقاتل کل فریق منهم مخالفه فی شیء من هذه الروابط البشریة وإن وافقه فی البعض الآخر، فصاح الإسلام بهم صیحة واحدة دعاهم بها إلى الوحدة الإنسانیة الجامعة وفرضها علیهم، ونهاهم عن التفرق والتعادی وحرمه علیهم([69]).

قول الله تعالى: ﴿ یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا کَثِیرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَیْکُمْ رَقِیبًا﴾([70])

قول الله تعالى : ﴿ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ([71]).

خلق الله الناس بحسب فطرتهم متماثلین، وکذلک ولدتهم أمهاتهم أحراراً متکافئین، ولکن دخولهم فی ملاحم الحیاة الاجتماعیة ینزع عنهم لباس التماثل والتساوی، ویرفع بعضهم فوق بعض درجات، وقد جمعت هذه الآیة الأطوار الثلاثة قوله تعالى: فقوله تعالى : ﴿ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى... ﴾ رمز إلى فطرتهم الأولى، وقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ... ﴾ إیماء إلى نشأتهم وعلاقاتهم الاجتماعیة، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ ﴾ وهذا تلویح إلى طور التمایز والتفاضل، وإیذان منه تعالى بالوسیلة التی نبتغیها إلى مقام الکرامة عنده، وهی التقوى([72]).

فأصل الإنسان آدم وحواء علیهما السلام، لذا فالرحم الإنسانیة ثابتة بین الناس کافة، وقطعها یکون من حیل الشیطان، ومِن أسباب قطعها أن یتحکم القویُّ فی الضعیف، وأن ینظر إلى الناس على أنهم طبقات منهم غنی ومنهم فقیر، وأن یکون لکلٍّ قانون ونظام، وأن تختلف المعاملة، وأن تتنافر الشعوب، ولا تتضافر ولا تتعارف وینقطع التعاون بین الناس، فلا یکون التعاون على البر والتقوى، ویحل محله التعاون على الإثم والعدوان، وفی کل ما یکون فیه قطع للعلاقات الإنسانیة، یکون قطعا لما أمر الله تعالى به أن یوصل. ووصل ما أمر الله به أن یوصل هو اتباع أوامره تعالى واجتناب نواهیه، فهی کلها لربط الناس بعضهم ببعض، بالمودة والعمل الصالح، وبسیادة الفضیلة والبعد عن الرذیلة، وإذا کانت ثمة حروب فإنها لدفع أذى المفسدین، واعتداء المعتدین([73]).

وقول الله تعالى: ﴿ قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى کَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِکَ بِهِ شَیْئًا وَلَا یَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ ([74]).

وقول الله تعالى: ﴿ لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ فَمَنْ یَکْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَیُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ﴾ ([75]) .

وقوله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْیَکْفُرْ ... ﴾ ([76]) .

وجه الدلالة : هذه الأدلة من القرآن الکریم قطعیة الثبوت والدلالة، على أن الأصل فی علاقة المسلمین بغیرهم أنها علاقة سلام لا حرب، وأن الکفر لیس سببا لشن الحرب على الکفار من أهل الکتاب أو غیرهم إلا إذا ترتب علیه اعتداء على المسلمین ومقدساتهم، فالواجب على المسلمین الکف عنهم وترکهم وما یدینون بعد تبلیغهم الدعوة وعقد الصلح معهم([77]).

وحریة الاعتقاد فی الدنیا مکفولة للجمیع، أما فی الآخرة فلا یستوی من آمن بالله ومن کفر به([78]).

والشریعة الإسلامیة تسوی بین المسلمین والذمیین فی تطبیق نصوص الشریعة فی کل ما کانوا فیه متساوین، أما ما یختلفون فیه فلا تسوی بینهم فیه؛ لأن المساواة فی هذه الحالة تؤدی إلى ظلم الذمیین، ولا یختلف الذمیون عن المسلمین إلا فیما یتعلق بالعقیدة، ولذلک کان کل ما یتصل بالعقیدة لا مساواة فیه، والواقع أنه إذا کانت المساواة بین المتساوین عدل خالص فإن المساواة بین المتخالفین ظلم واضح، ولا یمکن أن یعتبر هذا استثناء من قاعدة المساواة، بل هو تأکید للمساواة، إذ المساواة لم یقصد بها إلا تحقیق العدالة، ولا یمکن أن تتحقق العدالة إذا سوى بین المسلمین والذمیین فیما یتصل بالعقیدة الدینیة؛ لأن معنى ذلک هو حمل المسلمین على ما یتفق مع عقیدتهم، وحمل الذمیین على ما یختلف مع عقیدتهم، ومعناه أیضاً عدم التعرض للمسلمین فیما یعتقدون، والتعرض للذمیین فیما یعتقدون وإکراههم على غیر ما یدینون، ومعناه أخیراً الخروج على قواعد الشریعة العامة التی تقضی بترک الذمیین وما یدینون، والخروج على نص القرآن الصریح ([79]) .

بل لم یقف الإسلام عند مبدأ التعایش مع غیر المسلمین، بل أمر بالعفو والصفح عنهم، ومن ذلک:([80])

قول الله تعالى: ﴿ وَدَّ کَثِیرٌ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَوْ یَرُدُّونَکُمْ مِنْ بَعْدِ إِیمَانِکُمْ کُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ ﴾ ([81]) .

وقوله تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوَالِکُمْ وَأَنْفُسِکُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَمِنَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا أَذًى کَثِیرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور  ﴾  ([82])

وقوله تعالى: ﴿ وَقِیلِهِ یَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا یُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ  ﴾ ([83])

وقوله تعالى : ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِینَ ﴾ ([84]).

ولم یکتف الإسلام بالتعایش السلمی مع غیر المسلمین والعفو عنهم، بل وأمر بالإحسان إلیهم، حیث تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ فَأَجِرْهُ حَتَّى یَسْمَعَ کَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا یَعْلَمُونَ ﴾  ([85]).

والعفو والصفح مرتبة راقیة وسامیة فی التعامل الأخلاقی بین الناس، وأرقى منها وأسمى مرتبة الإحسان، فأی دین هذا الذی یأمر بالعفو والصفح عن غیر المسلمین وإن وقع منهم آذى تجاه المسلم، بل وبالإحسان إلیهم ؟!!

والخلاصة : إن الإسلام لا یتوانى لحظة واحدة عن سعیه لإقامة علاقات طیبة مع غیر المسلمین لتحقیق التعاون البناء فی سبیل الخیر والعدل والبر والأمن وحمایة الحرمات ونحو ذلک([86]).

وهذه النصوص وغیرها کثیر، لخیر دلیل على أن الإسلام هو دین السلام والتعایش مع الآخر، فأی دین ذلک الذی یـأمر بالعفو والصفح عمن یخالفه فی العقیدة، بل ویأمر أتباعه بالإحسان إلیهم، ولا یوجد ذلک فی أی شریعة من الشرائع القائمة الآن، بل المشاهد أن أنصار الأدیان الأخرى، ینکلون بالمسلمین ویتهمونهم بالإرهاب، والواقع یشهد حروب الإبادة العرقیة فی البوسنة والهرسک، والحروب الاستعماریة، والحرب العالمیة الأولى والثانیة، حیث لم تکن دول الإسلام طرفا فیها.

یتبین لنا من خلال النصوص التی سقناها من القرآن الکریم، والسنة النبویة المطهرة، وآثار الصحابة والتابعین، أن علاقة المسلمین بغیرهم علاقة تعایش لا تناحر، وعلاقة سلم لا حرب، وأما من قال بعکس ذلک فهو لم یفهم حقیقة الإسلام، وغاب عنه أنه دین السلام، وأما الدفاع عن الدین، ومقدساته فلا یتعارض مع السلام([87]).

ثانیا : الأحادیث النبویة :

وردت أحادیث کثیرة تدل على أن الأصل فی علاقة المسلمین بغیرهم التعایش السلمی ومنها :

ما روی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِیِّ (r)  قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ یَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِیحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَرْبَعِینَ عَامًا»([88])

وما روی عَنْ وَاثِلَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (r) : «مَنْ قَذَفَ ذِمِّیًّا حُدَّ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِسِیاطٍ مِنْ نَارٍ» فَقُلْتُ لِمَکْحُولٍ مَا أَشَدُّ مَا یُقَالُ قَالَ: یُقَالُ لَهُ: «یَا ابْنَ الْکَافِرِ» ([89]) .

روى عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِی لَیْلَى، قَالَ: کَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ، وَقَیْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَیْنِ بِالقَادِسِیَّةِ، فَمَرُّوا عَلَیْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِیلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَیْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقَالاَ: إِنَّ النَّبِیَّ (r) مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِیلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ یَهُودِیٍّ، فَقَالَ: «أَلَیْسَتْ نَفْسًا»([90])

وما روی عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَیَّ أُمِّی وَهِیَ مُشْرِکَةٌ فِی عَهْدِ قُرَیْشٍ، إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ (r) وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِیهَا، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ (r)، فَقَالَتْ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّی قَدِمَتْ عَلَیَّ وَهِیَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِیهَا»([91]).

وجه الدلالة : أن النبی (r) أجاز البر لأسماء - رضى الله عنها – أن تصل أمها وهی مشرکة ([92]).

الإجماع : أجمع أهل العلم على أن الذمی - إذا أقام على ما عوهد علیه -، والمستأمن لا یجوز نقض عهده، ولا إکراهه على ما لم یلتزمه([93]).


المبحث الرابع

مجالات التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم

إن الدین الإسلامی دین یسر، وسماحة، ورفع للحرج والمشقة والإصر والأغلال، وهذه میزة للإسلام خاصة لا یشارکه فیها دین آخر؛ مما یدل على عالمیته وخلوده، وهو ما یجعله صالحا لکل زمان، وقد کانت الأمم السابقة ’تکلف بتکالیف عسیرة وفرضت علیها فرائض شدیدة وربما یحظر علیها بعض المباحات والطیبات؛ نظرا لعناد بعض هذه الأمم وکثرة سؤالها؛ لهذا جازاهم الله – تعالى – بالأحکام العسیرة، حیث قال تعالى : ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَیْهِمْ طَیِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ کَثِیراً ﴾ ([94]).

أما أمة الإسلام – الأمة المحمدیة الوسط -  فقد سمعت وأطاعت لنداء ربها واستجابت لکل ما طلب منها، فخفف الله – تعالى – عنها، ووضع عنها الآصار والأغلال التی کانت على الأمم السابقة؛ ولهذا فالمسلم یلجأ دائما إلى ربه قائلا : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا )([95]).

فقد شمل الإسلام بسماحته ورفقه ورحمته جمیع الناس بما فیهم غیر المسلمین حیث تسامح معهم فی کثیر من القضایا والأحکام([96])، حیث جعل الإسلام فی مقدمة مقاصده تحقیق العدل والمساواة بین الناس، وإشاعة روح المحبة والتسامح والتعایش بین أبناء المجتمع من أجل بناء أمة قویة تستطیع أن تحقق لأبنائها کل ما یأملون، ومن ثم : فإن الحدیث عن بعض هذه المظاهر والصور التی تؤکد وتبرز سماحة الدین الإسلامی وشریعته السمحة ودعوتها للتعایش الآمن وقبول الآخر ینتظم فی المطالب التالیة :

المطلب الأول : التعایش الدینی

المطلب الثانی : التعایش الاجتماعی

المطلب الثالث : التعایش الاقتصادی

المطلب الرابع : التعایش الثقافی

المطلب الخامس: التعایش السیاسی

المطلب الأول

التعایش الدینی

التعایش الدینی بین المسلم وغیره ینبنی على مبدأ عظیم وهو الحریة والتسامح الذی یعترف بحقوق وحریة الآخر فی اعتقاد الدین الذی یراه، وهذا ما قرره القرآن الکریم، حیث قال الله تعالى : ﴿ لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ ... ﴾ ([97])، وقوله تعالى: ﴿ لَکُمْ دِینُکُمْ وَلِیَ دِینِ﴾ ([98]).

وفی قصة إسلام الطفیل بن عمرو خیر دلیل على أن الإسلام لم ینتشر بالسیف، وأن الإکراه على الإسلام لیس هو السبیل إلى الدخول الصحیح فی الإسلام. فعندما عرض الإسلام على قبیلته فأبت، فأراد أن یحملهم على الإسلام، فأبى النبی (r)، فرجع إلى النبی (r) فأخبره بذلک فَقَالَ:" إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَکَتْ عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَیْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ»([99]).

فکان الرسول (r) یحب دخول الناس فى الإسلام، وکان لا یعجل بالدعاء علیهم ما دام یطمع فی إجابتهم إلى الإسلام، بل کان یدعو لمن کان یرجو منه الإنابة، ومن آذاه دعا علیه کصنادید قریش؛ لکثرة أذاهم وعداوتهم، فأجیبت دعوته فیهم، فقتلوا ببدر، کما أسلم کثیر ممن دعا لهم بالهدایة ([100]).

وقد نقل ابن قدامة إجماع أهل العلم على أن الذمی - إذا أقام على ما عوهد علیه - والمستأمن لا یجوز نقض عهده، ولا إکراهه على ما لم یلتزمه([101]).

وفی هذه الآیات تصریح وتأکید على الحث على التعایش السلمی، والأمن المجتمعی بین الناس أجمعین، وتلمیح إلى أن الدین لله تعالى، وهو الذی یحاسب البشر علیه یوم القیامة، وأن  الوطن ومسئولیة إصلاح الأرض، وعدم الإفساد فیها مهمة من یعیشون على أرضه، مسلمین وغیر مسلمین([102]).

ولن یتحقق الأمن والأمان والسلم إلا إذا ابتعد الناس عن الظلم: ظلم النفس بالبعد عن الدین الحق، وظلم الآخرین بالتعدی علیهم وأکل أموالهم بالباطل، قال تعالى: ﴿ الَّذِینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبِسُوا إِیمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ ([103]).

والحدیث عن التعایش الدینی یتمحور فی فروعین :

الفرع الأول : مبدأ حریة العقیدة وعدم إجبار غیر المسلم على اعتناق الدین الإسلامی .

الفرع الثانی: إطعام أهل الذمة من الأضحیة والکفارات، وإعطاؤهم من الزکوات .

الفرع الأول : مبدأ حریة العقیدة وعدم إجبار غیر المسلم على اعتناق الدین الإسلامی

تتمثل حریة العقیدة فی عدم الإکراه فی الدین والسماح لغیر المسلمین بمزاولة شعائرهم الدینیة، فمن أهم صور التسامح الدین الإسلامی مع المخالفین له فی العقیدة، أنه لا یجبرهم على الدخول فیه، بل یترک لهم حریة الاختیار، حیث قال الله تعالى:﴿ لا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ ... ﴾([104]).

وقال تعالى:﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَآَمَنَ مَنْ فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعًا أَفَأَنْتَ تُکْرِهُ النَّاسَ حَتَّى یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ... ([105]).

وقال تعالى : ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْیَکْفُرْ ... ﴾ ([106]).

فحریة الاعتقاد حق مکفول للناس جمیعاً، وعلیه فمن حق غیر المسلم البقاء على دینه وعقیدته،

فلا یجوز لمسلم أن یجبر أحداً أو یکرهه على الدخول فی الإسلام باتفاق العلماء - من المفسرین والفقهاء -؛ لأن الدین الإسلامی دین بین واضح فی دلائله وبراهینه فلا یحتاج إلى أن یکره أحداً على الدخول فیه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصیرته دخل فیه على بینة من أمره ([107]).

فالدین الإسلامی الذی کفل للمخالفین حریة الاعتقاد، کفل لهم الحریة فی ممارسة شعائرهم الدینیة، والاحتفال بأعیادهم، وفق ما یعتقدون، وقد قرر الإسلام لأهل الکتاب – الیهود والنصارى - الذین یعیشون تحت سلطانه هذه الحریة.

فقد روى أبو عبید بسنده عن عبد الله بن عوف قال: سألت الحسن
عن نیران المجوس، لم ترکت ؟ قال : على ذلک صولحوا
([108]).وقد أورد
ابن إسحاق أن وفد نجران من النصارى لما قدموا على رسول الله 
(r) المدینة، فدخلوا علیه مسجده حین صلى العصر علیهم ثیاب الحِبَرَاتِ([109]) جبب([110])
وأردیة([111])فی جمال رجال بنی الحارث بن کعب، قال یقول بعض من رآهم من أصحاب النبی (r) یومئذ : ما رأینا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم، فقاموا فی مسجد رسول الله (r) یصلون، فقال رسول الله (r) : دعوهم، فصلوا إلى المشرق([112]).

وقد ذکر ابن القیم القصة وعقب علیها بقوله: ( ففیها جواز دخول أهل الکتاب مساجد المسلمین وفیها تمکین أهل الکتاب من صلاتهم بحضرة المسلمین وفی مساجدهم أیضا، إذا کان ذلک عارضا ولا یمکنون من اعتیاد ذلک ) ([113]).

ولا شک أن من حق غیر المسلم أن یمارس شعائره الدینیة فی البلاد الإسلامیة، فی أماکنهم الخاصة بهم، کالمعابد، والکنائس، ویجب علیهم اجتناب ما فیه ضرر على المسلمین، وعدم فتنة المسلمین فی دینهم، أو صدهم عنه، أو دعوتهم إلى الدخول فی دینهم، والتزامهم بعدم الطعن فی کتاب الله –تعالى- وکذلک سنة نبینا محمد (r) وعدم القدح والذم فی دیننا الحنیف أو المقدسات الإسلامیة، إلى غیر ذلک من المنکرات والمخالفات التی تعصف بالأمن والتعایش السلمی بین الناس([114]).

الفرع الثانی: إطعام أهل الذمة من الأضحیة والکفارات، وإعطاؤهم من الزکوات

ذکر الإمام أبو حنیفة: أنه یجوز دفع ما سوى الزکاة إلى الذمی، واجبا کان أو تطوعا، کصدقة الفطر والکفارات والمنذور؛ لقوله تعالى: ﴿ لا ینهاکم الله عن الذین لم یقاتلوکم فی الدین... ﴾ ([115]).

وخص دفع الزکاة  بالمسلمین بحدیث معاذ([116])، وفیه خلاف أبی یوسف، ولا یرد علیه العشر؛ لأن مصرفه مصرف الزکاة - کما قدمناه- فلا یدفع إلى ذمی، والصرف فی الکل إلى فقراء المسلمین أحب، وقید بالذمی؛ لأن جمیع الصدقات فرضا کانت أو واجبة، أو تطوعا، لا تجوز للحربی اتفاقا، کما فی غایة البیان لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ([117])قال أبو جعفر: ویجزیه فی ذلک إطعام أهل الذمة، وإطعام المسلمین أفضل، وأطلقه فشمل المستأمن([118]) .

وروی عن أبی یوسف: أن کل صدقة واجبة، لا یجوز أن یُعطى منها أهل الذمة، إلا أنه أجاز أن یُعطى الذمی من الصدقة إذا سأل الناس وقال: لله علی صدقة: فیعطى استحسانًا.

فأما وجه قول أبی حنیفة: قول الله تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ﴾ ([119]).

وقوله تعالى: ﴿ ... فَکَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاکِینَ... ﴾ ([120]).

وهذا عام فی کل مسکین – مسلم أو غیره - إلا ما قام دلیل على خلافه([121]).

وما رُوی أنَّ الناس تجنَّبوا الصدقة إلا على أهل دینهم، فأنزل الله تعالى
﴿ لَیْسَ عَلَیْکَ هُدَاهُمْ وَلَکِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَنْ یَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَیْرٍ
فَلِأَنْفُسِکُمْ... ﴾ ([122])، فقال النبی (r): "تصدقوا على أهل الأدیان".([123]).

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَیَّ أُمِّی وَهِیَ مُشْرِکَةٌ فِی عَهْدِ قُرَیْشٍ، إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ (r) وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِیهَا، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ (r)، فَقَالَتْ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّی قَدِمَتْ عَلَیَّ وَهِیَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِیهَا»([124]) فأنزل الله سبحانه فیها: ﴿لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ... ﴾([125]).

وجه الدلالة : أن هذا یقتضی جواز دفع جمیع الصدقات إلیهم؛ لأنها من البر والقسط، ودلت بمفهومها أیضا على جواز البر إلى المشرکین ([126]).

وذکر القرافی من المالکیة : أن إطعام الذمی مکروه عند ابن القاسم، وخفف ابن وهب فی إطعام الذمی من الأضحیة، وقال : إنما النهی فی المجوس، وخفف مالک فی إطعام جیرانه الکتابیین من الأضحیة، وکره ابن القاسم إلا لمن فی عیاله منهم، فإن أطعم أبویه أو من ذکر معهم، فعلى أصل ابن القاسم علیه البدل، ویجری فیه الخلاف، فی قدر ما أطعم لحما أو طعاما، فإن کان الأکل بغیر اذنه فإنما علیه قدر ذلک لأنه لم یتعد حتى یقدر سقوط إراقة الدم فی ذلک البعض إنما وصلت إلیه منفعة ذلک البعض ولو لم یکن الأکل فی عیاله لم یلزمه شیء([127]).


وروی عن مالک أنه قال: غیرهم أحب إلینا. وکره مالک واللیث إعطاء النصرانی جلد الأضحیة([128]) .

حکى النووی الإجماع عن ابن المنذر وقال: أجمعت الأمة على جواز إطعام فقراء المسلمین من الأضحیة، واختلفوا فی إطعام فقراء أهل الذمة فرخص فیه الحسن البصری وأبو حنیفة وأبو ثور([129]).

وأما الشافعیة، فقال النووی: لم أر لأصحابنا کلاما فیه ومقتضى المذهب أنه یجوز إطعامهم من أضحیة التطوع دون الواجبة، ولنا أنه طعام له أکله فجاز إطعامه للذمی، کسائر طعامه، ولأنه صدقة تطوع، فجاز إطعامها الذمی والأسیر، کسائر صدقة التطوع. فأما الصدقة الواجبة منها، فلا یجزئ دفعها إلى کافر لأنها صدقة واجبة، فأشبهت الزکاة، وکفارة الیمین ([130]) .

وقال الشافعی: ولا یطعم منها أحدا على غیر دین الإسلام، وبهذا قال الحسن، وأبو ثور، وأصحاب الرأی([131]).


المطلب الثانی

التعایش الاجتماعی

هذا النوع من التعایش له أثر کبیر فی تقویة أواصر العلاقة بین المسلمین وغیرهم, وهو یحد من تطرف الصراعات العرقیة، ویکسر من شوکة التعصب الدینی، ویزیل الحواجز النفسیة بین طبقات المجتمع المختلفة، وینمی الشعور بالأخوة الإنسانیة، ویقضی على الحقد والضغینة، ویشیع المحبة والتعاون بین الناس، ویقوی العلاقات بین الأفراد فی المجتمع، فبالوحدة والتعاون تتوصل الدولة المسلمة إلى نهضة حیویة شاملة فی جمیع مرافق الحیاة وتصبح عزیزة الجانب .

ولقد شبه النبی (r) أبناء المجتمع الواحد برکاب سفینة واحدة حیث قال (r) :( مثل القائم على حدود الله والواقع فیها کمثل قوم استهموا على سفینة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فکان الذین فی أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا فی نصیبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن یترکوهم وما أرادوا هلکوا جمیعا وإن أخذوا على أیدیهم نجوا ونجوا
جمیعاً )
([132]).

فالجمیع فی المجتمع الواحد مواطنون وشرکاء فی هذا الوطن، وأی عمل یقوم به البعض قد یؤثر على الجمیع إیجابا وسلبا؛ لذلک لا بد من التعاون والتعایش الآمن؛ لأن الفساد یرجع ضرره على المجتمع، والإصلاح عندما یقوم یعود خیره على الجمیع, وینبغی توسیع دائرة المشارکة بین المسلمین وغیرهم لتشمل جمیع نواحی الحیاة حتى یعیش الجمیع فی أمن وأمان([133])

وتتجلى صور التعایش بین المسلمین وغیرهم فی أربعة فروع :

الفرع الأول : تهنئة غیر المسلمین ومواساتهم فی المناسبات الاجتماعیة

الفرع الثانی : إباحة طعام غیر المسلمین من أهل الکتاب

الفرع الثالث : إباحة زواج المسلم بنساء غیر المسلمین من أهل الکتاب:

الفرع الرابع : تبادل الهدایا بین المسلمین وغیر المسلمین

الفرع الأول : تهنئة غیر المسلمین ومواساتهم فی المناسبات الاجتماعیة([134])

أولا : حکم تهنئة غیر المسلمین بأفراحهم ونحوها من المناسبات الاجتماعیة.

تهنئة غیر المسلم بزواج، أو ولد، أو قدوم غائب، أو عافیة، أو سلامة من مکروه، ونحو ذلک، فقد اختلفت الروایة فی ذلک عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى([135]).

وجاء فی المجموع : ما یدل على أنه یجوز تهنئتهم وعیادتهم لمصلحة راجحة، کرجاء السلام، ونحوه ذلک ([136]).

لما روی عَنْ بَهْزِ بْنِ حَکِیمٍ، عَنْ أَبِیهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللهِ مَا حَقُّ جَارِی عَلَیَّ؟، قَالَ: «إِنْ مَرِضَ عُدْتَهُ، وَإِنْ مَاتَ شَیَّعْتَهُ، وَإِنِ اسْتَقْرَضَکَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِنْ أَعْوَزَ سَتَرْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَیْرٌ هَنَّأْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ عَزَّیْتَهُ، وَلَا تَرْفَعْ بِنَاءَکَ فَوْقَ بِنَائِهِ فَتَسُدَّ عَلَیْهِ الرِّیحَ، وَلَا تُؤْذِهِ بِرِیحِ قِدْرِکَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا»([137])

وجه الدلالة: أن النبی صلى الله علیه وسلم أمر بتهنئة الجار ومواساته فی أفراحه وأحزانه، ولم یفرق بین الجار المسلم وغیر المسلم.

    والراجح أن تهنئتهم جائزة([138]). لعموم الحدیث السابق، وعموم قوله تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ ﴾([139]).

ثانیا : تعزیة غیر المسلم:

فلقد حثت الشریعة الإسلامیة على إکرام الموتى، وإن کانوا غیر مسلمین، لحدیث جابر بن عبد الله رضی الله عنهما  قال : ( مرت بنا جنازة فقام لها النبی(r) فقمنا معه، فقلنا یا رسول الله : إنها جنازة یهودی، قال: إذا رأیتم الجنازة فقوموا )([140]).

وحدیث عبد الرحمن بن أبی لیلى قال: ( کان سهل بن حنیف وقیس بن سعد قاعدین بالقادسیة، فمروا علیهما بجنازة فقاما، فقیل لهما: إنها من أهل الأرض - أی من أهل الذمة- فقالا : إن النبی(r) مرت به جنازة فقام، فقیل له : إنها جنازة یهودی، فقال : ألیست نفساً ) ([141]).

وعن علی بن أبی طالب - رضی الله عنه – قال : ( لَمَّا تُوُفِّىَ أَبُو طَالِبٍ أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ (r) فَقُلْتُ : إِنَّ عَمَّکَ الشَّیْخَ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ لِی : اذْهَبْ فَوَارِهِ، ثُمَّ لاَ تُحْدِثْ شَیْئًا حَتَّى تَأْتِیَنِی، فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَیْتُهُ، فَدَعَا لِی بِدَعَوَاتٍ مَا یَسُرُّنِی بِهَا حُمْرُ النَّعَمِ ) ([142]). 

وعن سعید ابن جبیر، قال : ( مات رجل یهودی وله ابن مسلم، فذکر ذلک لابن عباس، فقال : کان ینبغی له أن یمشى معه ویدفنه، ویدعو له بالصلاح ما دام حیًا، فإذا مات وکله إلى شأنه ) ([143]).         

وقال النخعی : ( توفیت أم الحارث بن عبد الله بن أبى ربیعة، وهى نصرانیة، فاتبعها أصحاب رسول الله (r) تکرمة للحارث ولم یصلّوا علیها ) ([144]).

ومن الأدلة السابقة : نأخذ سماحة الإسلام، وسمو تعالیمه، وإن المسلم یراعی حقوق ذوی القربى، وغیرهم، فیأمر ببر الوالدین  ولو کانا غیر مسلمین فی حال حیاتهما من خلال الزیارة وعطیة المال والتصدق، وبعد موتهما من خلال تشییع الجنازة وعزاء قریبهما، فإذا مات قریب المسلم من أب أو أم أو جار من غیر المسلمین کان علیه أن یواریه، وأن یشیع جنازته، ولا بأس من تعزیة أهله، والدعاء لهم بالهدایة، والتقوى والخلف علیهم ([145]).

حیث یرى جمهور الفقهاء: ( الحنفیة، وقول للمالکیة، والشافعیة، والحنابلة فی المذهب) جواز تعزیة غیر المسلمین([146]).

ومدرک هذا الرأی: أن تعزیة غیر المسلمین تدخل فی عموم البر الوارد فی قوله تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ([147]).

فتعزیة غیر المسلمین فی موتاهم لا بأس بها، وکذا تشییع جنائزهم، فیجوز للمسلم أن یعزی غیر المسلم - سواء أکان کتابیاً أم غیره - بموت قریب أو عزیز لدیه، ویواسیه فی مصابه ویدعو لولی المیت أو صدیقه بدوام الصحة والبقاء وکثرة الولد والمال، کأن یقول له : أعطاک الله على مصیبتک أفضل ما أعطى أحداً من أهل دینک، أو ألهمک الله الصبر وأصلح بالک، أو أکثر الله مالک وأطال حیاتک أو عمرک ولا یصیبک إلا خیر([148]).

بل إن تعزیة المسلم لغیره من أصحاب الدیانات الأخرى من حسن الخلق، وهی وسیلة من وسائل التآلف والدعوة إلى الإسلام، وکل ذلک من أجل الترغیب فی دین الله تعالى، ومحاولة إنقاذ غیر المسلمین من النار، وإظهار سماحة الإسلام، وبعده کل البعد عن ما یرمى به من التزمت والغلو وحاشاه من ذلک .

ثالثا : زیارة المرضى من غیر المسلمین :

زیارة المرضى من غیر المسلمین من الأمور المشهورة فی المجتمع الإسلامی منذ بعثة النبی (r) ومن هذه النماذج الأخلاقیة : زیارة النبی (r) لعمه أبی طالب فی مرض موته، فعن سعید بن المسیب عن أبیه : ( أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَیْهِ النَّبِیُّ (r) وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَیْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ کَلِمَةً أُحَاجُّ لَکَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی أُمَیَّةَ : یَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ یَزَالَا یُکَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَیْءٍ کَلَّمَهُمْ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِیُّ (r) لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ ) ([149]).

وتجوز عیادتهم لمصلحة راجحة کرجاء السلام اختاره الشیخ تقى الدین والآجری، وصوبه فی الانصاف([150]).

ومن صور المجاملات الإنسانیة والأخلاقیة: أن النبی (r) عاد غلاما یهودیا کان یخدمه وعرض علیه الإسلام فأسلم .

فعن أنس بن مالک – رضی الله عنه - قال: " کان غلام یهودی یخدم النبی (r) فمرض، فأتاه النبی (r) یعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم ، فنظر إلى أبیه وهو عنده، فقال له : أطع أبا القاسم (r) فأسلم، فخرج النبی (r) وهو یقول : " الحمد لله الذی أنقذه من النار " ([151]).

ولا شک أن عیادة مرضى غیر المسلمین ومواساتهم فی أحزانهم هو من حسن الخلق وترجمة للتعایش الآمن الذی دعا إلیه دیننا الإسلامی الحنیف، وإظهار سماحته مع الآخرین .


الفرع الثانی : إباحة طعام غیر المسلمین من أهل الکتاب

من أهم مظاهر التعایش الآمن التی أذن فیها الإسلام حل طعام غیر المسلمین والزواج من نسائهم, والمراد بمن أحل الله تعالى لنا طعامهم وأجاز نکاح نسائهم هم أهل الکتاب -الیهود والنصارى- فی قول عامة أهل العلم ([152]).

فطعامغیرالمسلمین، حلال، کالسمکوالخضرواتوالفواکه،  وماصنعمنها، ویشترطفیذلکمایشترطفی طعامالمسلمینمنکونهاحلالا، مباحة، غیرنجسةولامتنجسة، لعدمالدلیل المحرملها([153])فبقیتعلىالأصلوهوالحل، حیث نص کثیر من الفقهاء على أن الأصل فی الأشیاء الإباحة ([154])  لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ مَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعًا... ([155]).     

وأما ذبائح أهل الکتاب : فهو أمر متفق علیه حله بین فقهاء المسلمین متى ذبحت بالطریقة المعهودة من فری الأوداج وإنهار الدم، ولم تذبح لعیسى على نبینا وعلیه الصلاة والسلام، أو للصلیب ([156])

فقد ذکر الحنفیة: أنه لا بأس بصید الیهودی والنصرانی وذبیحتهما، إلا أن یسمعه المسلم یسمی علیه المسیح علیه السلام، فإذا سُمِع ذلک منه لم یحل أکله؛ لأنه ذبح بغیر اسم الله عز وجل؛ ولأنه لو فعل ذلک مسلم لم یحل ذبحه([157]).

وذکر المالکیة : أن الله تعالى أخبر بحلیة طعامهم  وذبائحهم لنا، وبحلیة طعامنا وذبائحنا لهم، ولا یخلو الکتابی أن یکون ممن یستحل المیتة أم لا، فإن کان ممن یستحلها فلا عبرة بذکاته؛ لأنه لا ینویها وإن کان لا یستحلها؛ فلا یخلو إما أن یذکی ما یستحله، أو ما لا یستحله، فإن ذکى ما یستحله لنفسه، جاز أکله، وإن ذکاه لمسلم فالجواز والمنع والکراهة وإن ذکى ما لا یستحله، فإن کان تحریمه علیه ثابتا بشرعنا، کذی الظفر، فلا یؤکل على المشهور، وإن کان غیر ثابت بشرعنا، فالمشهور الکراهة، وقال ابن القاسم: لا تؤکل ، وقال الباجی: ظاهره المنع جملة ولو حمل على التحریم ما بعد([158])


وقال مالک: ما ذبح أهل الکتاب لأعیادهم وکنائسهم وأعدوه فلا أحب أکله، ولست أراه حراما. قال ابن القاسم: ولا یعجبنی أکله. قال عیسى: لا أرى به بأسا، وابن وهب مثله. سحنون: کل ما ذبحوا لأعیادهم فلا یحل أکله، وما ذبحوا لأنفسهم فلا بأس به .

وقال الشافعیة: وشرط ذابح وصائد: حل مناکحته وفاقًا وخلافًا، والمراد بطعامهم: ذبائحهم، والذی تحل مناکحته هو المسلم والذمی، سواء ذبح الذمی ما یستحله، أو ما لا یستحله کالإبل، وکذا تحل ذبیحة الیهودی والنصرانی([159])

وذکر الحنابلة أن للذکاة أربعة شروط: أهلیة المذکی، بأن یکون مسلماً أو کتابیاً أو عاقلاً([160]).

وقال ابن حزم: أن کل ما ذبحه، أو نحره یهودی، أو نصرانی، أو مجوسی - نساؤهم، أو رجالهم -: فهو حلال لنا، وشحومها حلال لنا إذا ذکروا اسم الله تعالى علیه. ولو نحر الیهودی بعیرا أو أرنبا حل أکله، ولا نبالی ما حُرِمَ علیهم فی التوراة وما لم یحرم([161]).

الأدلة :

استدل الفقهاء على حل طعام أهل الکتاب وذبائحهم بالکتاب والسنة والإجماع :

أولا: من الکتاب : قول الله تعالى: ﴿ الْیَوْمَ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ وَطَعَامُکُمْ حِلُّ لَّهُم... ﴾ ([162]).

وجه الدلالة: أن المراد بطعام أهل الکتاب ذبائحهم التی تحل فی شرعنا، إذ لو حمل على ما هو سواها من الأطعمة لم یکن لتخصیص أهل الکتاب بالذکر معنى، ولأنهم یدعون التوحید فیتحقق منهم تسمیة الله تعالى على الخلوص([163]).

ثانیا: من السنة النبویة، ما روی عن عکرمة عن بن عباس - رضی
الله عنهما - قال: ( إنما أحلت ذبائح الیهود والنصارى؛ لأنهم آمنوا بالتوراة والإنجیل )
([164]).

وقد سئل عبد الله بن عباس – رضی الله عنه - عن ذبائح أهل الکتاب، فقال : إن الله حین أحل ذبائحهم علم ما یقولون على ذبائحهم([165]).

ثالثا : الإجماع : نقل الإجماع: ابن المنذر، حیث قال: وأجمعوا أن ذبائح أهل الکتاب لنا حلال، إذا ذکروا اسم اللَّه علیها([166]).

وقال ابن عبد البر: وأجمعوا فی ذبیحة الکتابی أنها تؤکل، وإن لم یسم اللَّه علیها، إذا لم یسم علیها غیر اللَّه تعالى([167]).

یتضح مما سبق : من خلال إباحة الشریعة الإسلامیة لطعام وذبائح أهل الکتاب، یظهر جلیا أن الشریعة الإسلامیة جاءت لنشر السلم والتعاون والتکاتف بین أفراد المجتمع دون النظر لمعتقداتهم، وهذا یدل على أنها تکفل للناس العیش الآمن، والسلام المجتمعی، وقبول من یخالفنا فی الدین وعدم معاداته.

 

الفرع الثالث : إباحة زواج المسلم بنساء غیر المسلمین من أهل الکتاب:

ذکر الشافعیة: أن الکفار على ثلاثة أقسام ([168]): قسمهم لهم کتابٌ، وقسم لهم شبهة کتابٍ، وقسم لا کتاب لهم.

فأما الذین لهم کتاب: فهم الیهود والنصارى، فمن کان منهم من نسل بنی إسرائیل، فیحل نکاح حرائرهم، وأکل ذبائحهم؛ لأن الکتاب أنزل فی آبائهم.

فأما من لهم شبهة کتابٍ: فهم المجوس، کان لهم کتابٌ، فبدلوه، وهؤلاء لا یحل مناکحتهم وذبائحهم؛ لما رُوی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، عَنْ أَبِیهِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ذَکَرَ الْمَجُوسَ. فَقَالَ: مَا أَدْرِی کَیْفَ أَصْنَعُ فِی أَمْرِهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (r) یَقُولُ: «سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْکِتَابِ»([169]).

وأما من لا کتاب له؛ مثلُ عبدة الأوثان وما یستحسنون، ومثل عبدة الشمس، والزنادقة، والمعطلة، والباطنیة - فلا یقرون بالجزیة، ولا یحل مناکحتهم وذبائحهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلا تَنکِحُوا الْمُشْرِکَاتِ حَتَّى یُؤْمِنَّ ... ([170]).

اتفق الفقهاء على حرمة زواج المسلمة من غیر المسلم- کتابیاً کان أم غیر کتابی- بل نقل غیر واحد من الفقهاء الإجماع على ذلک ([171]), فقد حرم الله– تعالى – زواج غیر المسلمین من النساء المسلمات؛ لأن غیر المسلمین لا یعترفون بالإسلام، ولا یقرون بنبوة سیدنا محمد (r) بخلاف الزوج المسلم، حیث إنه إذا تزوج من نصرانیة أو یهودیة، فهو یؤمن بجمیع الأنبیاء والمرسلین، ومن ثم فهو مأمور باحترام عقیدتها، ولا یجوز له أن یمنعها من ممارسة شعائر دینها والذهاب إلى الکنیسة أو المعبد.

واتفق الفقهاء على مشروعیة الزواج من نساء أهل الکتاب – الیهودیة أو النصرانیة، إذا کانت محصنة، أی :عفیفة عن الزنا، ولم توجد عداوة، ولا فتنة ولا ضرر محقق بسبب الزواج منها، ولم یخالف فی ذلک إلا عبد الله بن عمر- رضی الله عنهما - حیث قال بحرمة الزواج من غیر المسلمین أو کراهته، إلا أن قوله لا یقوى على قول الجمهور ولا یناهضه([172]).

وفی المدونة: یجوز للمسلم نکاح الحرة الکتابیة وإنما کرهه مالک ولم یحرمه لما تتغذى به من خمر وخنزیر وتغذی به ولدها وهو یقبل ویضاجع([173]).

وقیل فی علة الکراهة: خشیة أن تموت حاملا، والجنین فی بطنها ابن مسلم فتدفن به فی مقابر الکفار وهی حفرة من حفر النار.

وقیل: لأنه یوجب مودة لقوله تعالى: ﴿ وجعل بینکم مودة
ورحمة ...
([174]) .


مع قوله تعالى : ﴿ لا تجد قوما یؤمنون بالله والیوم الأخر یوادون من حاد الله ورسوله...([175]).

قال فی المدونة: ولیس له منعها من التغذی بالخمر والخنزیر ولا من الذهاب إلى الکنیسة، وقال ابن المواز: وله منعها من ذلک إلا من الذهاب للکنیسة؛ لفریضتها، ولا یمنعها صومها، ولا یطؤها وهی صائمة؛ لأن صومها من دینها؛ ولیس شرب الخمر وأکل الخنزیر منه، وروی عن مالک غیر ذلک، وقیل: کما رضیت أن یملکها مسلم کان له منعها من ذلک.

الأدلة على جواز نکاح نساء أهل الکتاب :

من القرآن الکریم :  قول الله تعالى : ﴿ وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ حِلٌّ لَکُمْ وَطَعَامُکُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِنْ قَبْلِکُمْ ... ([176]) .

وجه الدلالة :  دلت الآیة دلالة صریحة على حل نکاح المحصنات – أی العفیفات- من أهل الکتاب؛ لأن الله - تعالى - جمع بین نکاحهن ونکاح المؤمنات، فدل على إباحته، وأن حل نکاحهن مستثنى من قوله - تعالى : ﴿ وَلَا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکَاتِ حَتَّى یُؤْمِن.... ﴾ ([177]) ، على اعتبار أن لفظ المشرکات لا یتناول نساء أهل الکتاب، أو أن أیة الحل ناسخة لها؛ لأنها متأخرة عنها فی النزول([178]).


فزواج المسلم بنساء غیر المسلمین من أهل الکتاب هو مظهر من مظاهر التعایش الاجتماعی.

ومن الأثر : روی أن بعض الصحابة – رضوان الله علیهم – تزوج من کتابیات، فقد روی أن طلحة بن عبید الله- رضی الله عنه - تزوج یهودیة من أهل الشام. کما روی عن حذیفة - رضی الله عنه - أنه تزوج یهودیة، کما روی أیضا: أن سیدنا عثمان- رضی الله عنه - قد تزوج نصرانیة على نسائه فأسلمت وحسن إسلامها، وقد سئل جابر بن عبد الله- رضی الله عنه - عن ذلک، فقال : " نکحناهن بالکوفة عام الفتح مع سعد بن أبی وقاص "([179]).

إلا أن أصحاب المذاهب الفقهیة الأربعة اتفقوا على حرمة زواج المسلم من الکافرات أو المشرکات اللاتی لا کتاب لهن ([180]) کالمجوسیة والوثنیة
ونحوهما ([181]) .

وهکذا یحرص الإسلام على توفیر عنصر الاحترام من جانب الزوج لعقیدة زوجته الکتابیة وعبادتها، وفی ذلک ضمان وحمایة للأسرة من الانهیار.


وقد کان الإسلام منطقیًا مع نفسه حینما حرّم زواج المسلم من غیر المسلمة التی تدین بدین غیر المسیحیة والیهودیة، وذلک لنفس السبب الذى من أجله حرّم زواج المسلمة بغیر المسلم ، فالمسلم لا یؤمن إلا بالأدیان السماویة وما عداها تُعد أدیانًا بشریة، فعنصر التوقیر والاحترام لعقیدة الزوجة فی هذه الحالة - بعیدًا عن المجاملات- یکون مفقودًا، وهذا یؤثر سلبًا على العلاقة الزوجیة، ولا یحقق المودة والرحمة، ولأن فی إنکاح المؤمنة الکافر خوف وقوع المؤمنة فی الکفر؛ لأن الزوج یدعوها إلى دینه، والنساء فی العادات یتبعن الرجال فیما یؤثرون من الأفعال ویقلدونهم فی الدین وإلیه وقعت الإشارة فی الآیة بقوله عز وجل: ( أُولَئِکَ یَدْعُونَ إِلَى النَّار...) ([182])؛ لأن المشرک یدعو المؤمن إلى الکفر، والدعاء إلى الکفر دعاء إلى النار؛ لأن الکفر یوجب النار، فکان نکاح الکافر المسلمة سبباً داعیاً إلى الحرام فکان حراماً([183]).

یتضح مما سبق : من خلال إباحة الشریعة الإسلامیة لنکاح نساء أهل الکتاب، یظهر جلیا أن الشریعة الإسلامیة جاءت لنشر السلم والتعاون والتکاتف بین أفراد المجتمع دون النظر لمعتقداتهم، وهذا یدل على أنها تکفل للناس العیش الآمن، والسلام المجتمعی، وقبول من یخالفنا فی الدین، إذ کیف نتزوج نساءهم ونعادیهم أو نقاطعهم ونکف عن التعاون أو المشارکة فی تحمل أعباء الحیاة بأمن وأمان.


وهذا یعنی : أن الإسلام لم یُغلق باب التواصل مع غیر المسلمین من أهل الکتاب، بل دعا إلى التعایش معهم، وقبولهم مع إنکار معتقداتهم بقلبه .

الفرع الرابع : تبادل الهدایا بین المسلمین وغیر المسلمین :

من أهم نماذج و صور التعایش الآمن وقبول الآخر التی أقرها الاسلام وتؤکد سماحة الشریعة الإسلامیة : تبادل الهدایا بین أبناء المجتمع الواحد؛ ولذلک قال النبی (r ): ( تهادوا تحابوا ) ([184])، والتهادی لیس قاصراً على المسلمین فحسب فی ما بینهم بل إنه یتعداهم إلى غیرهم, وقد وردت وقائع صریحة تدل على جواز إهداء المسلم لغیر المسلم منها : أن النبی (r) کان یقبل الهدایا ویثیب علیها  فقد قبل هدایا الکفار, وأهدى إلیهم, فقد أهدى کسرى لرسول الله, فقبل منه, کما أهدى له قیصر, فقبل, وأیضا: أهدت له الملوک, فقبل منهم ([185]).

وما رواه البخاری ومسلم فی صحیحهما من حدیث ابن عمر - رضی الله عنهما-  قال: ( رأى عمر حُلةً على رجل تُباع، فقال للنبی (r) : ابتع هذه الحلة تلبسها یوم الجُمُعة، وإذا جاءک الوفد؟ فقال: إنما یلبس هذا من لا خَلاقَ له فی الآخرة، فأتی رسول الله (r) منها، بحلُل، فأرسل إلى عمر منها بحُلة، فقال عمر: کیف ألبسها وقد قلت فیها ما قلت ؟ قال: إنی لم أکسکها لتلبسها، تبیعها، أو تکسوها، فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مکة قبل أن یُسلم ) ([186]).  

فسیدنا عمر بن الخطاب – رضی الله عنه - أرسل الهدیة لأخیه المشرک قبل أن یدخل فی الإسلام، ولو کان التهادی معهم محرما ما أقره النبی r ([187]).

وقد منع بعض الفقهاء قبول الهدایا من غیر المسلمین لحدیث عیاض بن حمّار- رضى الله عنه - قال: أهدیتُ للنبی (r) ناقةً، فقال: "أسلمتَ؟ " فقلت: لا، قال: فقال النبی (r) :"إنی نُهِیتُ عن زَبْدِ المُشرکین" ([188]).

ولکن أجاز جمهور العلماء قبول الهدایا من غیر المسلمین وأجابوا عن واقعة عیاض بأنها منسوخة، کما حمل العلماء الامتناع عن هدیة غیر المسلم, على أن هذا فی حق من یرید بهدیته التودد والموالاة, وأما قبول هدیة غیر المسلم, فإنه یکون فی حق من یرجى بذلک تأنیسه وتألیفه للإسلام, وذلک جمعا بین الأدلة ونفیا للتعارض([189]).

 والتودد والموالاة بخلاف البر والصلة, فلا یستلزم من صلة غیر المسلم وبره والإحسان إلیه، التودد المنهی عنه فی قوله تعالى : ﴿ لَا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ یُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... ﴾ ([190]) .

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَیَّ أُمِّی وَهِیَ مُشْرِکَةٌ فِی عَهْدِ قُرَیْشٍ، إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ (r) وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِیهَا، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ (r)، فَقَالَتْ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّی قَدِمَتْ عَلَیَّ وَهِیَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِیهَا»([191]).

وجه الدلالة : أن النبی (r) أجاز البر لأسماء - رضى الله عنها – أن تصل أمها وهی مشرکة([192]).

فقبول الهدایا وتبادلها من التعاملات الأخلاقیة والاجتماعیة التی ترسخ المحبة والتسامح بین أفراد المجتمع؛ لذلک أمر الله – تعالى - المسلمین ببر مخالفیهم فی الدین، الذین لم یتعرضوا لهم بالأذى والقتال فقال تعالى : ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ([193]).

وهذا التوجیه من المولى سبحانه وتعالى ترجمه الرسول (r) وصحبه الکرام ترجمة عملیة عندما کانوا یعودون مرضى غیر المسلمین ویتبادلون معهم الهدایا([194]) .


المطلب الثالث

التعایش الاقتصادی

إن التعایش الاقتصادی بین الشعوب ضرورة حتمیة، وعامل مهم للاستقرار بین الشعوب، وتحقیق السلم والأمن الإقلیمی والعالمی، وقد وجد التواصل الاقتصادی فی الحضارة الإسلامیة، بین المسلمین وغیرهم، فقد کان المسلمون یهاجرون لأجل التجارة إلى بلاد الشام، وقد سافر الرسول (r) بتجارة للسیدة خدیجة أم المؤمنین – رضی الله عنها - وتعامل فیها مع غیر المسلمین([195]).

وفی القرآن الکریم آیات عدیدة تقرر هذا النوع من التعایش منها قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِینَارٍ لَا یُؤَدِّهِ إِلَیْکَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَیْهِ قَائِمًا ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَیْسَ عَلَیْنَا فِی الْأُمِّیِّینَ سَبِیلٌ وَیَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْکَذِبَ وَهُمْ یَعْلَمُونَ ﴾ ([196]).

وتتجلى صور التعایش والتعاون الاقتصادی بین المسلمین وغیره فی إباحة المعاملات المالیة والتجاریة بین المسلمین مع غیرهم .

لقد أوجد الله تعالى الناس فی الحیاة الدنیا وسخر بعضهم لخدمة بعض قال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِیًّا...﴾ ([197]).

فلا یستطیع المرء أن یعیش بمفرده بل لا بد من الاختلاط والتعامل مع الآخرین؛ لأنه لا معنى للعیش المشترک إذا لم یتعاون الناس فیه لتحقیق المصالح المشترکة، وقد بین الله تعالى أن التعاون بین الناس مطلوب حتى مع المشرکین مع وجود الکره لهم بسبب صدهم المسلمین عن المسجد الحرام، إلا أن الله عز وجل بین للمسلمین أن هذا الکره لا یجوز أن یدفعهم إلى الاعتداء، وإذا وجدوا مجالاً للتعاون مع هؤلاء المشرکین فهو جائز بشرط أن یکون تعاوناً على البر والتقوى، ولیس تعاوناً على الإثم والعدوان فقال تعالى: ﴿... وَلَا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ...﴾ ([198]).

وقد أکد النبی (r) مبدأ التعامل مع غیر المسلمین، فقد صح عنه (r) أنه عندما أراد الهجرة من مکة إلى المدینة استأجر رجلا مشرکا ماهرا هادیا یدله على الطریق وهو عبد الله بن أریقط الدیلی, وهذا یدل على دعوة الشریعة الإسلامیة السمحة إلى التعایش الآمن وقبول الآخر, فلا یلزم من کونه غیر مسلم, ألا یوثق بقوله أو عمله أو لا یؤتمن؛ لأنه لا یوجد شیء أخطر من الدلالة على الطریق, وخاصة فی مثل طریق الهجرة الذى کان الائتمان فیه على النفس, وقد وثق النبی (r) بقول هذا المشرک وهاجر إلى المدینة متبعا للطریق الذی
وصفه له ([199]) .   

ولذلک : أباحت الشریعة الإسلامیة تعامل المسلم مع غیره بالبیع والشراء والإجارة وغیرها من المعاملات کالرهن والمضاربة ([200])؛ حیث اتفق الفقهاء على أنه لا أثر لاختلاف الدین فی صحة عقد البیع أو عدم صحته، إذا ما تکاملت شروطه وأرکانه، فلا فرق بین أن یبیع مسلم لمسلم، أو یبیع مسلم لغیره، أو یشتری منه أو یتعامل معه([201]).

وقد تضافرت الأدلة على مشروعیة التعامل مع غیر المسلمین بالبیع والشراء والإجارة ونحوها فهناک أدلة کثیرة تدل على ذلک منها : الواقعة السابقة وهی استئجار النبی (r) رجلا مشرکا لیدله على طریق الهجرة، وأیضا : ما ورد فی الصحیحین أن رسول الله e)) أعطى خیبر للیهود على أن یعملوها، ویزرعوها، ولهم شطر ما یخرج منها([202]).


وفی الصحیحین أیضاً عن عائشة -رضی الله عنها – قالت : اشترى رسول الله (r) من یهودی طعامًا بنسیئة، فأعطاه درعًا له رهنًا([203]).  

وقال ابن القیم الجوزیة: ثبت أن رسول الله (r) اشترى من یهودی سلعة إلى میسرة، وثبت أنه رهن درعه عند یهودی فی ثلاثین وسقا من شعیر، وثبت أنه - (r) - زارعهم وساقاهم، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، "أَنَّ النَّبِیَّ (r) عَامَلَ أَهْلَ خَیْبَرَ بِشَطْرِ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ" ([204]).

دل ذلک على أنه (r) تعامل مع غیر المسلمین بالمزارعة والمساقاة، وأنه شارکهم فی زرع خیبر وثمرها([205]).

فذهب الحنفیة إلى أنه تجوز مشارکة المسلم لغیر المسلمین من أهل الکتاب وقال المالکیة: یشارکهم، ولکن یلی المسلم البیع والشراء، وکرهت مشارکة ذمی ومتهم فی دینه إن تولى البیع والشراء، وإلا جاز؛ لأنهم یأکلون الربا ویستحلون الأموال، ونقل ذلک عن مالک رحمه الله ([206]).

کما اتفق الفقهاء أیضاً على جواز التعامل مع غیر المسلمین، وإن کانوا یستحلون الخمر والخنزیر والربا، کما صرحوا بأن غیر المسلمین من أهل الذمة فی المعاملات والتجارات والبیوع وسائر التصرفات کالمسلمین سواء بسواء، إلا ما استثنی من معاملات الربا فهی محظورة علیهم کالمسلمین.

وذکر الشافعیة أنه: یکره مشارکة الذمی، ومن لا یحترز من الربا
ونحوه ([207]).

وفیما عدا هذه الأمور المحدودة یتمتع غیر المسلمین من أهل الذمة بحریتهم فی مباشرة التجارات والصناعات والحرف المختلفة، وهذا ما جرى علیه العمل ونطق به تاریخ المسلمین([208]).

وهذا یدل على مشروعیة تعامل المسلم مع غیر المسلم، ومنعت الشریعة الإسلامیة الغراء التعامل مع غیر المسلمین إذا تعاملوا ببیع الخمور والخنازیر فی بلاد المسلمین أو إدخالها إلى بلادهم علانیة،  ولهم بیعها لغیر المسلمین فی قراهم وأمصارهم، أو فی موضع لیس هو من أمصار أو بلاد المسلمین ولو کان فیه مسلمون([209]).

لذلک : لا بد من التعاون والتعایش الآمن بین المواطنین جمیعا – مسلمین وغیر مسلمین -فی المجتمع الإسلامی؛ لأن الفساد یرجع ضرره على المجتمع بأسره، والأمن والإصلاح  یعود خیره على الجمیع, لهذا شبه النبی(r) أبناء المجتمع الواحد برکاب سفینة واحدة، حیث قال(r): " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِیهَا کَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِینَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَکَانَ الَّذِینَ فِی أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِی نَصِیبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ یَتْرُکُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَکُوا جَمِیعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَیْدِیهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِیعًا"([210]).

فالأفراد فی المجتمع الواحد شرکاء، وأی عمل یقوم به البعض قد یؤثر على الجمیع بالإیجاب أو السلب فینبغی توسیع دائرة المشارکة بین المسلمین وغیرهم لتشمل جمیع نواحی الحیاة حتى یعیش الجمیع فی سلام وأمان .

ولا حرج فی الإسلام من قیام الدولة المسلمة بالتعاون مع المخلصین من غیر المسلمین، سواء أکانوا من أهل الکتاب أم من غیرهم من أتباع الدیانات الأخرى، وذلک من أجل تحقیق الخیر المشترک والدفاع عن المصالح العامة، والتعاون على إقامة العدل، ونشر الأمن وصیانة الدماء أن تسفک، وحمایة الحرمات أن تنتهک، ولو على شروط یبدو فیها بعض الإجحاف، عملاً بالحدیث الشریف والتشبیه الرائع الدقیق الذی وضعه لنا رسول الله (r) فی صلح الحدیبیة عندما قال : " والله لا تدعونی قریش إلى خُطة یسألونی فیها صلة الرحم ویعظمون فیها حرمات الله إلا أعطیتهم إیاه" ([211]).


المطلب الرابع

التعایش الثقافی

التعایش الثقافی بین الأفراد فی المجتمع قد حث علیه النبی (r) حینما حث بعض أصحابه کالصحابی الجلیل حذیفة بن الیمان على تعلم العبرانیة وسواها، کما یجد المرء حضوراً لهذا التواصل من خلال إقراره الحبشة على التعبیر عن ثقافته فی رحاب مسجده، وحثه(r) أم المؤمنین عائشة على مشارکتهم فی ذلک ([212]).

ولا شک أن الثقافة هی روح الأمة وعنوان هویتها، وهی من الرکائز الأساسیة فی بناء الأمم ونهوضها، فلکل أمة ثقافة تستمد منها عناصرها ومقوماتها وخصائصها، وتصطبغ بصبغتها فتنسب إلیها، وقد عرف التاریخ الإنسانی العدید من الثقافات کالثقافة الیونانیة والثقافة الرومانیة والهندیة والفارسیة، والثقافة العربیة الإسلامیة، وقد استعملت الثقافة فی العصر الحدیث للدلالة على الرقی الأدبی والفکری والاجتماعی للأفراد والجماعات، فالثقافة لیست مجموعة أفکار فحسب، ولکنها نظریة فی السلوک بما یرسم طریق الحیاة إجمالا، وبما یتمثل فیه الطابع العام الذی ینطبع علیه شعب من الشعوب، ویکون للعقائد والقیم واللغة والمبادئ والسلوک والقوانین شعاراً للتمایز بین الثقافات وتنوعها([213]).

ومما لا شک فیه : أن الثقافة لها دور کبیر فی تفعیل الحوار البناء والتعایش الآمن بین الآخرین وذلک لما تحمله من معانی سامیة تمیزها عن غیرها فخصائصها تکمن فی أنها ظاهرة إنسانیة، أی أنها تأصیل بین الإنسان وسائر المخلوقات، لأنها تعبیر عن إنسانیته، کما أنها وسیلته المثلى فی الالتقاء مع الآخرین([214]).

والثقافة الإسلامیة تختلف عن الثقافات الأخرى فی أن مقومات کل منها تختلف عن الأخرى، فالثقافة الإسلامیة تستمد من الوحی الإلهی، بینما الثقافات الأخرى فهی ثقافة إنسانیة محضة نابعة من فکر فلاسفة الیونان والقوانین الرومانیة وتفسیرات المسیحیة([215]).

ولقد کان للجانب الثقافی دوره الکبیر فی تفعیل التعایش الثقافی بین المسلمین وغیرهم من الشعوب الأخرى وبخاصة الشعوب الغربیة، فقد حصل تواصل کبیر بین المسلمین والغرب فی هذا الجانب حیث استطاع المسلمون قراءة الغرب ومعرفته وذلک من خلال کتب فلاسفة الغرب أمثال سقراط وأفلاطون حیث قام المسلمون بالرد على بعض هذه الکتب وتصحیح بعض الأفکار الواردة فیها، وکان للترجمة دور کبیر فی إبراز صور التواصل سواء من خلال ما ترجمه المسلمون من کتب علماء الغرب، أو ما قام به الغربیون من ترجمة لکتب المسلمین وخاصة کتب ابن رشد والغزالی، وذلک بعد اتصالهم بالحضارة الإسلامیة فی الأندلس، والتی ساهمت فی التقارب بین المسلمین وغیرهم من الأوروبیین فی المجال العلمی والثقافی، وهذا کان له دوره فی النهوض بالحضارة الأوروبیة الحالیة([216]).


المطلب الخامس

التعایش السیاسی

مما لا شک فیه أن التعایش السیاسی کان حاضراً فی العصر النبوی من خلال جملة المراسلات والمخاطبات التی کانت تتمّ بین النبی(r) وبین سادة القبائل والأمم والشعوب، ورسائله (r)  إلى الملوک والزعماء آکد تعبیر عن الرغبة الصادقة فی التواصل السیاسی مع الآخر.

وتتجلى صور التعایش والتعاون السیاسی بین المسلمین وغیرهم، فی الآیات القرآنیة، والأحادیث النبویة، والمواقف السیاسیة التی  تضمنت الدعوة إلى التعایش السلمی والتعاون الإیجابی مع أهل الکتاب، محاربین وغیر محاربین، حیث قال تعالى عن المحاربین([217]): ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ﴾ ([218]).

ثم قرر أهمیة الحفاظ على حرمة المواثیق والمعاهدات، حیث قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِینَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَالَّذِینَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِکَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِینَ آَمَنُوا وَلَمْ یُهَاجِرُوا مَا لَکُمْ مِنْ وَلَایَتِهِمْ مِنْ شَیْءٍ حَتَّى یُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِیثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ([219]).

وفی الجملة: یحث الإسلام على التعایش السلمی مع غیر المسلمین بهذا المبدأ العام، فی القرآن الکریم حیث  یقول الله تعالی : ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ([220])، ثم أکد ذلک بالنص على حرمة دماء غیر المسلمین، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا کَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ یَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِیَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ یَصَّدَّقُوا فَإِنْ کَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَکُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ کَانَ مِنْ قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ مِیثَاقٌ فَدِیَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ یَجِدْ فَصِیَامُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَکَانَ اللَّهُ عَلِیمًا حَکِیم ([221]).

ومن صور التعایش السیاسی الآمن وقبول الآخر التی أقرها الاسلام وتؤکد سماحة الشریعة الإسلامیة، فی حمایة غیر المسلمین من کل اعتداء والحفاظ على ممتلکاتهم وعدم انتهاک حقوقهم، وحمایة غیر المسلمین من کل اعتداء داخلی أو خارجی، إذ لهم من الحقوق العامة ما للمسلمین، فیجب الدفاع عنهم مما یؤذیهم، والقتال دونهم .

وذلک تطبیقا لقوله تعالى: ﴿ لَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی
الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ
الْمُقْسِطِینَ ﴾ ([222]).

حیث دلت الآیة الکریمة على مشروعیة الإحسان إلى غیر المسلمین الذین لم یعادوا المسلمین ولم یقاتلوهم فی الدین، والإحسان المذکور فی هذه الآیة یکون عن طریق الرفق بضعیفهم، وسد حاجة فقیرهم، وإطعام جائعهم، وکساء عاریهم، ولین القول لهم، وتحمل أذیتهم فی الجوار لطفاً منا بهم، لا خوفاً منهم، والدعاء لهم بالهدایة، ونصیحتهم فی جمیع أمورهم فی دینهم ودنیاهم، وصون أموالهم، وعیالهم، وأعراضهم، وجمیع حقوقهم ومصالحهم، وأن یعانوا على دفع الظلم عنهم([223]).

ومن الصور المشرقة للتعایش السیاسی وحمایة غیر المسلین والدفاع
عنهم : موقف شیخ الإسلام ابن تیمیة، حینما تغلب التتار على الشام، حیث ذهب لیکلم القائد التتری ( قطلوشاه ) فی إطلاق الأسرى، فسمح له القائد بإطلاق سراح أسرى المسلمین، وأبى أن یسمح له بإطلاق سراح أهل الذمة، فما کان من شیخ الإسلام، إلا أن قال : لا نرضى إلا بافتکاک جمیع الأسرى من الیهود والنصارى، فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسیراً، لا من أهل الذمة، ولا من أهل الملة، فلما رأى إصراره وتشدده، أطلق له سراحهم([224]).

ولذلک یقول الإمام القرافی :( إن عقد الذمة یوجب حقوقاً علینا لهم؛ لأنهم فی جوارنا، وفی خفارتنا، وذمة الله تعالى وذمة رسوله (r) ودین الإسلام، فمن اعتدى علیهم ولو بکلمة سوء، أو غیبة فی عرض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذیة، أو أعان على ذلک، فقد ضیع ذمة الله تعالى وذمة رسوله r)) وذمة دین الإسلام ) ([225]).

ومن حقوق غیر المسلمین فی بلاد الإسلام : حمایة أموالهم فلا یجوز التعدی على مال غیر المسلم بغیر حق بأی وجه من الوجوه، فلا یجوز لأحد أن یأخذ من أموال غیر المسلمین من أهل الذمة شیئاً إلا عن طیب نفس منهم؛ لما روی عن خالد بن الولید(t) قال : قال رسول الله ( (r: ( أَلاَ لاَ تَحِلُّ أَمْوَالُ الْمُعَاهِدِینَ إِلاَّ بِحَقِّهَا ) ([226])، کما قال  (r) أیضا : ( ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو کلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شیئاً بغیر طیب نفس فأنا حجیجه یوم
القیامة ) ([227]).

ففی سبیل تحقیق العدالة بین الجمیع وعدم انتهاک الحقوق نهى النبی ((r عن ظلم أحد من غیر المسلمین وانتهاک حقوقهم([228]).

بل قد بلغ من رعایة الإسلام لحرمة أموالهم وممتلکاتهم أنه یحترِم ما یَعدونه - حسب دینهم - مالاً، وإن لم یکن مالاً فی نظر المسلمین، فالخمر والخنزیر لا یعدان عند المسلمین مالاً متقوماً، ولا یجوز للمسلم أن یمتلک هذین الشیئین لا لنفسه ولا لیبیعهما للغیر، أما الخمر والخنزیر إذا ملکهما غیر المسلم، فهما مالان عنده، بل من أنفس الأموال، کما قال بذلک فقهاء الحنفیة، فمن أتلفهما على الذمی غرم قیمتهما([229]).

ومن صور التعایش السیاسی بین المسلمین وغیرهم، المعاهدات التی أبرمها النبی (r) مع المشرکین تعد أکبر مثال عملی لقبول الآخر والتعایش المجتمعی. منها:

1ـ عاهد النبی (r) بنی ضمرة من قبائل العرب، وهذا نص ذلک العهد: " هذا کتاب محمد رسول الله لبنی ضمرة، بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وأن لهم النصر على من رامهم، إلا أن یحاربوا فی دین الله، ما بل بحر صوفة، وإن النبی " (r) " إذا دعاهم إلى النصرة أجابوه، علیهم بذلک ذمة رسوله، ولهم النصر من بر منهم واتقى "([230]).

2ـ کما عاهد الیهود على حسن الجوار أول ما استقر به المقام بالمدینة، وفیما یلی نص العهد: بسم الله الرحمن الرحیم " هذا کتاب من محمد النبی (رسول الله) بین المؤمنین والمسلمین من قریش، وأهل یثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم. أنهم أمة واحدة من دون الناس. المهاجرون من قریش على ربعتهم([231])یتعاقلون([232]) بینهم، وهم یفدون عانیهم([233])بالمعروف والقسط بین المؤمنین.

وبنو عوف على ربعتهم، یتعاقلون معاقلهم الاولى، وکل طائفة تفدی عانیها بالمعروف والقسط بین المؤمنین([234]).

وبنو الحارث (من الخزرج) على ربعتهم یتعاقلون معاقلهم الأولى، وکل طائفة تفدی عانیها بالمعروف والقسط بین المؤمنین.

وبنو ساعدة على ربعتهم یتعاقلون معاقلهم الأولى، وکل طائفة تفدی عانیها بالمعروف والقسط بین المؤمنین([235]).

والله تعالى أعلى وأعلم

وصلى الله على سیدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


الخاتمة

الحمد لله الذی بنعمته تتم الصالحات، وبعونه تکمل الغایات ,وترفع الدرجات ,والصلاة والسلام على خیر خلق الله على الإطلاق سیدنا محمد  - الذی ختم الله به النبوات وأتم به الرسالات، وعلى آله وأصحابه أهل الرجاء والإشفاق, صلاة وسلاما دائمین إلى یوم التلاق... وبعد :

فإنه من خلال التناول الفقهی لموضوع : مظاهر التعایش السلمی مع غیر المسلمین فی الفقه الإسلامی" توصلت إلى النتائج، والتوصیات التالیة :

أولا : النتائج :

1ـ تمیزت رسالة الإسلام عما سبقتها من الرسالات السماویة بأن رسالتها رسالة عالمیة إلى الناس أجمعین؛ فهی لم تخاطب قوماً بعینهم, ولا جنساً بذاتهم، وإنما خطابها موجه للإنسان بما هو إنسان دون النظر إلى جنسه أو لونه أو إقلیمه، فالإسلام دعوة عامة للناس جمیعاً منذ اللحظة الأولى التی بعث الله تعالى فیها نبینا محمداً (r) إلى أن تقوم الساعة.

2ـ إن الإسلام یعترف بالدیانات السماویة السابقة ویؤمن بها، إلا انه ناسخ لها، ولهذا فإن علاقة الشریعة الإسلامیة بالشرائع السماویة السابقة، إما علاقة تصدیق وإقرار کلی فی صورتها الأولى، أو علاقة تصدیق فی بعض أجزائها وتصحیح لما طرأ علیها فی صورتها الحالیة، فی حین أن الإسلام لا یعترف بالدیانات الوضعیة- غیر السماویة - مطلقاً, ولا یعترف بها کدین, ولو کانت تدعوا إلى مبادئ یدعوا إلیها الإسلام ، ومن ثم : فإن علاقة الإسلام بالشرائع غیر السماویة تتحدد باستبقاء ما فیها من عناصر الحق والخیر والسنة الصالحة، وتنحیة ما فیها من عناصر الباطل والشر والبدعة .


3ـ إن العلاقة بین المسلمین ومخالفیهم من أصحاب الدیانات الأخرى قائمة على السلم والأمان والمؤاخاة، فإن السلم ثابت مستقر، وإن لم یکن ثمة معاهدات، وإذا اعتمدنا أن الأصل السلم، فلا ینبغی أن یثیر الخلاف فی الدین الأحقاد والعداء والحروب لأنه لیس من الأسباب المبیحة للقتال، بل على الناس على اختلاف أدیانهم – أن یعیشوا فی إطار الأخوة الإنسانیة متعاونین فی الأمور المشترکة، ولکل دینه وعقیدته .

4ـ الدین الإسلامی لا یجبر أحدا على الدخول فیه، بل یترک له حریة الاختیار؛ لأنه دین السماحة والیسر فلا عسر فیه ولا أغلال ولا آصار ولا إکراه، فهو دین یدعو للمحبة والتسامح والتقارب، ویدین التعصب، والغلو، والتطرف سواء مع الذات، أو مع الآخرین، ویدعو للتعایش الآمن المنشود مع الآخر على المستوى الفکری، والثقافی، والسیاسی والاجتماعی، والتربوی، ومن ثم : فإنه توجد عدة مظاهر وصور تؤکد سماحة الشریعة الإسلامیة ودعوتها للتعایش الآمن وقبول للآخر أهمها :

أ‌-     أن الشریعة الإسلامیة کفلت لغیر المسلمین المقیمین فی الدول الإسلامیة حقوقهم العامة والخاصة، التی کفلها للمسلمین، حیث جعل الإسلام فی مقدمة مقاصده تحقیق العدل والمساواة بین الناس جمیعا، ومن ثم : فإنه یجوز لغیر المسلم ممارسة أی نشاط تجاری أو صناعی مشروع، ولذلک أباحت الشریعة الإسلامیة تعامل المسلم معه بالبیع والشراء والإجارة وغیرها من سائر المعاملات.

ب - إن الدین الإسلامی تکفل بحمایة غیر المسلمین من کل اعتداء داخلی أو خارجی، إذ لهم من الحقوق العامة ما للمسلمین، فیجب الدفاع عنهم وعن أعراضهم وأموالهم وممتلکاتهم مما یؤذیهم، والقتال دونهم، وحث الإسلام على برهم والإحسان إلیهم إذا لم تظهر منهم عداوة .

ج - إباحة تبادل الهدایا بین أبناء المجتمع الواحد - فقبول الهدایا وتبادلها – بین المسلمین وغیرهم من أصحاب الدیانات الأخرى من التعاملات الأخلاقیة والاجتماعیة التی ترسخ روح المحبة والتسامح والتعایش الآمن بین أبناء المجتمع؛ من أجل بناء أمة قویة تستطیع أن تنهض بأبنائها .

د - حثت الشریعة الإسلامیة على إکرام الموتى، وإن کانوا من غیر مسلمین، کما أباحت تهنئتهم فی المناسبات الاجتماعیة، وزیارة مرضاهم، وعزائهم ومواساتهم عند أحزانهم، والتناول من طعامهم والزواج من نسائهم العفیفات .

ثانیا : التوصیات  :

أولا : أوصی علماء الأمة بمراجعة أحکام علاقة المسلم بالآخر وطرق تعامله معه، إذ إن بعضاً من تلک الأحکام تندرج ضمن المتغیرات التی لا محظور فی إعادة النظر فیها فی ضوء الواقع المعاصر؛ وذلک لأنها أحکام نسجت متأثرة بالأوضاع الفکریة والاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة السائدة آنذاک.

ثانیا : کما أوصی أیضا علماء الأمة بإقامة المؤتمرات وعقد الندوات المکثفة من أجل إلقاء الضوء على حقوق الأقلیات المسلمة التی تعیش فی - بلاد غیر المسلمین - والمطالبة برفع الحصار عنهم، وإزالة اضطهادهم وتفریج کربهم؛ حتى ینالوا حریتهم ویتمتعوا بممارسة حقوقهم الدینیة وغیرها، أسوة بغیرهم من - غیر المسلمین - الذین یعیشون فی دولة الحق والعدل – دولة الإسلام - لعل الله – تعالى – یرضى عنا، فإن الأمة الإسلامیة بقدر ما تحتاج إلیه من مد الجسور وبسط الأیدی الحانیة نحو الأمم المخالفة؛ لما فی ذلک من تحقیق المصالح ودفع الأضرار والمفاسد، إلا أنها فی الوقت نفسه تحتاج إلى کوابح قویة تحفظها من تخطی الحدود وتجاوز الخطوط؛ مما یحفظ لها کیانها وعزتها وکرامتها وهیبتها بین الأمم .

ثالثا : نشر هذه الثقافة بین الناس فی کل وسائل الإعلام؛ لأنها تعمل على إزالة المخاوف بین أهل الأدیان المختلفة، مما یکون له عظیم الأثر فی إقرار التعایش السلمی، والأمن المجتمعی بین الناس.

والله أسأل أن ینفع بهذا البحث کاتبه، وقارئه، وأن یکتب له القبول، وأن یغفر لی ما کان فیه من خلل أو زلل، والحمد لله رب العالمین, وصلِ اللهم وسلم على سیدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعین .



(1) سورة الروم، الآیة رقم (22)

(2) سورة هود، الآیة رقم (118)

(3) سورة هود، من الآیة رقم (61)

(1) المسلم مواطنا فی أوربا للمستشار : فیصل مولوی(ص11 وما بعدها) منشور على شبکة الإنترنت الدولیة – رابط: ( https://www.google.com ).

(2) سورة الأنبیاء الآیة رقم (107)

([6]) قریش (3، 4)

([7]) الأنعام(٨٢ (

[8])) شمس العلوم ودواء کلام العرب من الکلوم (7/ 4866) معجم دیوان الأدب (3/ 461)

[9])) المعجم الوسیط (2/ 639)، معجم اللغة العربیة المعاصرة (2/ 1583)

[10])) سورة الحاقة الآیة (21) القارعة الآیة (7)

[11])) تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن (30/ 163)

[12])) تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن (30/ 163)

[13])) سورة طه الآیة (124)

[14])) معجم اللغة العربیة المعاصرة (2/ 1583)

[15])) تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن (30/ 163)

[16])) الأعراف الآیة (10)

[17])) فتح البیان فی مقاصد القرآن (4/ 308)

[18])) فتح البیان فی مقاصد القرآن (4/ 308)

[19])) مجلة البیان (223/ 63)

[20])) سورة الأعراف، الآیة (158)

[21])) سورة الحج، الآیة (49)

[22])) سورة الأحزاب، الآیة (40)

[23])) سورة المائدة، من الآیة (3)

[24])) لیس المراد بإکمال الدین فی الآیة الکریمة : أنه کان ناقصاً قبل الیوم الذی نزلت فیه الآیة ثم أکمله, وإنما المراد أن من أحکامه قبل الیوم ما کان مؤقتاً فی علم الله قابلا للنسخ . ولکنها الیوم کملت وصارت مؤبدة وصالحة لکل زمان ومکان، وغیر قابلة للنسخ، وقد بسط هذا المعنى کثیر من المفسرین فقال الإِمام الرازی : ذکر القفال : إن الدین ما کان ناقصا البتة, بل کان أبداً کاملا, یعنی : کانت الشرائع النازلة من عند الله فی کل وقت کافیة فی ذلک الوقت لأن الله - تعالى - عالما فی أول وقت المبعث بأن ما هو کامل فی هذا الیوم لیس بکامل فی الغد ولا صلاح فیه, فلا جرم أن ینسخ بعد الثبوت, وأن یزید بعد العدم، فالأول کمال إلى زمن مخصوص، والثانی: کمال إلى یوم الدین؛ فلأجل هذا قال جل شأنه:      { الیوم أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ }، مفاتیح الغیب للرازی(11/110)ط : دار الکتب العلمیة، بیروت( 1421هـ 2000 م)

[25])) مفاتیح الغیب(11/ 110)، وتفسیر ابن کثیر(2/18), (3/595) ط: دار الفکر،  ط الثانیة (1414ـ - 1994م)، والجامع لأحکام القرآن للقرطبی(6/63وما بعدها)،(14/196)، وما بعدها ط : دار احیاء التراث العربی, بیروت( 1405هـ 1985م ), وأیسر التفاسیر لکلام العلی الکبیر لأبی بکر الجزائری(1/591),(4/274) ط : مکتبة العلوم والحکم بالمدینة المنورة, وبحر العلوم لأبی اللیث السمرقندی(1/393) ط : دار الفکر بیروت.

[26])) متفق علیه: صحیح البخاری - کتاب المناقب، باب خاتم النبیین - صلى الله علیه و سلم- (3/1300)ح (3342) ط: دار ابن کثیر, الیمامة، بیروت، الطبعة الثالثة, وصحیح مسلم - کتاب الفضائل, باب ذکر کونه - (r)- خاتم النبیین(4/1791)ح (2287) ط : دار إحیاء التراث العربی بیروت.

[27])) متفق علیه، واللفظ للبخاری : صحیح البخاری- کتاب التیمم(1/128)ح (328 ), وصحیح مسلم - کتاب المساجد ومواضع الصلاة(1/371)ح (523).

 

[28])) سورة الفرقان، الآیة (1).

[29])) الإسلام أصوله ومبادئه للدکتور: محمد بن عبد الله بن صالح السحیم(ص 142) ط : وزارة الشؤون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودیة, الطبعة الأولی : (1421هـ ), والتعامل مع غیر المسلمین – أصول معاملتهم, واستعمالهم، دراسة فقهیة للدکتور : عبد الله بن إبراهیم الطریقی (ص38, وما بعدها), ط : دار الهدی النبوی بمصر, ودار الفضیلة بالریاض.

[30])) الإحکام فی أصول الأحکام للآمدی(3/128) ط : دار الکتاب العربی بیروت, الطبعة الأولى (1404هـ )، والبحر المحیط فی أصول الفقه للزرکشی(3/155) ط : دار الکتب العلمیة بیروت, الطبعة الأولى( 1421هـ 2000م ) والمحلى لابن حزم(1/9) ط : دار الفکر .

[31])) فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن : شرع من قبلنا شرع لنا، فیکون حُجَّة, وهذا ما ذهب إلیه : ( الحنفیة، والمالکیة، والشافعیة فی القول الصحیح, وهو روایة عن الإمام أحمد، واختاره أکثر الحنابلة ).

بینما ذهب الشافعیة فی القول الأصح، وروایة عن الإمام أحمد إلى أن : شرع من قبلنا لیس بشرع لنا, ولیس بحُجَّة, وإن ورد فی شرعنا ما یقرره .الجامع لأحکام القرآن للقرطبی( 1/462), والتمهید فی تخریج الفروع على الأصول للإسنوی(ص441)- تحقیق  الدکتور : محمد حسن هیتو ط : مؤسسة الرسالة - بیروت, الطبعة الأولى (1400 هـ)، والمستصفى فی علم الأصول للغزالی/391, وما بعدها – تحقیق : محمد بن سلیمان الأشقر, ط : مؤسسة الرسالة - بیروت الطبعة الأولى ( 1417هـ 1997م )، والبحر المحیط للزرکشی(4/349), والتبصرة فی أصول الفقه لأبی إسحاق الشیرازی (ص285، وما بعدها )- تحقیق  الدکتور : محمد حسن هیتو ط : دار الفکر – دمشق, الطبعة الأولى (1403 هـ), وإرشاد الفحول إلی تحقیق الحق من علم الأصول للشوکانی( 2/181) ط : دار الکتاب العربی, الطبعة الأولى( 1419هـ 1999م ).

 

[32])) السیرة النبویة لابن کثیر(2/41)- تحقیق : مصطفى عبد الواحد, ط : دار المعرفة, بیروت ( 1396هـ 1971م)، وزاد المعاد فی هدی خیر العباد لابن القیم( 3/600,وما بعدها) - تحقیق : شعیب الأرناؤوط, وعبد القادر الأرناؤوط - ط : مؤسسة الرسالة - مکتبة المنار الإسلامیة، بیروت،: (1407هـ 1986م)، وفقه السیرة للشیخ : محمد الغزالی (ص272, وما بعدها )ط : دار نهضة مصر، الطبعة الأولى

[33])) سورة البقرة، من الآیة (285)

[34])) سورة آل عمران الآیات (113: 115)

[35])) سورة آل عمران الآیات (75)

[36])) سورة الشورى، من الآیة (13)

[37])) حجة الله البالغة للدهلوی /185 ط : دار إحیاء العلوم. بیروت، الطبعة: الثانیة
( 1413هـ 1992م).

[38])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور:  وهبة الزحیلی 8/523، وما بعدها ط : دار الفکر .

[39])) سورة البقرة، الآیة (62)

[40])) سورة البقرة، الآیة (112)

[41])) سورة المائدة، الآیة (118)

[42])) سورة الصف، من الآیة (6)

[43])) سورة آل عمران. من الآیة (85)

[44])) سورة المائدة، من الآیة (48)

[45])) أحکام القرآن للجصاص4/97 ط : دار إحیاء التراث العربی، بیروت ,  والجامع لأحکام القرآن للقرطبی(6/209, وما بعدها ,  وتفسیر الطبری 10/377, ط : مؤسسة الرسالة, الطبعة الأولى ( 1420هـ 2000م).

[46])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی (8/523 .

[47])) سورة الحجرات، الآیة (13)

[48])) الإسلام أصوله ومبادئه للدکتور: محمد بن عبد الله بن صالح السحیم(ص76, 94 وما بعدها، 154), والموسوعة المیسرة فی الأدیان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/136، وما بعدها )- من منشورات الندوة العالمیة للشباب الإسلامی, ط : دار الندوة العالمیة للطباعة والنشر والتوزیع ( 1420 هـ ).

[49])) سورة سبأ، الآیتان ( 24, 25 )

[50])) فن التواصل مع الآخر -معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو, بحث منشور بشبکة المعلومات الدولیة الإنترنت رابط :

                                          ( https://old.uqu.edu.sa/page/ar/88575 )

[51])) المرجع السابق, وأیضا : التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1405، وما بعدها) 

[52])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد
(ص 1404، وما بعدها ) .

[53])) سورة البقرة، من الآیة (143).

[54])) المسلم والآخر- رؤیة تاریخیة - لعماد الدین خلیل /30, وما بعدها - مقال منشور بمجلة إسلامیة المعرفة, العدد( 23، 24) السنة التاسعة عام ( 2003م ) - نقلا عن بحث التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1405، وما بعدها ).

[55])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد )ص1409)

[56])) المرجع السابق، وأیضا : فن التواصل مع الآخر - معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو - بحث منشور بشبکة المعلومات الدولیة الإنترنت رابط :

                                                           ( https://old.uqu.edu.sa )

[57])) فن التواصل مع الآخر-معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو- بحث منشور بشبکة المعلومات الدولیة الإنترنت رابط :( https://old.uqu.edu.sa )، والتعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1408) .

[58])) سورة الإسراء، من الآیة رقم (70)

[59])) سورة الحجرات، من الآیة رقم (13)

[60])) سورة هود، من الآیة رقم (118، 119)

[61])) سورة الروم، من الآیة رقم (22)

[62])) السیاسة الشرعیة فی إصلاح الراعی والرعیة لابن تیمیة/123 ط : دار المعرفة, وتفسیر المنار للشیخ : محمد رشید رضا(5/266) ط : الهیئة المصریة العامة للکتاب (1990م )  والإسلام عقیدة وشریعة للشیخ: محمود شلتوت/453 ط : دار الشروق, الطبعة الثامنة عشر( 1421هـ - 2001م ),  والسیاسة الشرعیة للشیخ: عبد الوهاب خلاف/76 ط : المکتبة السلفیة (1350هـ ), وفقه السنة للشیخ : السید سابق (3/13 ) ط : دار الفکر, الطبعة الرابعة( 1403هـ - 1983م ), والجهاد المشروع فی الإسلام للشیخ : عبد الله بن زاید آل محمود/ 26، وما بعدها ط : مطابع على بن على بالدوحة, قطر, والتعامل مع غیر المسلمین – أصول معاملتهم, واستعمالهم – دراسة فقهیة للدکتور : عبد الله بن إبراهیم الطریقی (ص129)، وطبیعة علاقة المسلمین بغیرهم من الأمم للدکتور : محمد على سلیم الهوا ری /402 - بحث منشور بمجلة الجامعة الإسلامیة, إصدار : سلسلة الدراسات الإسلامیة - المجلد التاسع عشر, العدد الثانی ( 2011م ).

[63])) التعامل مع غیر المسلمین، للدکتور : عبد الله بن إبراهیم الطریقی( ص 97)

[64])) سورة الممتحنة، الآیتان(8-9 )

[65])) تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن (29/ 191)

[66])) متفق علیه : صحیح البخاری بلفظه (4/ 103) کتاب الجزیة، باب إثم من عاهد ثم غدر، ح رقم (3183)، مسلم، کتاب الزکاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربین والزوج والأولاد، والوالدین ولو کانوا مشرکین، ح رقم (1003)

[67])) تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن (29/ 191)

[68])) تفسیر المنار (11/ 210)

[69])) تفسیر المنار (11/ 210)

[70])) سورة النساء الآیة (1).

[71])) سورة الحجرات الآیة (13)

[72])) موسوعة الأعمال الکاملة للإمام محمد الخضر حسین (4/ 2/ 21)

[73])) زهرة التفاسیر (1/ 181، 182)

[74])) سورة آل عمران الآیة (64)

[75])) سورة البقرة الآیة (256)

[76])) سورة الکهف من الآیة (29)

[77])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للمطعنی ص (50، 51)

[78])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للمطعنی ص (50، 51)

[79])) التشریع الجنائی الإسلامی مقارنا بالقانون الوضعی (1/ 332)

[80])) التعایش بین المسلمین وغیرهم، للمطعنی (41)

[81])) سورة البقرة الآیة (109)

[82])) سورة آل عمران الآیة (186)

[83])) سورة الزخرف الآیتان 88، 89)

[84])) سورة البقرة الآیة (194)

[85])) سورة التوبة الآیة (6)

[86])) الفقه الإسلامی وأدلته للزحیلی (8/ 6421)

[87])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم .للمطعنی (ص38)

[88])) صحیح البخاری (4/ 99)

[89])) المعجم الکبیر للطبرانی (22/ 57)

[90])) متفق علیه : صحیح البخاری، واللفظ له (2/ 85) کتاب الجنائز، باب من قام لجنازة یهودی، ح رقم (1312) ، صحیح مسلم (2/ 661) کتاب الجنائز،  باب القیام للجنازة، ح رقم(961).

[91])) متفق علیه : صحیح البخاری بلفظه (4/ 103) کتاب الجزیة، باب إثم من عاهد ثم غدر، ح رقم (3183)، مسلم، کتاب الزکاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربین والزوج والأولاد، والوالدین ولو کانوا مشرکین، ح رقم (1003)

[92])) شرح صحیح البخاری لابن حجر 5/233، وما بعدها, وشرح صحیح البخاری لابن بطال 75/135، وما بعدها, وشرح سنن أبی داود للعینی 6/422- تحقیق : أبی المنذر خالد بن إبراهیم المصری ط : مکتبة الرشد بالریاض, الطبعة : الأولى ( 1420 هـ 1999م).

[93])) المغنی لابن قدامة (9/ 23(, الشرح الکبیر على متن المقنع (10/ 107)، موسوعة الإجماع فی الفقه الإسلامی (6/ 340).

[94])) سورة النساء، من الآیة (160)

[95])) سورة البقرة، من الآیة (286)

[96])) التعامل مع غیر المسلمین أصول معاملاتهم واستعمالهم -  دراسة فقهیة للدکتور : عبد الله بن إبراهیم الطریقی (ص11 وما بعدها).

[97])) سورة البقرة من الآیة (256)

[98])) سورة الکافرون الآیة (6).

[99])) متفق علیه : صحیح البخاری، واللفظ له (5/ 174) کتاب المغازی، باب قصة دوس، والطفیل بن عمرو الدوسی، ح رقم (4392)، مسلم کتاب الفضائل، باب من فضائل غفار، وأسلم، وجهینة، وأشجع، ومزینة، وتمیم، ودوس، وطیئ، ح رقم (2524).

[100])) سورة الکافرون الآیة (6).

[101])) المغنی لابن قدامة (9/ 23(, الشرح الکبیر (10/ 107)، موسوعة الإجماع فی الفقه الإسلامی (6/ 340).

[102])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور: عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (1329وما بعدها)بحث منشور بالمجلة العلمیة لکلیة اللغة العربیة بأسیوط – عدد (36 ) الجزء الثانی ( 2017 م ).

[103])) سورة الأنعام الآیة (82).

[104])) سورة البقرة، من الآیة (256)

[105])) سورة یونس، الآیة (99)

[106])) سورة الکهف من الآیة (29)

[107])) تفسیر ابن کثیر(/383), والجامع لأحکام القرآن للقرطبی(3/279, وما بعدها), والدر المنثور للسیوطی(2/20 وما بعدها, 5/163) ط : دار الفکر بیروت ( 1993م ), وحاشیة رد المحتار(4/431، وما بعدها)، حاشیة الدسوقی (4/308)، وما بعدها, والمجموع للنووی(9/159)، والمغنی (10/96).

[108])) الأموال : لأبی عبید الهروی(ص44 )- تحقیق : خلیل محمد هراس ط : دار الفکر, بیروت .

[109])) ثیاب الحِبَرَاتِ : هی ثیاب من قطن أو کتان کانت تصنع بالیمن حسنة اللون والمظهر والهیئة. ینظر: تاج العروس من جواهر القاموس للزبیدی(10/507)ط : دار الهدایة, ولسان العرب لابن منظور(4/157) ط : دار صادر، والمعجم الوسیط(1/151، وما بعدها) ط : دار الدعوة, ومختار الصحاح للرازی (ص167) ط : مکتبة لبنان ناشرون – بیروت.

[110])) الجُّبَةُ : ضَرْبٌ مِنْ مُقَطَّعاتِ الثِّیابِ تُلْبَس، والجمعُ جُبَبٌ وجِبابٌ، وقد تَجَبَّبَ الرجلُ. إذا لبس جبة، والبِطانةُ جمعُ بَطائِنُ، وقد بطَّنْتُ الجُّبَّةَ. وجُبَّةٌ مَحشوَّةٌ. وهوَ الحَشْوُ. لسان العرب (1/ 249)مادة جبب،  التلخیص فی معرفة أسماء الأشیاء، المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران العسکری (المتوفى: نحو 395هـ)عنی بتَحقیقِه: الدکتور عزة حسن، الناشر: دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، الطبعة: الثانیة، 1996م (ص: 145)

[111])) أَرْدِیَةٌ، من الرِّداء، کقولهم: الإزارَ. وقد تَرَدَّى به، وارتَدَى. یقال : إِنَّه حسن الرِّدْیَة: أی الارْتِداءِ. المحکم والمحیط الأعظم، المؤلف: أبو الحسن علی بن إسماعیل بن سیده المرسی [ت: 458هـ] المحقق: عبد الحمید هنداوی، الناشر: دار الکتب العلمیة – بیروت، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2000 م (9/ 395).

[112])) السیرة النبویة لابن هشام(3/114)- تحقیق : طه عبد الرؤوف سعد, ط : دار الجیل
( 1411هـ).

[113])) زاد المعاد لابن القیم(3/557), وفتح الباری لابن رجب(2/439) - تحقیق :
أبی معاذ طارق بن عوض الله ط : دار ابن الجوزی بالسعودیة, الطبعة الثانیة (1422هـ).

[114])) تبیین الحقائق(3/280)، وبدائع الصنائع(4/176، 7/113وما بعدها),وأسنى المطالب(4/220)، والمهذب للشیرازی(2/255)، وکشف المخدرات والریاض المزهرات لشرح أخصر المختصرات للبعلی(1/353، وما بعدها ) ط: دار البشائر الإسلامیة, بیروت( 1423هـ - 2002م), ومنار السبیل لابن ضویان(1/282)ط : مکتبة المعارف بالریاض( 1405هـ), والمبدع(3/419، وما بعدها), وأحکام أهل الذمة(6/153، وما بعدها).   

[115])) سورة الممتحنة من الآیة (8)

[116])) وهو ما روی عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِیَّ (r) بَعَثَ مُعَاذًا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الیَمَنِ، فَقَالَ: «ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّی رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِکَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَلَیْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِکَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ صَدَقَةً فِی أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِیَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» صحیح البخاری (2/ 104) کتاب الزکاة، باب وجوب الزکاة، ح رقم(1395)

[117])) سورة الممتحنة الآیة (9)

[118])) البحر الرائق شرح کنز الدقائق (2/ 261)، تبیین الحقائق شرح کنز الدقائق وحاشیة الشلبی (1/ 300)

[119])) سورة الممتحنة الآیة (8)

[120])) سورة المائدة من الآیة (89)

[121])) البحر الرائق (2/ 261)، تبیین الحقائق(1/ 300)

[122])) سورة البقرة من الآیة (272)

[123])) مصنف ابن أبی شیبة (2/ 401) کتاب الزکاة، ما قالوا فی الصدقة فی غیر أهل الإسلام، ح رقم (10398)، الجامع الصحیح للسنن والمسانید (30/ 239) الزکاة/ حکم الصدقة على الکافر,

[124])) متفق علیه : صحیح البخاری بلفظه (4/ 103) کتاب الجزیة، باب إثم من عاهد ثم غدر، ح رقم (3183)، مسلم، کتاب الزکاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربین والزوج والأولاد، والوالدین ولو کانوا مشرکین، ح رقم (1003)

[125])) سورة الممتحنة من الآیة (8)

[126])) شرح مختصر الطحاوی للجصاص (7/ 399،400(، البحر الرائق (2/ 261)، تبیین الحقائق(1/ 300)، شرح صحیح البخارى لابن بطال (5/ 365)، مرقاة المفاتیح شرح مشکاة المصابیح (4/ 1262)

[127])) الذخیرة للقرافی (3/ 369), المختصر الفقهی لابن عرفة (2/ 356( ،

[128])) الذخیرة للقرافی (3/ 369), المختصر الفقهی لابن عرفة (2/ 356( ،

[129])) المجموع شرح المهذب (8/ 425)

[130])) المجموع شرح المهذب (8/ 425)، أسنى المطالب فی شرح روض الطالب (1/ 545)، تحریر الفتاوى (3/ 414)، المغنی لابن قدامة (9/ 450)

[131])) أسنى المطالب فی شرح روض الطالب (1/ 545).

[132])) وأما التهنئة بشعائر الکفر، فحرام بالإجماع، مثل أن یهنئهم بأعیادهم، وصومهم، فیقول: عید مبارک علیک، أو تهنأ بهذا العید، ونحوه، فهذا من المحرمات.

تبیین الحقائق(6/ 229)، مواهب الجلیل (6/ 290)، وتحفة المحتاج(9/ 182)، وکشاف القناع (3/ 132)، أحکام أهل الذمة (1/ 441)، واقتضاء الصراط المستقیم(1/ 208)، وموسوعة الإجماع فی الفقه الإسلامی (6/ 418)فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانیة، المؤلف: اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء، جمع وترتیب: أحمد بن عبد الرزاق الدویش، الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمیة والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الریاض2 (1/ 434)

[133])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1330, وما بعدها ).

[134])) صحیح البخاری : کتاب الشرکة, باب هل یقرع فی القسمة والاستهام فیه(2/882)
ح (2361) .

[135])) المحرر فی الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (2/ 185)، وأحکام أهل الذمة (1/ 441)، عمدة الحازم فی الزوائد على مختصر أبی القاسم، المؤلف: أبو محمد موفق الدین ابن قدامة المقدسی، تح: نور الدین طالب، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، قطر، الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007م (ص: 234)، ومجلة البحوث =
= الإسلامیة (70/ 266)- مجلة دوریة، تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد، تحفة الإخوان بما جاء فی الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران، المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التویجری (المتوفى: 1413هـ)، الناشر: مؤسسة النور للطباعة والتجلید، الریاض، الطبعة: الأولى (ص: 23)

[136])) المعجم الکبیر للطبرانی، واللفظ له: (19/ 419) ح رقم (1014)، شعب الإیمان : أحمد بن الحسین بن علی  أبو بکر البیهقی (المتوفى: 458هـ) (12/ 106) ح رقم (9114)حققه: الدکتور عبد العلی عبد الحمید حامد، أشراف: مختار أحمد الندوی، صاحب الدار السلفیة ببومبای، الهند، الناشر: مکتبة الرشد للنشر والتوزیع بالریاض بالتعاون مع الدار السلفیة ببومبای بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م

[137])) المحرر فی الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (2/ 185)، وأحکام أهل الذمة (1/ 441)، عمدة الحازم فی الزوائد على مختصر أبی القاسم،(ص: 234)، و مجلة البحوث الإسلامیة (70/ 266)- مجلة دوریة، تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد، وتحفة الإخوان بما جاء فی الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران، (ص: 23)

[138])) المختصر فی أحکام السفر (ص: 129)

[139])) سورة الممتحنة الآیة (8)

[140])) متفق علیه : صحیح البخاری واللفظ له, کتاب الجنائز, باب من قام لجنازة یهودی(1/441)ح (1249), وصحیح مسلم - کتاب الجنائز، باب القیام للجنازة (2/660) ح (960) .

[141])) متفق علیه: صحیح البخاری واللفظ له, کتاب الجنائز, باب من قام لجنازة یهودی(1/441) ح (1250), وصحیح مسلم - کتاب الجنائز، باب القیام للجنازة(2/661)ح (961) .

[142])) السنن الکبرى للبیهقی  باب الغسل من غسل المیت(1/304)ح (1350), ومسند الإمام أحمد(1/103)ح(807).

[143])) شرح صحیح البخاری لابن بطال (3/353) .   

[144])) شرح صحیح البخاری لابن بطال(3/353) .   

(4) شرح صحیح البخاری لابن بطال (3/353)، وشرح سنن أبی داود للعینی (6/169), والفتاوى الهندیة (1/160), والمجموع للنووی(5/281) ط : دار الفکر,
والمهذب للشیرازی(1/136) ط : دار الفکر, والکافی فی فقه الإمام أحمد لابن قدامة (1/248) ط : المکتب الإسلامی, بیروت, والمبدع لابن مفلح 2/226 ط : المکتب الإسلامی, بیروت .

[146])) الفتاوى الهندیة(1/167),والبحر الرائق (8/232), والبیان والتحصیل لابن رشد (2/212)، ومواهب الجلیل (3/40), وأسنى المطالب فی شرح روض الطالب(1/334, وما بعدها), والمجموع للنووی(5/305), وروضة الطالبین للنووی (2/145), والإنصاف للمرداوی (2/565, وما بعدها), والکافی فی فقه الإمام أحمد (1/373).

[147])) سورة الممتحنة، الآیة (8)

[148])) المراجع السابقة, وأیضا : أحکام أهل الذمة لابن القیم (1/161) .

[149])) متفق علیه : صحیح البخاری واللفظ له – کتاب فضائل الصحابة, باب قصة أبی طالب(3/1409)ح (3671) , وصحیح مسلم – کتاب الإیمان, باب الدلیل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم یشرع فی النزع( 1/54)ح (24).

[150])) المجموع شرح المهذب (19/ 415)

[151])) صحیح البخاری - کتاب الجنائز, باب إذا أسلم الصبی فمات، هل یصلى علیه، وهل یعرض على الصبی الإسلام 1/455 ح (1290).

[152])) الاختیار للموصلی (5 /10)، والمدخل لابن الحاج (4/184)، والأم للإمام الشافعی (4/272، وما بعدها) ط : دار المعرفة, بیروت, والمغنی (1/587, 11/36) .

[153])) المراجع السابقة, وأیضا : البحر الرائق (8/191)، وبدائع الصنائع(5/45)، والثمر الدانی شرح رسالة ابن أبى زید القیروانی للآبى الأزهری(ص406) ط : المکتبة الثقافیة، بیروت ومغنی المحتاج (4/265, 272), وإعانة الطالبین للدمیاطی (2/344) ط : دار الفکر, والمبدع (9/214) .

[154])) البحر المحیط فی أصول الفقه للزرکشی(4/322, وما بعدها ), والمحصول للإمام الرازی(6/131، وما بعدها )- تحقیق : طه جابر فیاض العلوانی ط : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بالریاض الطبعة الأولى : ( 1400هـ )، والإحکام فی أصول الأحکام لابن حزم(1/52) ط : دار الحدیث بالقاهرة الطبعة الأولى: ( 1404هـ ), والمنثور فی القواعد للزرکشی(1/176 )ط : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة بالکویت, والأشباه والنظائر للسیوطی (ص60)ط : دار الکتب العلمیة ( 1403هـ 1983م )، والأشباه والنظائر لابن نجیم (ص66), وحاشیة ابن عابدین(1/113)، ومجمع الأنهر لداماد أفندی(4/244)ط : دار الکتب العلمیة .

[155])) سورة البقرة، من الآیة رقم (29)

[156])) الاختیار للموصلی (5/10)، والبحر الرائق(8/191), والمدخل لابن الحاج(4/184)، وبدایة المجتهد لابن رشد الحفید(1/362),والأم للإمام الشافعی(4/272،وما بعدها)ط :دار المعرفة, بیروت,وإعانة الطالبین للدمیاطی(2/344), والإنصاف للمرداوی(10/386, والمغنی(11/36), وکشاف القناع للبهوتی(5/84 )ط :دار الفکر, والمحلى(9/12).

[157])) المبسوط للسرخسی (11/ 246)، مجمع الأنهر فی شرح ملتقى الأبحر (2/ 507)

[158])) البیان والتحصیل (3/ 272)، مواهب الجلیل فی شرح مختصر خلیل (3/ 213)، شرح زروق على متن الرسالة (1/ 590)، التبصرة للخمی (4/ 1490)، شرح ابن ناجی التنوخی على متن الرسالة (1/ 380)،

[159])) التهذیب فی فقه الإمام الشافعی (8/ 3)، بحر المذهب للرویانی (9/ 216)، النجم الوهاج فی شرح المنهاج (9/ 454)، المجموع شرح المهذب (9/ 74)

[160])) الکافی فی فقه الإمام أحمد (1/ 548) ، المغنی لابن قدامة (1/ 61)، العدة شرح العمدة (ص: 491)، الروض المربع شرح زاد المستقنع (ص: 689).

[161])) المحلى بالآثار (6/ 143)

[162])) سورة المائدة، من الآیة (5)

[163])) المبسوط للسرخسی (11/ 246)، مجمع الأنهر فی شرح ملتقى الأبحر (2/ 507)

[164])) السنن الکبرى للبیهقی - کتاب الضحایا, باب ما جاء فی طعامهم وإن کانوا حربا 9/282 ح (18937).

[165])) أخرجه عبد الرزاق فی مصنفه- کتاب أهل الکتاب فی ذبائحهم 6/118 ح (10177).

[166])) الإجماع لابن المنذر تحقیق، فؤاد طبعة المسلم (ص: 61)، المغنی لابن قدامة (9/ 390)،

[167])) الإقناع فی مسائل الإجماع (1/ 319)، موسوعة الإجماع فی الفقه الإسلامی (6/ 412)

[168])) التهذیب فی فقه الإمام الشافعی (5/ 368 وما بعدها)

[169])) موطأ مالک، کتاب الزکاة، باب جزیة أهل الکتاب، ت الأعظمی (2/ 395)

[170])) سورة البقرة من الآیة (231)

[171])) بدائع الصنائع(2/271)، والجامع لأحکام القرآن للقرطبی(3/72) ، والذخیرة للقرافی(4/203)، والحاوی الکبیر للماوردی(9/255، وما بعدها), والکافی فی فقه الإمام أحمد(3/47), والمحلى (9/449).

[172])) بدائع الصنائع(2/270), والعنایة شرح الهدایة للبابرتی(3/228, وما بعدها) ط : دار الفکر, والمعونة على مذهب عالم المدینة للبغدادی(1/799)تحقیق:حمیش عبد الحق, ط:المکتبة التجاریة, والفواکه الدوانی(2/19) ط : دار الفکر( 1415 هـ 1995م )، والأم للإمام الشافعی(4/272، وما بعدها),  ونهایة المحتاج للرملی(6/290)ط : دار الفکر, بیروت, والمغنی لابن قدامة(7/500), والمحلى (9/445).

[173])) شرح ابن ناجی التنوخی على متن الرسالة (2/ 24)، المدونة (2/ 219)، شرح الخرشی (3/ 226)

[174]))  سورة الروم  من الآیة (21)

[175])) سورة المجادلة من الآیة (22)

[176])) سورة المائدة، من الآیة (5)

[177])) سورة البقرة، من الآیة (221)

[178])) الجامع لأحکام القرآن للقرطبی(3/67, وما بعدها),( 5/120)، وتفسیر الطبری(4/362, وما بعدها), ومفاتیح الغیب للرازی(11/117، وما بعدها )، والحاوی الکبیر(9/221وما بعدها), والمبدع (7/70, وما بعدها).

[179])) التمهید لابن عبد البر(2/128)، والحاوی الکبیر(9/222), ومغنی المحتاج (3/187)، والمغنی (7/500).

[180])) الاختیار لابن مودود الموصلی(3/100)، وفتح القدیر لابن الهمام(3/232) ط : دار الفکر, والثمر الدانی للآبی الآزهری (ص451)، والفواکه الدوانی( 2/19)، والمجموع للنووی(16/232)، وأسنى المطالب(3/160), وما بعدها, والمغنی لابن قدامة (7/502), والمبدع لابن مفلح(7/70) .

[181])) بینما ذهب الظاهریة وأبو ثور : إلى أنه یباح للمسلم أن یتزوج من المرأة المجوسیة؛ لأن المجوس فی نظرهم طائفة من أهل الکتاب, فیحل نکاح نسائهم .المحلى (9/445، وما بعدها), والمغنی لابن قدامة(7/502).

[182])) سورة البقرة، من الآیة (221)

[183])) قال الکاسانی : والنص وإن ورد فی المشرکین؛ لکن العلة وهی الدعاء إلى النار یعم جمیع الکفار، فیتعمم الحکم بعموم العلة, فلا یجوز تزویج المسلمة للکتابی, کما لا یجوز زواجها من الوثنی والمجوسی . بدائع الصنائع للکاسانی (2/271، وما بعدها).

[184])) أخرجه البیهقی فی السن الکبرى من حدیث - أبى هریرة رضى الله عنه - کتاب الهبات, باب: التحریض على الهبة والهدیة صلة بین الناس(6/169)ح ( 11726),  وإسناده حسن ورجاله ثقات .مجمع الزوائد للهیثمی(4/146),  ونیل الأوطار للشوکانی 6/100
ط : دار الجیل – بیروت (1973 م).

[185])) سنن الترمذی - کتاب السیر, باب ما جاء فی قبول هدایا المشرکین (4/140)
ح ( 1576) ط : دار إحیاء التراث العربی بیروت , والسنن الکبرى للبیهقی, باب ما جاء فی هدایا المشرکین(9/ 215),  ومجمع الزوائد (4/151: 153, والتمهید لابن عبد البر 21/ 18 ط : وزارة عموم الأوقاف والشؤن الإسلامیة,وعون المعبود للعظیم أبادی8/215) ط: دار الکتب العلمیة بیروت,  والدراری المضیة للشوکانی(1/346 )ط : دار الجیل  بیروت (1407هـ-1987م),ونیل الأوطار(6/ 99وما بعدها,104وما بعدها).

[186])) متفق علیه : واللفظ للبخاری - صحیح البخاری - کتاب الهبة وفضلها, باب : قبول الهدیة من المشرکین(2/ 924)ح (2476)، وصحیح مسلم  کتاب اللباس والزینة, باب تحریم استعمال أوانی الذهب والفضة فی الشرب وغیره (3/1638)ح (2068).

[187])) شرح صحیح البخاری لابن حجر(5/233), وشرح صحیح البخاری لابن بطال(75/135، وما بعدها).

[188])) أخرجه البیهقی فی السنن الکبرى - کتاب الجزیة، باب ما جاء فی هدایا المشرکین للإمام (9/ 216) ح(18573), وأبو داود فی سننه, کتاب الخراج والفیء والإمارة, باب فی الإمام یقبَلُ هدایا المُشرکینَ (4/ 662)، والترمذی فی سننه - کتاب السیر, باب فی کراهیة هدایا المشرکین 4/140 ح (1577 ), وقال عنه : حدیث حسن صحیح .

[189])) نیل الأوطار(6/106 وما بعدها) ,  وعون المعبود(8/ 214 وما بعدها) .

[190])) سورة المجادلة، من الآیة رقم (22)

[191])) متفق علیه : صحیح البخاری بلفظه (4/ 103) کتاب الجزیة، باب إثم من عاهد ثم غدر، ح رقم (3183)، مسلم، کتاب الزکاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربین والزوج والأولاد، والوالدین ولو کانوا مشرکین، ح رقم (1003)

[192])) شرح صحیح البخاری لابن حجر(5/233، وما بعدها), وشرح صحیح البخاری لابن بطال (75/135 وما بعدها), وشرح سنن أبی داود للعینی(6/422)

[193])) سورة الممتحنة، الآیة رقم (8 )

[194])) شرح صحیح البخاری لابن حجر(5/233 وما بعدها), وشرح صحیح البخاری لابن بطال(75/135وما بعدها), وشرح سنن أبی داود للعینی(6/422).

[195])) المرجع السابق, وأیضا : تفسیر ابن کثیر(8/)391) .

[196])) سورة آل عمران الآیة (75).

[197])) سورة الزخرف، من الآیة (23)

[198])) سورة المائدة من الآیة (2)

[199])) فتح الباری لابن حجر(7/237وما بعدها) تحقیق : محمد فؤاد عبد الباقی, ومحب الدین الخطیب، ط : دار المعرفة بیروت (1379هـ), ومجمع الزوائد للهیثمی (8/496) ط : دار الفکر، بیروت(1412هـ 1992م), والمستدرک على الصحیحین للحاکم النیسابوری(3/9وما بعدها) ط : دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الأولى (1411هـ -1990م), والسیرة النبویة لابن هشام (1/486 وما بعدها) ط : مصطفى الحلبى, والسیرة النبویة لابن کثیر 6/349, والرحیق المختوم بحث فی السیرة النبویة للمبارکفوری (ص187) ط : دار العقیدة، الطبعة الرابعة ( 1422 هـ 2001م) .

[200])) شرح صحیح البخاری لابن بطال(6/338, وما بعدها), (7/26) ط : مکتبة الرشد بالریاض, الطبعة الثانیة، والبحر الرائق لابن نجیم(8/ 212) ط : دار المعرفة بیروت، والمبسوط للسرخسی(22/107, 226)ط : دار الفکر، بیروت، وحاشیة ابن عابدین (8/327)ط : دار الفکر, ومواهب الجلیل للحطاب 6/538 ط : دار عالم الکتب، والمغنی لابن قدامة(5/109) ط : دار الفکر، وشرح منتهى الإرادات للبهوتی(2/8 وما بعدها)، ط : عالم الکتب .

[201])) ولکن ذهب المالکیة إلى القول بکراهة الشراء من أهل الذمة؛ لأنهم لا یتنزهون عن النجاسة وخاصة عند شراء الأشیاء المائعة .المدخل لابن الحاج(2/78, 4/164) ط : دار الفکر( 1401هـ - 1981م).

[202])) متفق علیه: صحیح البخاری، کتاب الإجارة, باب إذا استأجر أرضا فمات أحدهما(2/ 798) ح(2165), وصحیح مسلم – کتاب المساقاة, باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع (3/1186) ح (1551) .

[203])) متفق علیه: صحیح البخاری، کتاب البیوع، باب شراء النبی صلى الله علیه و سلم بالنسیئة (2/ 729)ح(1963)، وصحیح مسلم – کتاب المساقاة, باب الرهن وجوازه فی الحضر والسفر(3/1226) ح (1603) .

[204])) صحیح مسلم (3/ 1186)، کتاب المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع، ح (1556) المسند الموضوعی الجامع للکتب العشرة (16/ 2)،کتاب الْإِجَارَةُ بِبَعْضِ مَا یَخْرُجُ مِنْ الْأَرْض (الْمُخَابَرَة)

[205])) شرح النووی على مسلم (10/ 209)

[206])) المبسوط للسرخسی (23/ 2)، بدائع الصنائع (7/ 119)، مواهب الجلیل (5/ 118)، مناهج التحصیل ونتائج لطائف التأویل فی شرح المدونة وحل مشکلاتها (7/ 335)

[207])) روضة الطالبین وعمدة المفتین (4/ 275)

[208])) التعامل مع الآخر شواهد تاریخیة من الحضارة الإسلامیة لإبراهیم بن محمد الحمد المزینی (ص108وما بعدها)ط: مرکز الملک عبد العزیز للحوار الوطنی .

[209])) المراجع السابقة, وأیضا : أحکام القرآن  للجصاص(4/90), وبدائع الصنائع(5/143, 305), والاختیار فی تعلیل المختار لابن مودود الموصلی(4/149) ط : دار الکتب
العلمیة .

[210])) صحیح البخاری : کتاب الشرکة, باب هل یقرع فی القسمة والاستهام فیه(2/882)ح (2361 ).

[211])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی(8/522) .

[212])) فن التواصل مع الآخر- معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو - بحث إلکترونی منشور بشبکة الإنترنت رابط :

                                        ( https://old.uqu.edu.sa/page/ar/88575 )

[213])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1333, وما بعدها).

[214])) المرجع السابق .

[215])) الاستراتیجیة الثقافیة للعالم الإسلامی (ص52 وما بعدها) من منشورات المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة بالرباط - المغرب ( 1997م ).

[216])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم، للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1335). 

[217])) التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد (ص1335), وفن التواصل مع الآخر -معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو, بحث منشور بشبکة المعلومات الدولیة الإنترنت رابط :                        

( https://old.uqu.edu.sa/page/ar/88575 ).

[218])) سورة الأنفال، الآیة (61)

[219])) سورة الأنفال، الآیة (72)

[220])) سورة الممتحنة، الآیة (8) 

[221])) سورة النساء، الآیة (92)

[222])) سورة الممتحنة، الآیة رقم (8 )

[223])) الجامع لأحکام القرآن للقرطبی( 18/59), وجامع البیان للطبری (23/321), وتفسیر القرآن لابن کثیر(4/418), وما بعدها, والفروق للقرافی(3/15) ط : عالم الکتب .

[224])) غیر المسلمین فی المجتمع المسلم للدکتور: یوسف القرضاوی (ص10) ط : مطبعة وهبة بالقاهرة, الطبعة الثالثة (1413هـ  1992م) .

[225])) الفروق للقرافی(3/14)، ومنح الجلیل شرح مختصر خلیل للشیخ علیش(3/138) ط : دار الفکر, بیروت, وحاشیة الصاوی على الشرح الصغیر(2/273)ط :  دار المعارف .

[226])) جزء من حدیث ورد فی باب النهی عن أکل السباع وتمام نصه : عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -(r)- خَیْبَرَ فَأَتَتِ الْیَهُودُ فَشَکَوْا أَنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْرَعُوا إِلَى حَظَائِرِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (r)« أَلاَ لاَ تَحِلُّ أَمْوَالُ الْمُعَاهِدِینَ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحَرَامٌ عَلَیْکُمْ حُمُرُ الأَهْلِیَّةِ وَخَیْلُهَا وَبِغَالُهَا وَکُلُّ ذِی نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَکُلُّ ذِی مِخْلَبٍ مِنَ الطَّیْرِ سنن
أبی داود (3/ 383)ح (3806)  ط : دار الفکر, ومسند الإمام أحمد (4/89)ح ( 16862) ط : مؤسسة قرطبة بالقاهرة

[227])) سنن أبی داود (2/ 187)ح ( 3052), والسنن الکبرى للبیهقی 9/205 ح ( 18511) تحقیق : محمد عبد القادر عطا – طبعة : مکتبة دار البار بمکة المکرمة (1414هـ 1994م), قال عنه السخاوی : حدیث صحیح وسکت عنه أبو داود . المقاصد الحسنة للسخاوی (ص616) ط : دار الکتاب العربی.

[228])) التاج والإکلیل للمواق(4/597) ط : دار الکتب العلمیة, ومغنی المحتاج للخطیب الشربینی(4/253) ط : دار الفکر، وأسنى المطالب للأنصاری(4/218) - تحقیق الدکتور: محمد محمد تامر ط : دار الکتب العلمیة - بیروت، الطبعة الأولى: ( 1422 هـ /
2000م)، وشرح الزرکشی على مختصر الخرقی(3/185) ط : دار الکتب العلمیة، بیروت (1423هـ - 2002م ).

[229])) الأشباه والنظائر لابن نجیم |(ص326)ط : دار الکتب العلمیة, بیروت, والبحر الرائق(5/280), والمبسوط(6/ 213، 281)، والاختیار لتعلیل المختار للموصلی(2/10).

[230])) سبل الهدى والرشاد فی سیرة خیر العباد، المؤلف: محمد بن یوسف الصالحی الشامی (المتوفى: 942هـ)، تحقیق، وتعلیق: الشیخ عادل أحمد عبد الموجود، الشیخ علی محمد معوض، الناشر: دار الکتب العلمیة بیروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م (4/ 14)، شرح الزرقانی على المواهب اللدنیة بالمنح المحمدیة، المؤلف: أبو عبد الله محمد بن عبد الباقی الزرقانی المالکی (المتوفى: 1122هـ) الناشر: دار الکتب العلمیة، الطبعة: الأولى 1417هـ-1996م (2/ 236)

[231])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی (8/522).

[232])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی(8/522).

[233])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی(8/522 ).

[234])) الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور : وهبة الزحیلی (8/522) .

[235])) فقه السنة (2/ 705)، الأموال للقاسم بن سلام (ص: 266)، موسوعة محاسن الإسلام(3/ 387)

فهرس المصادر والمراجع
أولا : القرآن الکریم – جل من أنزله .
ثانیا : کتب التفسیر وعلومه :
1-      أحکام القرآن للجصاص - تحقیق : محمد الصادق قمحاوی - ط : دار إحیاء التراث العربی – بیروت (1405هـ ).
2-      أیسر التفاسیر لکلام العلی الکبیر لأبی بکر الجزائری ط : مکتبة العلوم والحکم بالمدینة المنورة، السعودیة - الطبعة : الخامسة (1424هــ 2003م ).
3-      بحر العلوم لأبی اللیث السمرقندی ط : دار الفکر – بیروت.
4-      تفسیر البحر المحیط لأبی حیان الأندلسی ط : دار الکتب العلمیة، بیروت                ( 1422هـ 2001م )
5-      تفسیر حدائق الروح والریحان فی روابی علوم القرآن: المؤلف: الشیخ العلامة محمد الأمین بن عبد الله الأرمی العلوی الهرری الشافعی، إشراف ومراجعة: الدکتور هاشم محمد علی بن حسین مهدی، الناشر: دار طوق النجاة، بیروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م
6-      تفسیر الطبری ( جامع البیان لابن جریر الطبری ) تحقیق : أحمد محمد شاکر  ط : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ( 1420هـ- 2000م )
7-      تفسیر القرآن العظیم لابن کثیر- تحقیق : محمود حسن ط : دار الفکر- بیروت ( 1414هـ 1994م ).
8-      تفسیر مقاتل بن سلیمان ط : دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الأولى (1424هـ 2003م ).
9-      تفسیر المنار للشیخ : محمد رشید رضا ط : الهیئة المصریة العامة للکتاب (1990م ).
10-   الجامع لأحکام القرآن للقرطبی - تحقیق : أحمد عبد العلیم البردونی – ط : دار إحیاء التراث العربی (1405هـ 1985م ) .
11-   الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور للسیوطی ط  : دار الفکر ( 1993م ) .
12-   زهرة التفاسیر: محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبی زهرة (المتوفى: 1394هـ) دار النشر: دار الفکر العربی.
13-   فتحُ البیان فی مقاصد القرآن: المؤلف: أبو الطیب محمد صدیق خان بن حسن بن علی ابن لطف الله الحسینی البخاری القِنَّوجی (المتوفى: 1307هـ)عنی بطبعهِ: عَبد الله بن إبراهیم الأنصَاری، الناشر: المَکتبة العصریَّة للطبَاعة والنّشْر، صَیدَا، بَیروت،عام النشر: 1412 هـ - 1992 م
14-   الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل وعیون الأقاویل فی وجوه التأویل للزمخشری - تحقیق : عبد الرازق المهدی ط : دار إحیاء التراث العربی – بیروت .
15-   مفاتیح الغیب للفخر الرازی ط : دار الکتب العلمیة - بیروت ( 1421هـ - 2000 م).
ثالثا : کتب الحدیث وشروحه :
16-   البدر المنیر فی تخریج الأحادیث والأثار الواقعة فی الشرح الکبیر لابن الملقن – تحقیق : مصطفى أبو الغیط و عبدالله بن سلیمان ویاسر بن کمال ط : دار الهجرة  للنشر والتوزیع  بالریاض، الطبعة الأولى (1425هـ 2004م).
17-   تحفة الأحوذی شرح جامع الترمذی للمبارکفوری ط : دار الکتب العلمیة – بیروت .
18-   التلخیص الحبیر فی تخریج أحادیث الرافعی الکبیر لابن حجر العسقلانی  ط : دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى (1419هـ 1989م ).
19-    التمهید لما فی الموطأ من المعانی والأسانید لابن عبد البر- تحقیق مصطفى بن أحمد العلوى، ومحمد عبد الکبیر البکرى – ط : وزارة عموم الأوقاف والشؤن الإسلامیة .
20-   الدراری المضیة للشوکانیط : دار الجیل – بیروت (1407هـ - 1987م)
21-  الدرایة فی تخریج أحادیث الهدایة لابن حجر العسقلانی ط : دار المعرفة – بیروت
22-  زاد المعاد فی هدى خیر العباد لابن قیم الجوزیة – تحقیق : شعیب الأرناؤوط، وعبد القادر الأرناؤوط - ط : مؤسسة الرسالة، بیروت، مکتبة المنار الإسلامیة بالکویت– الطبعة الرابعة عشر (1407هـ - 1986م) .
23-   سنن أبى داود - تحقیق : محمد محى الدین عبد الحمید – ط : دار الفکر (د.ت).
24-   سنن الترمذی - تحقیق : أحمد محمد شاکر وآخرین ط : دار إحیاء التراث العربی – بیروت.
25-  السنن الکبرى للبیهقی - تحقیق : محمد عبد القادر عطا – ط : مکتبة دار الباز بمکة المکرمة (1414هـ-1994م).
26-  شعب الإیمان للبیهقی :أحمد بن الحسین بن علی  أبو بکر البیهقی (المتوفى: 458هـ)حققه: الدکتور عبد العلی عبد الحمید حامد، أشراف: مختار أحمد الندوی، صاحب الدار السلفیة ببومبای، الهند، الناشر: مکتبة الرشد للنشر والتوزیع بالریاض بالتعاون مع الدار السلفیة ببومبای بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م
27-   شرح سنن أبی داود للعینی-  تحقیق : أبی المنذر خالد بن إبراهیم المصری ط : مکتبة الرشد بالریاض، الطبعة : الأولى ( 1420 هـ 1999 م ).
28-   شرح صحیح البخاری لابن بطال - تحقیق: أبى تمیم یاسر بن إبراهیم ط : مکتبة الرشد بالسعودیة ( 1423هـ ).
29-   صحیح البخاری - تحقیق : مصطفى دیب البغا – ط : دار ابن کثیر والیمامة – بیروت – الطبعة الثالثة(1407هـ- 1987م) .
30-   صحیح مسلم – تحقیق : محمد فؤاد عبد الباقی - ط : دار إحیاء التراث العربی – بیروت (د.ت).
31-   عون المعبود فی شرح سنن أبى داود للعظیم أبادى– ط : دار الکتب العلمیة – بیروت – الطبعة الثانیة (1415هـ) .
32-   فتح الباری شرح صحیح البخاری لابن حجر العسقلانی -  تحقیق : محمد فؤاد عبد الباقی، ومحب الدین الخطیب – ط : دار المعرفة – بیروت (1379هـ).
33-   فتح الباری لابن رجب - تحقیق : أبی معاذ طارق بن عوض الله ط : دار ابن الجوزی بالسعودیة، الطبعة الثانیة (1422هـ).
34-   مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهیثمی - ط : دار الفکر، بیروت :( 1412 هـ 1992م ).
35-   المستدرک على الصحیحین للحاکم النیسابوری - تحقیق : مصطفى               عبد القادر عطا ط : دار الکتب العلمیة – بیروت – الطبعة الأولى (1411هـ-1990م) .
36-   مسند الإمام أحمد - ط : مؤسسة قرطبة بالقاهرة .
37-   المقاصد الحسنة فی بیان کثیر من الأحادیث المشتهرة على الألسنةللسخاوی  ط : دار الکتاب العربی ( 1405هـ-1985م ) .
38-   نصب الرایة فی تخریج أحادیث الهدایة للزیلعی – تحقیق : محمد یوسف البنوری ط : دار الحدیث بمصر ( 1357هـ) .
39-   نیل الأوطار للشوکانی ط : دار الجیل – بیروت ( 1973 م ).
رابعا : کتب اللغة, والمعاجم, والمصطلحات :
40-   تاج العروس من جواهر القاموس للزبیدی ط : دار الهدایة
41-  شمس العلوم ودواء کلام العرب من الکلوم: المؤلف: نشوان بن سعید الحمیرى الیمنی (المتوفى: 573هـ)المحقق: د حسین بن عبد الله العمری. وآخرون، الناشر: دار الفکر المعاصر (بیروت - لبنان)، دار الفکر (دمشق - سوریة) الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م
42-    لسان العرب لابن منظور: ط : دار صادر – بیروت – الطبعة الأولى                ( 1375هـ ). 
43-   مختار الصحاح للرازی - تحقیق : محمود خاطر ط : مکتبة لبنان ناشرون – بیروت (1415 هـ 1995م).
44-  معجم دیوان الأدب: المؤلف: أبو إبراهیم إسحاق بن إبراهیم بن الحسین الفارابی، (المتوفى: 350هـ) تحقیق: دکتور أحمد مختار عمر، مراجعة: دکتور إبراهیم أنیس، طبعة: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة، عام النشر: 1424 هـ - 2003 م
45-   المعجم الوسیط  - تألیف : إبراهیم مصطفى، وأحمد الزیات، وحامد عبد القادر، ومحمد النجار - تحقیق : مجمع اللغة العربیة ط : دار الدعوة .
46-  معجم اللغة العربیة المعاصرة: المؤلف: د أحمد مختار عبد الحمید عمر (المتوفى: 1424هـ) بمساعدة فریق عمل، الناشر: عالم الکتب، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م
خامسا : کتب أصول الفقه, والقواعد الفقهیة :
أولا : ( کتب أصول الفقه):
47-  الإحکام فی أصول الأحکام لابن حزم ط : دار الحدیث بالقاهرة الطبعة الأولى : ( 1404هـ ) .
48-   الإحکام فی أصول الأحکام للآمدی ط : دار الکتاب العربی – بیروت، الطبعة الأولى (1404هـ ).
49-  إرشاد الفحول إلی تحقیق الحق من علم الأصول للشوکانی ط : دار الکتاب العربی، الطبعة الأولى( 1419هـ 1999م ).
50-   البحر المحیط فی أصول الفقه للزرکشی ط : دار الکتب العلمیة، بیروت - الطبعة الأولى: (1421هـ / 2000م) .
51-  التبصرة فی أصول الفقه لأبی إسحاق الشیرازی - تحقیق  الدکتور : محمد حسن هیتو ط : دار الفکر – دمشق، الطبعة الأولى (1403 هـ).
52-   التمهید فی تخریج الفروع على الأصول للإسنوی - تحقیق  الدکتور : محمد حسن هیتو ط : مؤسسة الرسالة - بیروت الطبعة الأولى (1400 هـ)
53-   المحصول للإمام الرازی - تحقیق : طه جابر فیاض العلوانی ط : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بالریاض الطبعة الأولى : ( 1400هـ ).
54-  المستصفى فی علم الأصول للغزالی – تحقیق : محمد بن سلیمان الأشقر،
ط : مؤسسة الرسالة - بیروت الطبعة الأولى ( 1417هـ 1997م ).
 
ثانیا : ( کتب قواعد الفقه ):
55-   الأشباه والنظائر لابن نجیم ط : دار الکتب العلمیة، بیروت.
56-   الأشباه والنظائر للسیوطی ط : دار الکتب العلمیة ( 1403هـ 1983م ).
57-   الفروق للقرافیالمسمى ( أنوار البروق فی أنواع الفروق ) ط : عالم الکتب - بیروت .
58-   المنثور فی القواعد للزرکشی - تحقیق : الدکتور/ تیسیر فائق أحمد محمود ط : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامیة بالکویت، الطبعة الثانیة (1405هـ)
سادسا : کتب الفقه :
    (1) کتب الحنفیة :
59-   الاختیار لتعلیل المختار لابن مودود - تحقیق : عبد اللطیف محمد عبد الرحمن ط : دار الکتب العلمیة – بیروت – الطبعة الثالثة ( 1426هـ 2005م).
60-   البحر الرائق شرح کنز الدقائق لابن نجیم – ط : دار المعرفة – بیروت – لبنان- الطبعة الثانیة .
61-   بدائع الصنائع فی ترتیب الشرائع للکاسانی ط : دار الکتاب العربی – بیروت (1982م) .
62-   تبیین الحقائق شرح کنز الدقائق للزیلعی : ط : دار الکتاب الإسلامى .
63-   حاشیة ابن عابدین على الدر المختار ط : دار الفکر، بیروت - الطبعة الثانیة (1386 هـ ).
64-   العنایة شرح الهدایة للبابرتی  ط : دار الفکر .
65-   الفتاوى الهندیة للشیخ : نظام وجماعة من علماء الهند ط : دار الفکر .
66-   المبسوط للسرخسی ط : دار الفکر، بیروت . 
67-   مجمع الأنهر فی شرح ملتقى الأبحر لداماد أفندی ط : دار إحیاء التراث العربى بیروت .
(2) کتب المالکیة :
68-  بدایة المجتهد ونهایة المقتصد لابن رشد الحفید ط : دار الفکر- بیروت
( 1415هـ - 1995م) .
69-   البیان والتحصیل لابن رشد الجد ط : دار الغرب الإسلامی .
70- التاج والإکلیل لمختصر خلیل للمواق ط : دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى:
( 1416هـ-1994م )
71-   الثمر الدانی للآبی الأزهری ط : المکتبة الثقافیة، بیروت .
72-   حاشیة الدسوقی على الشرح الکبیر لابن عرفة ط : دار إحیاء الکتب العربیة بالقاهرة، و ط : دار الفکر – بیروت .
73-   حاشیة الصاوی على الشرح الصغیر ط :  دار المعارف .
74-   الذخیرة للقرافی ط : دار الغرب الإسلامی، بیروت، الطبعة الأولى :(1994م)
75-   شرح مختصر خلیل للخرشی ط : دار الفکر – بیروت .
76- الفواکه الدوانی على رسالة ابن أبی زید القیروانی للنفراوی ط : دار الفکر
( 1415 هـ 1995م )
.
77-  المدخل لابن الحاج ط : دار الفکر( 1401هـ - 1981م).
78-   المدونة الکبرى للإمام مالک ط : دار الکتب العلمیة، بیروت .
79-   المقدمات الممهدات لابن رشد الجد ط : دار الغرب الإسلامی، بیروت .
80-   المعونة على مذهب عالم المدینة للقاضی عبد الوهاب البغدادی – تحقیق : حمیش عبد الحق، ط : المکتبة التجاریة لمصطفى أحمد الباز .
81-   مواهب الجلیل للحطاب ط : دار عالم الکتب .
82-   منح الجلیل شرح مختصر خلیل للشیخ علیش ط : دار الفکر، بیروت .
(3) کتب الشافعیة :
83-   أسنى المطالب لأبى زکریا الأنصاری شرح روض الطالب لابن المقری - تحقیق : محمد محمد تامر ط : دار الکتب العلمیة، بیروت – الطبعة الأولى
( 1422هـ 2000م) .
84-   إعانة الطالبین للبکری الدمیاطی - ط : دار الفکر– بیروت .
85-   الأم للإمام الشافعی ط : دار المعرفة .
86-  البیان فی مذهب الإمام الشافعی للعمرانی - تحقیق : قاسم محمد النوری
ط : دار المنهاج بجدة، الطبعة الأولى( 1421 هـ- 2000م ).
87-  الحاوی الکبیر للماوردی – تحقیق : محمود مطرحی ط : دار الفکر
( 1414هـ 1994م) .
88-   روضة الطالبین وعمدة المفتین للنووی - تحقیق : زهیر الشاویش ط : المکتب الإسلامی – بیروت - الطبعة الثانیة (1405هـ).
89-   المجموع شرح المهذب للنووی ط : دار الفکر.
90-   مغنى المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج  للشربینی الخطیب ط : دار الفکر – بیروت. 
91-   المهذب للشیرازی ط : دار الکتب العلمیة، ط : دار الفکر .
92-   نهایة المحتاج إلى شرح ألفاظ المنهاج للرملی ط : دار الفکر – بیروت (1404هـ-1984م)
(4) کتب الحنابلة :
93-  أحکام أهل الذمة: المؤلف: محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة (المتوفى: 751هـ)المحقق: یوسف بن أحمد البکری - شاکر بن توفیق العاروری، الناشر: رمادى للنشر – الدمام، الطبعة: الأولى، 1418 – 1997م.
94-  اقتضاء الصراط المستقیم لمخالفة أصحاب الجحیم: تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن أبی القاسم بن محمد ابن تیمیة الحرانی الحنبلی الدمشقی (المتوفى: 728هـ) المحقق: ناصر عبد الکریم العقل، الناشر: دار عالم الکتب، بیروت، لبنان، الطبعة: السابعة، 1419هـ - 1999م
95-   الإنصاف فی معرفة الراجح من الخلاف للمرداوی ط : دار إحیاء التراث العربی .
96-  شرح الزرکشی على مختصر الخرقی ط : دار الکتب العلمیة، بیروت (1423هـ - 2002م ).
97-   شرح منتهى الإرادات للبهوتی ط : عالم الکتب – بیروت – الطبعة الثانیة (1416هـ-1996م).
98-  عمدة الحازم فی الزوائد على مختصر أبی القاسم: أبو محمد موفق الدین ابن قدامة المقدسی، تح: نور الدین طالب، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، قطر، الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007م
99-   الکافی فی فقه الإمام أحمد لابن قدامة - تحقیق : زهیر الشاویش ط : المکتب الإسلامی – بیروت - الطبعة الخامسة (1408هـ 1988م).             
100-    کشف المخدرات والریاض المزهرات لشرح أخصر المختصرات للبعلی
ط : دار البشائر الإسلامیة، بیروت ( 1423هـ - 2002م ).
101-         المبدع شرح المقنع لابن مفلح  ط : المکتب الإسلامی، بیروت.
102-   مطالب أولی النهى للرحیبانی ط : المکتب الإسلامی، الطبعة الثانیة
( 1415هـ - 1994م )
103-         المحرر فی الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل: المؤلف: عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد، ابن تیمیة الحرانی، أبو البرکات، مجد الدین (المتوفى: 652هـ)الناشر: مکتبة المعارف- الریاض، الطبعة: الطبعة الثانیة 1404هـ -1984م
104-         المغنى على مختصر الخرقى  لابن قدامة  ط : دار الفکر – بیروت - الطبعة الأولى (1405هـ) .
105-          منار السبیل لابن ضویان ط : مکتبة المعارف بالریاض ( 1405هـ).
(5) کتب الظاهریة :       
106-         المحلى بالآثار لابن حزم ط : دار الفکر – بیروت .
سابعا : الکتب العامة المتنوعة ( الحدیثة المتخصصة وغیرها ):
107-     آثار الحرب فی الفقه الإسلامی دراسة مقارنة للدکتور : وهبة
الزحیلی ط : دار الفکر - الطبعة الثالثة ( 1419هـ - 1998م).
108-         أحکام الذمیین والمستأمنین فی دار الإسلام للدکتور : عبد الکریم زیدان، ط : مکتبة القدس، مؤسسة الرسالة( 1402هـ - 1982م) .
109-         الاستراتیجیة الثقافیة للعالم الإسلامی، منشورات المنظمة الإسلامیة للتربیة والثقافة العلوم الرباط، المغرب ( 1997م ) .
110-         الإسلام عقیدة وشریعة : للشیخ محمود شلتوت، ط : دار الشروق، الطبعة الثامنة عشر ( 1421هـ - 2001م ).
111-         الأموال  لأبی عبید القاسم بن سلاّم الهروی البغدادی، ط : دار الفکر بیروت، تحقیق : خلیل محمد هراس .
112-         تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأرکان الإسلام: عبد العزیز بن عبد الله بن باز (المتوفى1420هـ)الناشر: وزارة الشئون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملکة العربیة السعودیة الطبعة: الثانیة، 1423ه
113-         التشریع الجنائی الإسلامی مقارناً بالقانون الوضعی : عبد القادر عودة، الناشر: دار الکاتب العربی، بیروت.
114-         التعامل مع الآخر - شواهد تاریخیة من الحضارة الإسلامیة لإبراهیم بن محمد الحمد المزینی، ط : مرکز الملک عبد العزیز للحوار الوطنی.
115-         التعامل مع غیر المسلمین – أصول معاملتهم، واستعمالهم – دراسة مقارنة للدکتور : عبد الله بن إبراهیم الطریقی، ط : دار الهدی النبوی مصر، دار الفضیلة الریاض، الطبعة الأولى ( 1428هـ- 2007م) .
116-         التعایش السلمی بین المسلمین وغیرهم فی الفقه الإسلامی للدکتور : عبد الصمد محمد إبراهیم محمد – بحث منشور بالمجلة العلمیة لکلیة اللغة العربیة بأسیوط، عدد (36 ) ج2 ( 2017 م ).
117-         الجهاد المشروع فی الإسلام : الشیخ عبد الله ابن زید آل محمود، ط : مطابع على بن على، الدوحة، قطر .
118-         الجهاد فی الإسلام بین الطلب والدفاع للشیخ : صالحاللحیدان، ط : مکتبة الحرمین بالریاض، الطبعة الرابعة ( 1407- 1408هـ ) .
119-         الجواب الصحیح لمن بدل دین المسیح لابن تیمیة الحرانی - تحقیق الدکتور : علی حسن ناصر ‏,والدکتور : عبد العزیز إبراهیم العسکر ‏, والدکتور : حمدان محمد، ط : دار العاصمة الریاض، الطبعة الأولى
( 1414هـ ) .
120-         حجة الله البالغة للدهلوی ط : دار إحیاء العلوم - بیروت، الطبعة : الثانیة ( 1413 هـ 1992 م).
121-         دلالة النصوص والإجماع على فرضیة القتال للکفر والدفاع للشیخ  : سلیمان حمدان، ط : دار الطباعة للنشر بعمان .
122-         الرحیق المختوم - بحث فی السیرة النبویة للمبارکفوری ط : دار العقیدة، الطبعة الرابعة ( 1422 هـ 2001م) .
123-         سبل الهدى والرشاد، فی سیرة خیر العباد، وذکر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله فی المبدأ والمعاد: محمد بن یوسف الصالحی الشامی (المتوفى: 942هـ) تحقیق وتعلیق: الشیخ عادل أحمد عبد الموجود، الشیخ علی محمد معوض، الناشر: دار الکتب العلمیة بیروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993م
124-         شرح الزرقانی على المواهب اللدنیة بالمنح المحمدیة: أبو عبد الله محمد بن عبد الباقی الزرقانی المالکی (المتوفى: 1122هـ) الناشر: دار الکتب العلمیة، الطبعة: الأولى 1417هـ-1996م
125-         السیاسة الشرعیة للشیخ : عبد الوهاب خلاف، ط : المکتبة السلفیة (1350هـ ).
126-         السیاسة الشرعیة فی إصلاح الراعی والرعیة لابن تیمیة  ط : دار المعرفة.
127-         السیرة النبویة لابن کثیر- تحقیق : مصطفى عبد الواحد، ط : دار المعرفة، بیروت ( 1396هـ 1971م).
128-         السیرة النبویة لابن هشام ط : مصطفى الحلبى، ط : دار الجیل (1411هـ) -  تحقیق : طه عبد الرؤوف سعد - تحقیق: طه                 عبد الرؤوف سعد .
129-         طبیعة علاقة المسلمین بغیرهم من الأمم للدکتور :  محمد على سلیم الهوا ری - بحث منشور بمجلة الجامعة الإسلامیة ( سلسلة الدراسات الإسلامیة ) م9، العدد الثانی( 2011م ).
130-         العلاقات الدولیة فی الإسلام- مقارنةبالقانونالدولیالحدیث للدکتور : وهبة الزحیلی، ط : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ( 1401هـ ) .
131-         غیر المسلمین فی المجتمع المسلم للدکتور :  یوسف القرضاوی، ط : مطبعة وهبة القاهرة، الطبعة الثالثة ( 1413هـ- 1992م ).
132-         الفقه الإسلامی وأدلته للدکتور:  وهبة الزحیلی ط : دار الفکر .
133-         فقه السنة  للشیخ : السید سابق، ط : دار الفکر، الطبعة الرابعة                  ( 1403هـ - 1983م ).
134-         فقه السیرة للشیخ : محمد الغزالی ط : دار نهضة مصر، الطبعة الأولى.
135-         فن التواصل مع الآخر - معالم وضوابط ووسائل - للدکتور : قطب مصطفى سانو - ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر السنوی  الثانی -  نحن والآخر - المنعقد بدولة الکویت فی الفترة ما بین ( 6-8 صفر لعام 1427هـ الموافق 6- 8 مارس لعام 2006م ) - منشور بشبکة المعلومات الدولیة الإنترنت رابط : (https://old.uqu.edu.sa ) .
136-         مبادىء التعایش السلمی فی الإسلام منهجا وسیرة:  الدکتور عبد العظیم المطعنی، طبعة دار الفتح للإعلام العربی.
137-         مجلة البحوث الإسلامیة : مجلة دوریة تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد، المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد
138-         مجموعة بحوث فقهیة للدکتور :  عبد الکریم زیدان، ط : مؤسسة الرسالة، ومکتبة القدس بیروت ( 1402هـ ).
139-         المختصر فی أحکام السفر: فهد بن یحیى العماری، الناشر: دار ابن الجوزی للنشر والتوزیع، المملکة العربیة السعودیة، الطبعة: الأولى، 1429 هـ
140-         المسلم مواطنا فی أوربا للمستشار : فیصل مولوی – بحث  منشور على شبکة الإنترنت الدولیة – رابط : (https://www.google.com ).
141-         موسوعة الإجماع فی الفقه الإسلامی إعداد: د. أسامة بن سعید القحطانی: وآخرون، الناشر: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، الریاض - المملکة العربیة السعودیة، ط: الأولى، 1433 هـ - 2012 م
142-         موسوعة الأعمال الکاملة للإمام محمد الخضر حسین:(المتوفى: 1377هـ) جمعها وضبطها: المحامی علی الرضا الحسینی، الناشر: دار النوادر، سوریا، الطبعة: الأولى، 1431 هـ - 2010 م
143-         الموسوعة المیسرة فی الأدیان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - من منشورات الندوة العالمیة للشباب الإسلامی, ط : دار الندوة العالمیة للطباعة والنشر والتوزیع ( 1420 هـ ).
فهرس الکلمات المفتاحیة :
[ التعایش السلمی ـ غیر المسلمین ـ أهل الکتاب ـ التعایش الآمن ـ قبول الآخر ـ الأمن المجتمعی ] .