أصل مشروعية الجمعة وأثرها في عدم انعقاد الجمعة في البيوت وقت النوازل " نازلة وباء (کورونا کوفيد – 19) أنموذجًا "

المساهمين

المؤلف

قسم الشريعة، کلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القرى، مکة المکرمة، المملکة العربية السعودية. قسم الفقه وأصوله، جامعة اليرموک.

المستخلص

يتناول البحث مسألة فقهيَّة مستجدَّة طرأ حکمها بسبب ظهور وباء کورونا المستجد (کوفيد- 19)، الذي بات نازلة عالميَّة معاصرة؛ أثر في کل مناحي الحياة الدينيَّة والدنيويَّة؛ وانبنى عليه تغيير في تطبيق بعض الأحکام الشرعيَّة، التي منها صلاة الجمعة؛ فبدل أن کان الناس يصلونها مع الإمام في المسجد، أصبحوا يصلونها في البيوت أربعًا ظهرًا؛ کما هو مقرر شرعًا حينما يحول العذر في صلاتها في المساجد کما هو واقع اليوم، وبذلک أفتت سائر هيئات الفتوى في العالم الإسلامي؛ ومنها هيئة الفتوى في المملکة العربيَّة السعودية، وفي الأردن، وفي مصر، وفي المغرب، وفي غيرها من سائر بلدان العالم الإسلامي، ولکن ظهرت بجانب ذلک بعضُ فتاوى أخرى لا تتخذ طابعًا رسميَّا؛ فخالفت هيئات الفتوى، وطالبت الناس بصلاة الجمعة رکعتين مع الخطبة في البيوت؛ وانتشرت تلک الفتاوى على مواقع التواصل بکل وسائلها؛ مما کان له أثر کبير على واقع الناس اليوم في هذه الشعيرة العظيمة؛ وأدى ذلک إلى ظهور شيء من الاضطراب في بعض بلاد المسلمين؛ فبعضهم التزم صلاة الجمعة في بيته، وبعضهم حاول الاجتماع مع غيره في البيوت ليصلي الجمعة، وبعضهم تجمَّع مع غيره ليصليها في ساحات المساجد والشوارع وغيرها؛ مما لزم منه لازمان أحلاهما مرّ؛ الأول: الافتيات على هيئات الفتوى الرسميَّة. والآخر: تعريض النفس للأذى؛ إما لأذى التعرض لخطر الوباء، وإما لأذى التعرض للعقوبة من قبل الجهات الرسميَّة، ورغم أن هذا القول لم تظهر آثاره السلبيَّة بشکل بارز في بعض البلاد؛ إلا أن له آثاره في کثير من بلاد المسلمين؛ ولو لم يکن من آثاره إلا التشويش على العامَّة في أمور دينهم، لکفى بذلک ضررًا؛ وکان يسع من يخالف الفتوى السائدة المنتشرة - إن أصرَّ على رأيه- أن يعمل برأيه في خاصَّة نفسه؛ ويسد الذريعة لأي مفسدة ناتجة عن نشر فتواه ورأيه، وقد رکَّز البحث على جانب أصل مشروعية الجمعة في الاستدلال للمسألة؛ لأنه أهم جانب يقطع النزاع فيها؛ وبمعرفته ينضبط حکم المسألة ويصبح المسلم الحريص على دينه على بصيرة من أمره في هذه المسألة العظيمة؛ وبه تزول الشبهات التي علقت بذهنه التي أدت إلى الاستدلال الخاطئ في حکم المسألة.
This research deals with an emerging jurisprudential issue whose ruling has arisen due to the emergence of the new pandemic of Corona (COVID-19). The pandemic has affected all aspects of religious and worldly life and led to changes in the application of some sharia rulings, including the Friday Prayer. Fatwa bodies in the Islamic world including the Fatwa Board in the Kingdom of Saudi Arabia, in Jordan, in Egypt, in Morocco, and in other countries of the Muslim world have issued a fatwa that the Friday prayers be performed in homes four rak’as (units) like the Noon (Dhuhr) prayer. However, there emerged some non-official fatwas that contradicted the official ones and urged people to perform the Friday prayers with a sermon at home. These fatwas spread on all social media and caused some turmoil in some Muslim countries. Therefore, this study is keen on indicating the ruling on this vital issue so that the Muslims devoted to their religion may become aware of this matter and avoid the suspicions that have lead to wrong inference in the ruling on this matter.
 

الكلمات الرئيسية